• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وشهد شاهد من أهلها .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

وشهد شاهد من أهلها

الحكومة العراقية الحالية والدستور العراقي بنيا على اساس قومي وطائفي , والدستور قد تضمن ألغاما بدأت تتفجر وليس حقوقا , هكذا تحدث رئيس وزراء العراق نوري المالكي وأحد الذين شاركوا بكتابة هذا الدستور  خلال استقباله عدد من الصحفيين والإعلاميين في مأدبة إفطار أقامها لهم بمناسبة شهر رمضان المبارك , مضيفا لكننا اكتشفنا أخيرا إن لم يكن منذ البداية إننا زرعنا ألغاما وليس حقوقا . وقد دعا إلى تعديل الدستور بما يحقق دولة المواطنة واعتماد الأساس الوطني والانتماء للوطن بعيدا عن بقية الانتماءات .
والسيد المالكي يتحدث عن الألغام التي تفجرت بوجهه خلال تجربته في رئاسة الحكومة الماضية و الحكومة الحالية  حكومة المحاصصة الطائفية والقومية , وتصرف القوى السياسية بموجب هذه المحاصصة , وهو بالتأكيد لم يتحدث عن الألغام الاكثر خطورة والأكثر تدميرا و التي وضعتها الأحزاب القومية الكردية في هذا الدستور والتي لم تنفجر حتى هذه اللحظة , فهذه الألغام ستمزق البلد شر تمزيق في حالة انفجارها .
والاستنتاج الذي توصّل إليه المالكي بعد هذا الدمار والخراب الذي اصاب البلد بسبب هذا الدستور جاء متأخرا والدعوة التي اطلقها لتعديل هذا الدستور بما يحقق دولة المواطنة هي دعوة القوى الوطنية المخلصة والحريصة على صيانة وحدة هذا البلد والتي طالما نادت بضرورة إجراء هذا التعديل , وليست الأحزاب والقوى الطائفية والقومية التي زرعت هذه الألغام  .
فأحزابكم جميعا لا تصلح لمثل هذه المهمة الوطنية يا دولة رئيس الوزراء , فالمهام الوطنية تشترط فيمن يقوم بها أن يكون مؤمنا بالوطن , وأحزابكم يا دولة الرئيس أثبتت أنها معادية للوطن وهي التي أوصلته لهذا الدرك , وإلا فاين كان حرصكم على سلامة هذا الوطن والحفاظ على وحدته عندما كتبتم هذا الدستور المملوء بالألغام كما تقول ؟ وإذا كانت المحاصصة الطائفية والقومية سيئة لهذه الدرجة فلماذا أنت وحزبك متمسك بها حتى هذه اللحظة ؟ واين هي الشعارات التي رفعتها أنت وحزبك حزب الدعوة الإسلامية قبل الانتخابات البرلمانية بعدم العودة لهذه المحاصصات اللعينة تحت أي ظرف كان ؟ أليست هذه هي شعاراتكم يا دولة الرئيس  التي خدعتم الشعب العراقي بها ؟ وهل تريد منا أن نصدقكم مرة أخرى يا دولة الرئيس ؟ الشعب العراقي لن يصدقكم مرة أخرى يا دولة الرئيس بعد هذا الدمار والخراب والفساد الذي الحقتموه في البلد , واعترافكم يا دولة الرئيس بهذه الألغام لن يقدم ولن يؤخر ما لم يقترن بإرادة وطنية مخلصة للتغير , لا هذه الإرادات الإنتهازية والفئوية الضيقة التي اصطبغت بها أحزابكم الطائفية والقومية .
وإذا كنت حقا تقصد ما تقول فعليك بتقديم البرهان العملي على صدق هذا التوجه وليس بالكلام فقط , والبرهان الوحيد هوحل البرلمان واستقالة الحكومة والدعوة لانتخابات عامة جديدة تكون نهاية لهذه الحقبة الطائفية المقيته , والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين يا دولة الرئيس . 
أياد السماوي / الدنمارك
Aiad.alsamawi@gmail.com 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9019
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29