• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النظرية وضرورة التأسيس ...الطفل الحسيني مسرحياً .
                          • الكاتب : عدي المختار .

النظرية وضرورة التأسيس ...الطفل الحسيني مسرحياً

إن أكثر ما يثيره البعض من تساؤلات حول مسرح حسيني للطفل هو كيف نزج بالأطفال في عالم من القسوة اسمه معركة ألطف التي جرت عام 61 هـ والتي استشهد فيها الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب وآل بيته ( ع) وهم أبناء سيدة نساء العالمين فاطمة بنت نبي الإسلام محمد بن عبد الله ( ص) وسبي نسائهم على يد يزيد بن معاوية في أقسى معركة شهدها التاريخ الإسلامي وأكثر فضاعة لما مر على بيت النبوة من قتل وتشريد؟ ,وهل عالم الطفولة يتحمل كل هذه الاشتغالات المسرحية ؟ ام هل من الواجب زج الطفولة مبكراً بهذا العالم ؟وكيف نسلب من الطفولة طفولتها التي تستوجب الاشتغال على الترفيه ونرميها بعالم من الجد والتراجيديا ؟أم هل من المعقول أن نغذي أطفالنا القسوة ونعرفه بمنطق القتل منذ نعومة أظفاره ؟,كل هذه التساؤلات جاءت من عدم وعي ودراية بأهداف هذا المشروع الذي أسس له قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة ولو كان أصحاب هذه التساؤلات يعرفون تماماً أهداف هذا المشروع وحضر الدورة الأولى والثانية من مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل لكانت الإجابات سهلة عليه ولربما لا نحتاج حتى لهذا المقال .

أن التعريف لنظرية مسرح حسيني للأطفال تحتاج لوعي تام بمضمون ما يقدم من أعمال وهذا ما ركز عليه القائمين على المهرجان في دوراته الماضية ,فمسرح حسيني للأطفال يعني استلهام الأخلاق والفكر والثقافة ومعاني الإسلام المحمدي الأصيل وبث الفضيلة والإصلاح الذي يبدأ بالذات أولاً وينتهي بإصلاح المجتمع والذي خرج من اجلها ابن بنت النبي (ع) ولم يطلب الحرب أو القتل وخير دليل قوله ( لم اخرج أشراً ولا بطرا ولا ظالماً ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في دين جدي محمد (ص)) وهنا يتأتى أهمية المضي في التنظير لمسرح أساسه الإصلاح الذاتي والمجتمعي بالفعل لا بسرد الخطابات المسرحية والتمنيات الإنسانية والتطلع لها كما هو في المسرح العالمي بكل نظرياته لم يخرج من الخطابية للفعل إلا في نظرية المسرح الحسيني فهي خرجت من القول إلى الفعل فــ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بما أنفسهم ) أي التغيير الذاتي أو الإصلاح الذاتي الذي إن توفر فأنك ستمضي بكل ثقة وإيمان راسخ الى تغير مجتمعك ,فالمسرح ليس ثرثرة من الإرهاصات والهواجس المسلوبة الإرادة أو حوارات من اليأس والإحباط الذي ينكأ الجرح ولا يجد له حلاً لذلك بقي المسرح يدور حول ذاته وينكأ الجرح لا اكثر فيما المسرح الحسيني يعطيك ثقة خالصة بقدرتك على التغيير مستنداً إلى صاحب هذا الإقدام الإمام الحسين (ع) الذي لم يكتفي ببث أحزانه ويأسه لما كان يجري من انحراف أسلامي في زمانه بل حول كل مخاوفه على المجتمع من انحراف سلطان جائر منحرف إلى أفعال وبطولة قل نظيرها حتى ضحى بروحه وال بيته الأطهار من اجل ذلك الإيمان والاعتقاد بأن القضية تحتاج لدماء تستفز الآخر وتوقظ المرتهنين في توهان الهواجس والإحباط .

اليوم نحن بأمس الحاجة إلى أن نبث هذه الفضيلة والإيمان الراسخ بقضايانا العادلة في الجيل القادم وهنا لا نريد جيلاً شيعياً بل جيلاً يؤمن بعقيدة الحسين (ع) في إصلاح الذات والمجتمع وهذا لا يأتي إلا من خلال ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة والعقيدة الإيمانية لصلبة وان نحصن الأجيال ببث الخلق والوعي في تقييم كل ما يدور في عالمهم ,المسرح الحسيني للطفل حمل اسم الحسين (ع) كمصلح لإصلاح الجيل وتنمية روح الإسلام فيه والوعي الحقيقي ليكون قائداً في المستقبل على قدر عالٍ من المسؤولية وهذا تحديداً ما يهدف له القائمين على المهرجان ألا وهو ولادة أجيال على قدر عالٍ من المسؤولية اتجاه دينه ووطنه من خلال أعمال مسرحية لا تخوض في تفاصيل الحرب ودمويتها إطلاقاً بل تبث قيم النهضة الحسينية فيما يتعلق بالذات والدين والأخلاق والإصلاح ,ومن يعترض عليه أن يشاهد ما يقدم من أعمال ليتعرف على مضامين هذه الأعمال التربوية الأخلاقية والتي هي في صلب بناء شخصية الطفل والتي تتشرف بأن تتفيء بأسم الحسين ( ع) سيد شباب أهل الجنة كما وصفه جده .  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90515
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20