• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاطمة صلةُ رحمٍ قطعت .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

فاطمة صلةُ رحمٍ قطعت

التاريخ الاسلامي شهد العديد من القضايا المتناقلة الينا عن طريق نقل السيرة والحديث الذي وصلنا برواياته المتنوعة ، فكان هدف أصحابه نقل الحقائق والنصوص الفكرية التي غالباً ماتكون الغاية منها الوصول الى تشييد سلوك بشري قوي من جهة وتحسين الحالة الاجتماعية من جهةٍ أخرى بفضل اسوة يقتدى بها { لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }. 
فالقدوة بدورها تزود الفرد بقيم وسلوكيات تعتبر ميزة مطورة لحالته الفردية (الخاصة) ويكون ناتجها بالتالي مجتمع ذو ثقافة عالية، صفته التكافل والتوازن الذوقي والفكري والاجتماعي . 
ومما لاشك فيه ان الرسول (صلى الله عليه واله) ومن بعده الأئمة (عليهم السلام) خير من يقتدى بهم فهم الهداة المهديين والعلماء الاتقياء واهل الذكر الانقياء ، لهم الطاعة فيما رأوا وقرروا لانهم اولى بأنفسنا منا. 
فنِعمَ فاطمة الاسوة والقدوة التي جاء النص بخصوصية مكانتها وعلو منصبها على لسان رسول رب العالمين (صلى الله عليه واله) وكذلك الائمة (سلام الله عليهم اجمعين) فها هو (صلى الله عليه واله) قد نص بإنتمائها ومنزلتها السماوية بحديثه الموقر اذ قال: (فاطمة بضعةٌ مني) وبهذا اعطى معنيين لفاطمة (عليها السلام) معنى مادي وآخر معنوي : 
أما الجانب المادي فيمثل ان فاطمة هي نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) فهي روحه ودمه وعظمه وبشرته وكل ما فيه مما يمثل الهيئة البشرية التي عليها النبي فهي وريثته خَلقاً وخُلقا . 
واما المعنوي فثبوت عصمتها ووجوب طاعتها (عليها السلام) أمر منه على الاخذ بعين الاعتبار قولها وفعلها وتقريرها (عليها السلام) فهي أبنته وحاملة سره وبركته ولا منزلةٌ خير من منزلة أم أبيها عند أبيها . 
بذلك وجب على الامة رعايةِ منزلتها وحفظها وعدم تعريضها لما لاتستحق من هذه الامة المتنعمة بفضل أبوها ، فقد أكد هذا الجانب (عدم أذيتها) بحديث الكساء بأن من يؤذي فاطمة (عليها السلام) يؤذيه ، ومن يحزنها يحزنه ، وبهذا يغضب ويحزن الله جل علاه، فمن يعترض على هذا المعنى يكون الجواب له بشكل التالي: 
ان فاطمة معصومة ذات منزلة إلهية وهذه المنزلة مصحوبة بفرض الطاعة لها وللمعصومين بأمر الله سبحانه { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وكذلك نص آية التطهير وكل الدلائل الروائية والنقلية والعقلية تنص على ان هذه الآية نزلت بالصديقة (عليها السلام)، واهل بيتها {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. 
خلاصة القول: ان فاطمة البضعة هي مصدر النور النبوي وسلسلة النسب الطاهر وأصله فمن اعتدى بالضرب والقتل والاسقاط فليتبوأ مقعده في قعر جهنم فقد اغضب فاطمة بنت النبي الاكرم ، وحقاً قد غضبت عليهم الى آخر ايام عمرها ، واكبر الادلة على ذلك ما نقله البخاري في صحيحه فيقول كان الرجل يستأذن فلا تأذن له وماتت وهي واجدةٌ عليهما ، وبالدليل هذا فأن من ظلمها كان خصيم الله تعالى أذ لم تسامح (عليها السلام) قاتليها وغاصبيها حقها وبالتالي ليس من حقِ اي أحدٍ ان يقول غير ذلك بوجود مثل هذه الرواية خصوصا والكل يعرف من هي فاطمة ويشهد لها بالنقاء والصفاء والخروج لطلب الاصلاح ومنع وقوع الظلم والغي على زوجها صاحب الحق بقيادة الامة بعد ابيها ولو سمعت هذه الامة الغافلة قولها لكان اليوم غير اليوم والحال غير الحال لكنهم ويا أسفي قطعوا رحمها وظلموا بنيها وكأن الامة أجتمعت على عداوتها وبخسها حقها ومنعها اياه تجبرا منهم وغياً وظلما. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90327
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28