• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما العمل يا فخامة رئيس مجلس النواب ؟ .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

ما العمل يا فخامة رئيس مجلس النواب ؟

 

قال رئيس مجلس النواب السيد أسامة النجيفي خلال مؤتمر الهيئات المستقلة الذي عقد بمبنى مجلس النواب العراقي ببغداد ( إن البلاد بحاجة ماسة إلى تغيير بعض بنود الدستور العراقي على اعتبار أن هذه الحاجة ليست توافقية وإنما إرادة شعبية عارمة , وأوضح إن الدستور العراقي تمّ تشريعه بإرادة الشعب ويجب احترام هذه الإرادة احتراما مطلقا لا لبس فيها ولا تردد , منوها إلى إن العراق بحاجة لإخراج هذا الدستور من هيكله الساكن والسالب ومن بعض مواده التي تهدد وحدة الشعب والوطن).
 
وبهذا التصريح يظم السيد رئيس مجلس النواب صوته إلى صوت السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي طالب في العام 2009 بضرورة إجراء تعديلات على الدستور العراقي تضمن وجود حكومة مركزية قوية في البلاد , كما قال قبل أيام إننا زرعنا ألغاما وليست حقوقا , مطالبا بأهمية إزالة هذه الألغام من الدستور .
 
وكانت لجنة التعديلات الدستورية في مجلس النواب السابق قد توصلت إلى حلول 51 مادة مختلف عليها من الدستور العراقي , لكنها توقفت عن العمل بدون حسم خمس مواد من أبرزها المادة 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها بين الكرد والحكومة الاتحادية . بينما يقول خبراء الدستور إن العديد من مواد الدستور العراقي لم تكن واضحة التفاصيل وسببت جدلا ولغطا كبيرين بين الحكومة ومجلس النواب تطّلب في أحيان كثيرة تدّخل المحكمة الاتحادية العليا لحسم تلك الإشكاليات .
 
والجميع يتفق تماما مع كل كلمة قالها السيد رئيس مجلس النواب أو السيد رئيس مجلس الوزراء , والجميع يتمنى أن يتمّ تعديل الدستور بالشكل الذي يضمن وحدة واستقرار النظام الديمقراطي ويضمن كرامة الإنسان العراقي وحريته , لكن للأسف الشديد إن كلام السادة رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب لا يعدو أكثر من كونه أماني يرغبون بتحقيقها , لكن هذه الأماني تصطدم بواقع دستوري يمنع تحقيقها , فالرغبة العارمة بالتغيير تحول دون تحقيقها المادة 142 من الدستور نفسه , فهذه المادة الدستورية توجب عدم اعتراض ثلثي ثلاث محافظات على أي تغيير في مواد هذا الدستور , ومن خلال هذا النص الدستوري أصبحت عملية أي تغيير شبه مستحيلة إن لم تكن مستحيلة , فلا يمكن لعاقل أن يتصوّر أن الأكراد سيوافقون على تعديل المواد 112, 115, 140 وغيرها من المواد , ولهذا السبب يستحيل تحقيق التوافق السياسي الداعي للتغير , وهو الذي يقودنا للجزم باستحالة التغيير المنشود . ولو كان هذا ممكننا لتمكنت لجنة التعديلات الدستورية من أتمام عملها وفق المدة الزمنية التي حددتها نفس المادة 142 .   
 
فالعملية السياسية ومستقبل النظام الديمقراطي في العراق يمران في مأزق حقيقي يهدد مستقبل هذا النظام وينذران بالخطر الكبير الداهم الذي يهدد البلاد بسبب الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حول ملفات الخلاف بينهما والتي نتجت بسبب الاختلاف في تفسير مواد هذا الدستور .
 
وقد أكدّنا مرارا يا فخامة رئيس مجلس النواب أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف بإجراء التغييرات التي تتمناها أنت ويتمناها أبناء شعبك هي في إلغاء أو تعطيل هذا الدستور لفترة معينة , يتبنى خلالها مجلس النواب إعادة كتابة هذا الدستور من جديد بما يضمن الوحدة والسيادة والاستقرار والأمن والرفاه والحرية , وبغير هذا يا فخامة رئيس مجلس النواب ستبقى دعواتكم للتغيير كأحلام العصافير وستبقى هذه المشاكل تتراكم يوم بعد يوم مهددة أمن البلد ووحدته واستقراره , وستكونون أنتم جميعا مسئولون أمام الله والوطن والتاريخ عن كل ما يحصل , واسمحلي يا فخامة رئيس مجلس النواب أن أدعوك لتكون عراقيا أصيلا وشجاعا وتطلب من البرلمان والشعب بالمطالبة بإلغاء هذا الدستور أو تعطيله , فلا سبيل للتغيير وتصحيح الخطأ الذي ارتكبناه بأيدينا غير ذلك .
 
أياد السماوي / الدنمارك

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عراقي ، في 2011/09/27 .

انا لله وانا اليه راجعون



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9838
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28