• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أفلاطونية (الى متى؟!) .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

أفلاطونية (الى متى؟!)

لم يحلم فقط هو بتلك المدينة الفاضلة ، الكل كان يحلم ، عمل ولازلنا نحن نعمل ، كتب عنها ولازلنا نحن نكتب ، ولكن الى الان لم يتحقق الا الجزء اليسير منها!!

يا ترى على من الحق؟!

أهو علينا! أم على قياداتنا التي لازالت تغض الطرف عن الكثير من حقوقنا .

هل نحن؟

أسمع صوتا يقول نعم ، أنتم ؛ لأنكم الى الآن لم تفعلوا شيئاً إزاء ما تحلمون به و اتكأتم على الإتكاليةِ المفرطة التي لن تنقذ شعباً مهما فعل وحاول ولن تغيير حال طفلٍ مسجى على ضفاف الشاطئ .

كان لاجئاً يبحثُ عن الامان ، أهذا ذنبه كي يموت ببساطة ، وارى انياب مصاصي دماءه لازالت تطول وتحلم بمزيدٍ من الدم النقي .

لم يبقى الحال على هذا ، كذلك في أيمن الموصل لم يكن طفلنا لاجئ بل كان هارباً من بطش ذئاب الليل المتوحشة ، لكن يا ترى هل هو بأمانٍ الان؟!

من ناحيتي نعم ، هو بأمان ، لأنه طير من طيور الجنة يحيا حياة الخلود باطمئنان ، لا داعشي يؤرقه ولا أبن جلدةٍ يخونه، لا صواريخ ولا رصاص ، لا طائراتٍ ولا دبابات ، فالترسانة العسكرية باتت تضنكه ، الان انتهى كل شيء!

مع كل هذا الاستخفاف لازلنا نحلم باليوم الجديد ، وافلاطونية المدينة الفاضلة؟

الى متى نبقى على هذا النحو من الاهمال و غض بصر وعملٍ دون اكتمال؟

نريدُ ونريد ، ولازالت متطلباتنا لا تتوقف . بالمقابل لن نقدم اي تفكيرٍ للخلاصِ مما نحن عليه أو حيلولة لما نحن فيه.

بلد العلماء والاتقياء ، بلد الشهداء والاصفياء ، أضحى يا أفلاطون أسير، ومدنه فاضلةٌ بمقابرها، فهذا شهيدٌ واخرُ مظلوم وبجنبه طفلٍ صغير ومعهم مختلطٌ من الناس لم يحمل من اسماء البراءة الا الاضطهاد والحرمان والموت.

الكل يتغنى بمقولةِ غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر) ، لكن غاندي صنع بلداً ، وبقينا نحن بلا بلد ، يال الشغف نريدُ أن نكون مظلومين ، إذ لم نرع تلك الكلمات : خرجت لطلب الاصلاح في امةِ جدي رسول الله، فحفظت الإنسانية بشريعتها من بطش طاغية الزمان يزيد، فكانت دمائه الزاكيات ثوارتِ تجديدٍ واصلاح .

أين نحن من كل هذا؟؟ ... مكتوفو الايدي ولازلنا نتساءل!

متى ومتى؟ والى الان نقول متى؟! لاتجدد و لا تجديد ، أضحكني ذلك المتفلسف أذ نادى برفع الحجاب واعطاء المرأةُ حقوقها ، متناسياً حق المرأة بالعلم وتطوير الذات وفسح الطريق امامها كي تحصل على الفرص الكاملة للممارسة واجبها تجاه بيتها ومجتمعها فالحرية والمساواة ليست بكشف الستر ورفع الخمور .

طالب للرجال بحقوقهم ، لباسٌ متفتق وحذاءٌ متماوع ولم يراعي الخلل الفني والانساني والذوقي لفعل كهذا ، فنحن اليوم بحاجة الى رجالٍ يعرفون معنى الحرية لا التحرر من مبادئ العز لهم ولمجتمعهم ، نحتاج الى رجالٍ يقدرون رجولتهم ويحموها، محافظين على سنايا رجولتهم بأفعالٍ وأقوالٍ صادقة وهادفة .

الكل يبحر في حلم افلاطون ... لكنا لازلنا نضيع فكر من هو أهم من فكر افلاطون!

وهدمنا مدينة النقاء ... بمعاول السواد والضلالة بالخيانات المتوالية والذبح والقتل .

الى متى يا أفلاطون نبقى بدائرة الضياع ونحن اليوم أبناء فكر الانسان المتكامل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90800
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28