• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رجال مع وقف التنفيذ .
                          • الكاتب : احمد جابر محمد .

رجال مع وقف التنفيذ

في احد الايام وفي جلسة سمر اختلفت فيها الاعمار بين الثلاثين والاربعين عاما , الانهم كانوا جميعا متشابهون ويلتقون في نقطة واحدة , وهي انهم كانت تفوح منهم رائحة المراهقة التي امتزجت وبشكل مقرف برائحة افواههم التي كانت تضهر ما سمموا به ابدانهم من منكر ,  وغيرت السكائر النتنة لون رمز الرجولة الذي يضعونه على وجوههم تفاخرا ,وهم اكثر بعدا عن مسمى الرجولة , فبعد نصف ساعة من جلستهم , فقدوا ماكان في اعلى رؤوسهم , او غيبوه , وبدأ كل شخص منهم يفرغ جعبته , التي كانت تحتوي على ماض لايقل قذارة من جو المكان الذي يتواجدون فيه , ولم يقف حديثهم عند هذا الحد وانما قد تعداه , فاسردوا حديثهم عن اعراضهم لبعضهم البعض خلافا لما يتمتع به العربي بحرصه الشديد على المحافظة على عرضه حتى حين الحديث , فأشمأزت نفسي منهم , وانتابني الغثيان واستحضرت في مخيلتي من رائحتهم وتصرفاتهم , أفواه التماسيح , التي كانت تفوح منها رائحة الضحايا , وهم لايختلفون عن التماسيح الا بكونهم يضرسون بين فكيهم وبكل دناءة اعراضهم .
تحدث ( حسن)  قائلا : لقد ضربت اختي ضربا مبرحا لدرجة انها لم تعرف ملامح وجهها الا بالتحسس , لا لسبب أنما لرفضها عمل قدحا من الشاي , وتحججت بذلك انها مرهقة ومتعبة لأنها منهمكة بين مدرستها والأعمال المنزلية , فضحكوا جميعهم وهو يتمايلون ببطيخ أجسادهم الفارغة , وضربوا كفا بكف , كأنهم حققوا إنجازا كبيرا .
ثم تحدث( زيد ) قائلا: اذا أسمعوا اني ضربت زوجتي ضربة ستتذكرها طول حياتها وارسلتها الى اهلها فتقهقه بصوت مرتفع فاق صوت الحمير ( لكن على النقالة ) , واخبرتها ان تطلب من اهلها ان يصلحوا لها يدها ورجلها اللاتي قد تكسرن , فساله ( حسن ) بماذا كنت تضربها ؟ فأجاب بعد ان ارتشف من سموم سكائره التي لم يبقى منها سوى جزء قليل , لان نفاياتها استقرت على ملابسه ,لقد كررت ضربها بقاعدة كرسي حديد , حتى زال غضبي .
وعلا صوت (سعد ) بعدها الذي تحدث بنبرة مليئة بالرجولة وهز كتفه ورفع ياقة قميصه غرورا , لقد أحدثت نزيفا حاد في عين زوجتي بلكمات كالصواريخ من يدي هذه ورفعها واقبضها ثم قبلها ,فاندهشوا لا لشيء إيجابيا مطلقا , فانهم سواسية في الدناءة , فقد اندهشوا لان في أفواههم سؤال عن السبب الذي دفعه لهذا الفعل , وبالطبع سألوه فأجاب : أنها امتنعت عن مزاولة عملها كعاملة في محل للحلويات مدعية ان رب العمل يضايقها بدخولها وخروجها , وتخبرني انه اخذ يساومها أما أو أما , وأضاف بحديثه حينما هنا فقط حضرت رجولته أنا لا يهمني شيئا المهم ان اجد غذاء ودواء روحي ورفع زجاجة المنكر عاليا لتغدوا أعلا من هامته,  فشاركوه الراي بقولهم لديك كل الحق فيما قلت , لعنهم الله .
وبعد سردهم لبطولاتهم وملاحمهم التاريخية ,وتصويرهم الرائع لها , كان منتصف الليل يطرق الأبواب , فأخذوا يتدحرجون كما تتدحرج أوراق النفايات , منقادة تحملها الرياح ,واخذ كل منهم يجر بجسده كما تسحب الكلاب الفطائس ,عائدين الى (قبورهم ) كما ينادونها ساخرين , وهم لا يعلمون انهم بالفعل أموات ولكن بدون قبور .
فمن انتم لتسلبوها حقهافي العيش بحياة حرة كريمة  ؟ اولم يأمرك الاسلام باطعامهن , وكسوتهن , ومعاشرتهن بالمعروف , كيف وضعت تعاليم وقوانين من درج مكتبك المتعفن الذي لايسكن فيها الا الطفيليات وبقايا العفن من الافكار , لتقلل من شأنها او تحاول ان تمحيه , فانت قد خلقت في رحم امرأة , وتجسمت بهيبتك , وانت تاخذ قوتك من جسدها , وستختار شريكة لك امرأة , وستربي اولادك امرأة , وستنجب لك المرأة ( مرأة ) , وهنا مكمن الحديث كله فماذا ستعلم انت تلك المرأة , وكيف ستنظر لشريك حياتها حينما تراك , هذا ان فكرت به اساسا , ولربما ستفكر لتخرج من مهزلة منزلك الوضيع , وبعد كل هذا يسالونك لماذا حرم الله المنكر , تعلموا , وارتقوا , كونوا مثالا وقدوة لابناؤكم واجلعوهم يتخلقوا بالخلق الحسن واجعلوهم يفتحوا لكم قلوبهم ولايصيبهم الحياء من ذكر كل صغيرة وكبيرة تواجههم وارفعوا تلك الحواجر (الأب والابن ) لكي لاتحدث فجوة ستسبب عاهة اخرى للمجتمع فالعاهات التي فيه تكفيه .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93447
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20