
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن عصابات داعش الارهابية ارتكبت مجرزة دموية باعدامها لأكثر من 100 شخص في الجانب الايمن لمدينة الموصل.
مصادر من مدينة الموصل القديمة قالوا للمرصد العراقي لحقوق الإنسان بحسب بيان له إنه “في يوم الجمعة الماضي، قام داعش بحملة إعدام لإثنين وعشرين عائلة من منطقة المكاوي في الموصل القديمة بعدما حاول 22 شاباً منها الخروج من مناطق سيطرته بمساعدة مهرب سوري”.
وأشار البيان الى انه “وخلال إتصالٍ مع المرصد أول أمس الأحد، أكد سكان محليون من منطقة الموصل القديمة تلك المعلومات وتحدثوا عن مجزرة قام بها داعش بإعدام عائلة المهرب السوري ويُدعى [لبيب الدقاق] وهو تاجر للمواد الغذائية في مدينة الموصل، كان قد إتفق قبل شهرين مع 22 شاباً لتهريبهم خارج الموصل، لكن العملية لم تتم بسبب بدء معركة تحرير الساحل الايمن، لكن عناصر داعش الذين كشفوا الإتفاق قاموا بإعدامهم مساء يوم الجمعة الماضي مع عوائلهم وعائلة المهرب الذي صودرت أمواله أيضاً”.
وقال شهود عيان من منطقة الموصل القديمة إن “عملية الإعدام نٌفذت داخل أحواض في حمام العافية بمنطقة المكاوي وبقيت الجُثث وعددها 106 جثث لـ14 ساعة تقريباً قبل أن تأتي سيارات حمل مدنية تابعة للأهالي وتدفنهم في مقبرة تُسمى مقبرة السادة الفخريين”.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن “داعش ما زال يُريد سقوط أكبر عدد من المدنيين بسبب أعماله الإجرامية، وهناك ما يقارب الـ400 ألف مدني ما زالوا تحت سيطرته وهذا يعني أن جميع هؤلاء معرضون لخطر الموت على يد الارهابيين”.
وأضاف المرصد أيضاً إن “عمليات الإعدام الجماعي التي يُنفذها داعش في مدينة الموصل القديمة، هي عمليات إبادة جماعية وجرائم حرب، ويرتكب يومياً جرائم بشعة بحق المدنيين، وما زال يستخدم السكين في تنفيذ تلك العمليات”.
وقال قائد شرطة محافظة نينوى واثق الحمداني خلال حديثه للمرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “مستشفى القيارة تسلم يوم الأحد الماضي،22 جثة بينهم نساء وأطفال أخلتهم القوات العراقية وغالبيتهم بدت عليهم آثار التفسخ وقتلوا بكمائن لداعش بعبوات ناسفة أو إطلاق نار أو قذائف هاون أثناء محاولتهم الفرار من مناطق تخضع لسيطرته في منطقة باب الطوب ورأس الجادة وباب البيض وسط الموصل”.
نازحون من مناطق العروبة وحي التنك قالوا خلال مقابلتهم مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان بالقرب من مخيم حمام العليل إن “لهم العشرات من الأصدقاء والأقارب توفوا بسبب الجوع في أحياء الزنجيلي والتنك والرفاعي”.
وقال نازح من منطقة العروبة إن “طفلي شقيقته وعمرهما ثلاثة وأربعة أعوام توفيا خلال الشهر الماضي في منطقة الرفاعي بسبب الجوع وعدم وجود ما يأكلانه، أمهما أيضاً وصلتنا أخبار إنها في حال صحية سيئة بسبب الجوع”.
وقالت مصادر طبية في مشفى القيارة إن “مئات الحالات المرضية التي تصلنا بسبب نقص التغذية عندما كانوا في مناطق سيطرة داعش، خاصة الأطفال الذين أصيب المئات منهم بالجفاف”.
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن “داعش يستخدم الجوع سلاحاً لإجبار المدنيين على القتال معه، حيث ساوم بعض العوائل على مشاركة أحد أفرادها مقابل الحصول على المواد الغذائية التي توزع على مقاتليه وعوائلهم”.
وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بضرورة فتح ممرات جوية لإلقاء الحليب والمواد الغذائية لأطفال الساحل الأيمن من مدينة الموصل، وإيقاف تفاقم حالات الوفاة بسبب الجوع هناك، وعدم السماح لتنظيم داعش بإنجاح خطته في حصار المدنيين.
كما دعا المرصد الحكومة المحلية في محافظة نينوى إلى الضغط أكثر على الحكومة الإتحادية في بغداد والأمم المتحدة لإيجاد حلٍ لما يحدث من كارثة إنسانية في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، تضرب الجميع والأطفال على وجه الخصوص. |