• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أزمعتُ الرحيلا .
                          • الكاتب : سردار محمد سعيد .

أزمعتُ الرحيلا

 إذن هكذا مررت سريعا 

 كالعاصفة
 ما زال كل ما في مدينتي وديعا
الشوارع والأرصفة
الدواوين والأغلفة
 الكنائس والجوامع  
 المقاهي والأرائك وقطع الدومينو والشاي اللذيذ
وصوت بائع الجرائد
يصدح بديعا
والفاتنات الناثرات من الإبتسامات ربيعا
وقول حبيبة لحبيب تأخرت عن اللقاء قليلاً :آسفة
وملء عباءتها مودة وحنينا وعاطفة
وتود لوتبقى بين ذراعيه طوال العمرعاكفة
فعلام أزمعت الرحيلا
سأبكي طويلا
وأغدو عليلا
يا ابنة العاصفة
والعواصف لا تدوم طويلا
 
ياشارع الرشيد أنسيتني فلي عند كل منعطف منك ذكرى
وخلف كل عمود تركت غانية همسة خائفة
وكم من وريقة طويتها فيها من أكاذيب الحب شعراً ونثرا
فإن كانت لسمراء قلت أنا أعشق السمرا
وإن كانت لذات خال على الوجنات قلت بحثت عنك دهرا
ورسمت عليه لكل فاتنة خدا ًأسيلا
وطرفاً كطرف بنات السلاطين كحيلا
وأعواداً تكاد من نسمة تنكسر
عند النهود تعلووعند الخصورتنحدر
وكتبت أسفلها اللمس ممنوع
إلا لعاشق مفجوع
وسواه  ستنتحر
 
 
يا شارع الرشيد
هل من حانة لم تعشقني ابنتها ولم أطبع شفة على الكؤوس
وقناني الزجاج ثملت من رغوة صفراء عند الرؤوس  
أهذه رغوة أم خمار عروس
كرات تولد بعضها وهي نازفة
باردة لكنها تستحيل  برضابي غليلا
 
وكم من لوحة  فوق المحال كأن الحرف فيها ثعبان أليف
هادىء إن غادر الربيع أو تولى الخريف
أوكغانية تحسست مفاتنهاوقد سقط النصيف
لهاشم أو لمشكين أصابعهم طوال والفكر عفيف *
تجعل الممكن مستحيلا
تنطق الجماد والصامتات هاتفة  
 
وأنت يا قبّة لثمت من السماء لونا
يالمجهول بناك وما اعتراه وهنا
من يراك قديظن ظنّا
 أن ربما قد عشقت جنّا
ولو قُلبت لبدت مثل كأس زهت فنّا
حُبيت من الغصون والأوراق رسماً نبيلا
مدهشات زخارفه
سعى لها الخليفة سعيا
فمن يعاقرها كأنما عاقر دنّا
وإذا ما النواسي رآها غازلها شعرا
يندى جبين الجاريات فيزددن حسنا
وأيّان يخفى
سأحدسه ولكن لا أسميه
فللخليفة فيه مرعى
.
 
 ومسحوق لقتل البعوض والحشرات
يبيعه رجل حلو الشمائل والصفات
عين على ذكر والأخرى صوب فتاة  
يدعي أن مسحوقه قادر على كبح جماح المتعجرفات
 فلم تجب وراعت أصولا
وهي بالأصول عارفة .
 
 
وبائع بطاقات اليانصيب
يصيح خمسة الآف تجمع حبيب لحبيب
بيت وسيارة وعيش يطيب خصيب
ولا قيل ولا قيلا
لا يسمعون فيها إلا سلاما ًوالظلال وارفة
 
وثمة بائع فول كله أدب
من أراضي السودان كأنه ذهب
رائحة زكية وطعم عجب
واقف طوال اليوم ومامسه نصب
وثمة أنبوب معدني يسبغ على الفول دفءا
يتخذه شتاء خليلا
ويبعده في الصائفة ..
 
وأنت يا شارع النهر
حبيب الفاتنات من الغيد
يلبسن تبراً في القدمين والخصر والجيد
وأحذية بكعوب ناتئات
تترك في الإسفلت  ثقوباً
كنجمات في سماء رائعات
كم من  فم ناديت  معسولا
ليس صدقاً ولكنه تمثيلا
والفاتنات يقلن فيه قولا جميلا
سا عده الله , واتى أمه من لدنه صبرا ,ياله من شباب لم يؤت نصيباً
وأضحك في سري فقد أحسنت تمثيلا
ثم اكتشفت
مرضاً وبيلا
يأكل خلاياي قليلا ً قليلا
وتبقى بغداد خالدة بكرة وأصيلا
 
 
 (محمدهاشم ) هو الخطاط العراقي الشهير
(مشكين قلم ) هو خطاط أجنبي بارع في خط التعليق
 
نقيب العشاق بين بيخال و نياغارا.
من على فراش المرض أواسط شهر12 من عام 2016



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91162
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28