في شهر رمضان ... وفي البصرة وبغداد وصلاح الدين وكربلاء ... وهنا وهناك من مدن العراق , صرخت الى الله تعالى خالقها اوداج سفكت دمها يد غدر وحقد قل ان يماثله حقد في نفوس البشر الاسوياء . من حسينية العاشور خط دماء قانية ونفوس بريئة امتد الى جامع ام القرى في بغداد , في الحسينية وفي الجامع قرآن يتلى , ومحراب فيه تراتيل صلاة , وركّع سجود لله جل في علاه .
ليسوا من اصحاب الملك والصولجان , وليسوا وزراء ولا اعضاء برلمان , هم صائمون النهار ابتلت عروقهم عند الافطار وتابطوا سجادات الصلاة وكتب الدعاء ويمموا وجوههم شطر الحسينية والمسجد في البصرة وبغداد لكن ابن ملجم كان لهم بالمرصاد , اشلاء تناثرت ورؤوس تطايرت ودماء سالت في المحراب .
خارجي , سلفي , قاعدي , استباح الدم الحرام في شهر رمضان في ام القرى , وانعم به اسما , وفي حسينية اعظم بها انتسابا ,
واذا الموؤودة سألت باي ذنب قتلت ؟ هل سقطت بغداد وتهاوت اركان الدولة ؟ هل صار العراق امارة اسلامية تحكم فيها فتاوى التكفير بقتل الناس في الحسينية والجامع ؟ ما كان هذا ولن يكون , اذن لماذا يقتلون ؟ .
جريمة اشقاها في محراب المسجد في رمضان قبل قرون ساقت امتنا لحكم الطغيان , ولهو الصبيان , جريمة اشقاها ذاك هي .. هي .
كان علي رمزا وخليفة ووليا , فازاحته ضربة شقي في المسجد , فكان ما كان من ذل واستخفاف وجور بعده . ما كان مثل علي في الحسينية يصلي ولا كان مثله في المسجد يرتل , فلم استهدفهم الغادر ؟ قال المفتي للارهابي الاعمى اقتل من في الحسينية فهم كفار يصلون على غير فتاوينا ويوالون ابا تراب , واقتل من في المسجد فهم اهل ضلال مرتدون لا ينصرونا , اقتل من شئت سوانا نحن وحدنا اهل الايمان .
سال الدم وتناثرت الاشلاء في رمضان , فلا تتاجروا بالجرح ايها الساسة , فيكم من يقاتل الارهاب , وفيكم من يمهد له بالتصريح ولحن القول , وفيكم من هو على التل وشعاره الصلاة مع علي اتقى واللقمة مع معاوية ادسم وكفاه الله القتال .
هذا الشعب الصابر على جرحه يتلقى الارهاب منذ سنين وحده لن يغفر لكم تتنابزون بالالقاب , لن يغفر لكم تتكايدون , لن يغفر لكم تتحاصصون , لن يغفر لكم تتخاونون , لن يغفر لكم لباب القز ومصفى العسل وحولكم اكباد تحن الى القد .
جرحنا اكبر منكم يا ساسة , جرحنا وطن يتربص به الارذلون , وشعب تفرق ايدي سبأ . جرحنا لاحاضر مقبول ولا مستقبل مأمول , فمن المسؤول , نعم من المسؤول . |