• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلطة الرابعة بين الحقيقة والبهتان .
                          • الكاتب : علي حازم المولى .

السلطة الرابعة بين الحقيقة والبهتان

اذا أردت ان تحتل دولة ما، ما عليك سوى تشكيل فريق إعلامي محترف ، أو فتح قناة فضائية تنقل وتزين الأخبار، وتطلقها حتى وإن كانت بعيدة عن الواقع؛ فالمجتمع اليوم تنطلي عليه ابسط الأحاديث ويتفاعل بصورة كبيرة مع الأخبار من دون التحقيق في أصل تلك الأخبار ولما تملكه تلك الماكنات الإعلامية من تأثير مباشر على الواقع الإجتماعي حيث نلاحظ إن اغلب الحكومات سقطت إعلامياً قبل سقوطها عسكرياً، بسبب الدعايات المفتعلة والإشاعات التي يطلقها الإعلام المزيف والمضاد. 
والإعلام في وقتنا الحاضر له تأثير كبير جداً ووقع في مجتمعنا، وخصوصاً مواقع التواصل الأجتماعي، حيث نشاهد مدى إعتماد الناس على الأخبار التي تنشر في الصفحات الوهمية التي تكون أخبارها ممولة وذات طابع تهجمي تسعى الى دس السم بالعسل. 
وفي كلمة للسيد عمار الحكيم في المؤتمر الاسلامي لإتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلامية المنعقد في طهران حيث تحدّث أولاً عن مبدأ الإعلام وما يحمله من رسالة وثقافة ، لا إعلام إثارة وتهجم على الاخر، ويجب أن يكون إعلام وحدوي يوحد ولايفرق ويحافظ على مساحات الإلتقاء وينميها، ويحيد مساحات التقاطع ويطوقها، حيث ان الإعلام الوحدوي لا يواجه التطرف بالخطاب المتشدد ولا يغطي السلوكيات المتشددة بذريعة مواجهة التطرف ، وأكد أيضاً ان لابد للإعلام من الانصاف من دون خلط الأوراق وتشتيت المتتبع ، والإعلام الرسالي ملزم أن ينتهج الصدق والأمانة في عمله حتى تكون الحقائق واضحة دون مبالغات،  ولا يختلق الأكاذيب حتى مع خصومه، ويجب أن يتسم الأعلام الرسالي بالموضوعية والمهنية في طرح المعلومات ، ويكون شموليًًا لا يقتصر في الجوانب السياسية ، والعسكرية فحسب ، بل يصل حتى إلى الإهتمام بالشؤون الأقتصادية ، والفكرية ، ويجب أن يتميز بالوضوح والجرأة في الطرح مع مراعاة التوازنات، ويكون إعلاماً تصالحيًا ولا يختلق الأعداء ولا يؤمن بنظرية المؤامرة، ويكون تعبويًا يحرك الدماء في العروق ويدفع الناس للإنسجام مع المشروع .
فمن عبق هذه الكلمة يتوجب على الأعلام العالمي والإقليمي عموماً، والإعلام العراقي خصوصاً أن يضع ثوابتاً للمؤسسة الإعلامية الإسلامية،  حتى تكون هذه المؤسسة مؤسسة حقيقية ومصداقاً للحقيقة ، ولايقتصر الهدف من إنشائها لكسب المال، ولنقل الأكاذيب والإدعاءات التي تؤثر وتربك الوضع العام.
وفِي وطننا الكثير من القنوات العراقية التي تكون أخبارها غير حقيقية وكاذبة وتسقيطية ومنها أخبار قديمة ولا تمت بصلة إلى وضعنا في العراق، او حدثت  في دول عربية، وتنشر على أنها في العراق ، وكان لها باعاً في زرع الفتنة بين أطياف الوطن الواحد، حتى يصل بها الحال الى التناحر بين  اتباع الطائفة الواحدة ، من خلال بث الأخبار المأجورة ( مدفوعة الثمن ) من أجندات خارجية ،  كذلك  من المعيب أيضاً على هذه القنوات أن تسمي  الشهيد العراقي بأنه( قتيل ) ، وهي التي تزايد على الوطنية والمصداقية ، ونقل الحقيقه كما هي .
أما الأعلام العراقي الوطني الحقيقي ، فعلينا ان ندعمه ، ونثمن دوره الفعّال على ما بذلوه من تضحية وأيثار فكان  له الدور الكبير والمهم في نقل المعارك الجارية مع أشرس العصابات والتنظيمات الأرهابية ، من خلال أرسال مراسلين ومصورين حربيين لينقلوا  لنا حقيقة المعارك وأنتصارات أبطالنا في القوات الأمنية والحشد الشعبي .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97835
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29