• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الثاني عشر البحث المعنون (تشريع الجهاد الاسلامي بين المثالية الحسينية والمسخ الارهابي) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الثاني عشر البحث المعنون (تشريع الجهاد الاسلامي بين المثالية الحسينية والمسخ الارهابي)

للباحث السيد محمد رضا شرف الدين من لبنان 
 الأدب شكل معرفي متقن، وفاعلية المنجز البحثي هي الأكثر حراكاً في منظومة التكوين الابداعي؛ لامتلاكها قدرة تعبيرية قادرة على ولوج العمق الموضوعي، وامتلك بحث السيد محمد رضا شرف الدين من لبنان والمعنون (تشريع الجهاد الاسلامي بين المثالية الحسينية والمسخ الارهابي)، منظومة معرفية ثقافية عرفت بالمعنى الفاعل الذي يعبر عن بنية التمرد بمعناه العام، فهناك تمرد جلي وتمرد خفي، من التمرد الجلي هو العصيان والمجاهرة بالإلحاد، الزندقة.. حاضنة فكرية سلبية جهرية معلنة، معدة نفسياً للتصادم الصارخ، والعمل على تهشيم الفطرة الانسانية، وللقواعد العقلية، هذا هو التمرد الحاد لابد أن يواجه بمنهج يقيني يشيد البناء الفكري، ليتراجع التمرد الصريح أو الجلي الى ما يسميه الباحث (الخنس)، فيدفع بعناصره حسب اشتراطات ظرفية، وهذا استقرار تعريفي لخصائص كل تمرد يصل الى نتيجة أن التمرد الخفي هو الاكثر خطورة حيث يستطيع أن يكيف وضعه مع كل ظرف وحالة، فهو يعتمد على صور ومناهج انتقائية (المنهج الانتقائي)، وهناك المنهج التبعيضي: (أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتَابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعضٍ..)، وهذه حالة من حالات التمرد، وهناك المنهج الاسقاطي، وهذا المنهج لا يجاهر برد المفاهيم والنصوص، وان يعمل على تمييعيها.
 نجد في هذا البحث قراءة متحركة تركز على كيفية عمل التجاوزات في المنظومة المعرفية: كالمنهج الاختلاقي بإضافات مقحمة، والمنهج الالتفافي يلتف على النصوص وإنما يلتف على العمل التطبيقي، ليضمن لنفسه المقبولية، الخشية أن لا ينحصر هذا المنهج على النظم السياسية، بل يتحول الى النظم الاجتماعية بتأثيرات الرواج، لذلك تسيد المنهج الالتفافي وأنتج مناهج مرتكزة على خلخلة الوعي المعرفي وحركية الربط بالعقل الجمعي، كالمنهج التكفيري القائم على المسخ من التعاليم الدينية يجرد المفاهيم عن مواضعها أو يضعها في غير موضعها وهذا سيساهم في تفعيل آليات الاستفزاز، لينال في المحصلة ردود افعال منفعلة لقطع حالات الجذب وخلق نفور نفسي ويحصل التشريع الممسوخ يؤدي الى حاجز نفسي بين المتلقي (العام – الخاص) وبين المفردات الدينية.
 وهناك حالات استغلال للتشريع الالهي اسقطت قدسية النص، وهذه حالات تمرد واضحة كما حدث في صلح الحديبية، وفي رزية الخميس، وسقيفة بني ساعدة، نجد أن الفضاء الفكري للنص حدد المفاهيم واعتبر أن واقع التحريف الذي جرى بعد رسول الله (ص) الى يومنا هذا كان رهين ارهاب الدولة، ومثل هذا الارهاب ممكن التعايش معه هنا نقطة ارتكاز البحث في تسليط الضوء على مرتكزين:
الأول إن حكمة أهل البيت (عليهم السلام) عايشت ارهاب الدولة، وتعايشت على حسابه من أجل الحفاظ على جوهر الدين.
والمنطلق الثاني: إننا في المنهج التكفيري نجد مسخ المنهج السلطوي مسخاً في مسخ وهو ليس حالة مستحدثة، بل تعاصر كل حدث يسمح له فالمنهج التكفيري حمله الخوارج في النهروان، وفي العهد اليزيدي انتج لنا مجزرة الطف، وظهر في بؤر ظلامية كثيرة كلما تجد لها متسعا للظهور، حتى ظهور الفتنة النجدية، التي انتجت ارهاباً شمولياً من حرب وجرائم متنوعة مع تضليل اعلامي.
 ومن ضمن المناهج المتعددة هناك المنهج التنفيري، يرتكز على القطيعة المعرفية، تنفير المجتمع عن الدين، وخلق اعصار إلحادي مسخ الفطرة البشرية ليرتفع منسوب الجريمة والقتل..! وطالب السيد الباحث في توثيق هذه المجازر، وهو يقدم بحثاً تنويرياً يكشف عن مكون ودوافع التمرد بحثاً مدركاً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94470
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29