صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

أسفارٌ في أسرارِ ألوجود ج4 – ح9
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أثر ألعشق في سعادة ألأنسان
عرفنا إلى حدّ كبير أسرار ألجّمال و آلزّمن لكونهما أهمّ مسألتان في حياة الأنسان ألذي غالباً ما يُغبن فيهما, و آلموضوعات ألّتي بحثناها في آلحلقات ألسّابقة فتحتْ – و لو مُقدّمات - كمفاتيح لأسرارٍ عظيمة في آلآفاق و آلأنفس كانتْ خافية على آلكثيرين(1), و بذلك لم يبق أمام آلواعيين من آلعلماء و آلمثقفين سوى آلأيمان بها و آلتأمل فيها طويلاً ثمّ آلتوسع و آلبحث من أجلِ تفعيلها عملياً في مسيرتنا آلمعرفيّة في آلحياة, و إلّا فأنّ آلعلوم ألشّرعية و آلأدبيّة و آلفلسفية و حتّى آلطبيعيّة بكلّ إتجاهاتها و فروعها ستبقى كما كانت رهينة قاعات ألدّرس و رفوف ألمكتبات و في دائرة مغلقة كوسيلة للأرتزاق منْ قبل مُمْتهينها بعيداً عن واقع ألحياة ألأنسانيّة .. لا يَفْهَم دارسيها و حتّى مُدرّسيها؛ ألهدف آلسّامي و آلغاية من ورائها .. سوى حصولهم في آلنهاية على مُجَرّد لقب (آية الله ألعُظمى) أو ورقة(شهادة جامعيّة) للأرتزاق ليكون أصحابها عالةً على آلمجتمع ألأنساني مع مرّ ألقرون!؟
 
و أعتقد .. و كما أشرت في مقالات و مُحاضرات سابقة؛ بأنّ سبب نهضة أوربا و إنتقالها من عصر ألتّخلف و آلجاهلية إلى عصر ألمدنية و آلتقدم ألتكنولوجي .. لم تكن بسبب ألفلسفة ألجديدة أو ألعلم وحده كما تصوّر مُعظم – إن لم أقل كلّ الأكاديميين و آلباحثين!
 
بل كان ذلك آلتّقدم ألحاصل بسبب ألمنهج, و لعلّ "ديكارت" هو أبرز و أبدع فيلسوف بَرَزَ و أشارَ لأهميّة ألمنهج قبل أكثر من ثلاثة قرون, حتى شاع بين آلفلاسفة "منهج ديكارت" كأساس للنهضة و للدّراسات ألحديثة, و هذه في آلحقيقة من ألملاحظات ألّتي سجّلتها و ثبّتها منذ ما يقرب من عشرِ سنوات بعد دراسات مُستفيضة و مُعايشة واقعية للنظام الرأسمالي ألغربي لسنوات عديدة, و آلذي بدأ ينحو مؤخراً – أي النظام الغربيّ رغم كلّ إيجابيّاته ألمدنية و فضله للأسف - إتجاهات خطيرة و منحرفة خصوصاً بعد آلتزاوج ألذي حصل بين آلعلم و آلمال, و لقد رأينا نتائجه العملية بوضوح بعد بدء ألألفية ألثالثة و ما يجري في عالمنا اليوم من مآسي .. لا مجال للتوسع فيها هنا(2).
 
 إنّه و بعد بياننا آلواضح ألذي سعينا من وراءه جعل ألأسرار معلوماتاً بأيدي آلناس؛ لم يبق أمامنا سوى ألأيمان بها و آلتوغل في أبعادها و جعلها من آلأصول ألعمليّة في حياتنا مُتّخذين تجارب ألسّابقين دروساً غنيّة و عِبَراً للأيمان و آلتّصديق بآلحقّ .. و للخلاص من واقعنا آلمأزوم على كلّ صعيد.
 
و آلأيمان؛ ألتّصديق؛ أليقين؛ ألعشق؛ ألفناء؛ ليستْ مُجرّد حالات شخصيّة أو ميلٍ نفسيّ أو تصوّرات صوفيّة أو مُحاضراتٌ سطحيّة للترف ألفكري بعيداً عن آلواقع .. بلْ هو آلجهاد ألأكبر و آلمحور ألذي من خلاله يتحدّد سعادة  آلأنسان أو شقائه, فتحقيق آلفناء في آلله – يعني عشق الوجود – ألذي معه تكون أنتَ آلدّليل ألحقّ(ألله) في آلأرض(3) هذا بعد عبور ألمحطات ألسبعة بموازاة ألمنهج ألأمّ(4).
 
و آلمدن ألسبعة هي:
 
[ألطلب – ألعشق – ألمعرفة – ألتوحيد – ألأستغناء – ألحيرة – ألفقر و آلفناء](5).
 
إنّ أمّتنا آلأسلاميّة و بآلأخصّ ألعربيّة ما كانتْ تُذلّ أو تُسْتَعْمَر(6) رغم إمتلاكها لكلّ المقومات و الأمكانات؛ لولا أنّها تركتْ ألأصول و أصل ألأصول "ألتّوحيد" في عقيدتها بحسب بيانات أهلِ بيت ألعصمة و آلطهارة(أهل الله) كسندٍ أمينٍ بجانبِ ألقرآن ألكريم كثقلٍ أساسيّ في آلرّسالة الأسلاميّة .. بسببِ ألتعاطي ألخاطئ من قبل "ألعلماء" معهما(7) خصوصاً من قبل ألجّماعات ألسّلفية  ألوهابيّة ألتكفيرية و آلتي سبّبتْ إنتشار ألجهل ألفكريّ و بآلتالي ألظلم في أوساط جميع المسلمين خصوصاً إخواننا السنة للأسف ألشديد!
 
و آلتي معها إنعدمتْ ألرّحمة و آلتواضع و سادتْ ألقسوة و آلدّجل و آلأنتهازية و آلذبح و آلقتل و آلتكفير بين شعوب المسلمين, حتّى باتَ آلتفكير في إقامة حدود ألعدل ألألهي من قبل بعض ألمُفكريين و آلعُلماء مسألة غير جائزة .. بل وصل آلأمر ببعض ألمُبلغيين ألمُعمّمين ألتقليديين و معهم ألعلمانييون ألّذين إتّخذوا آليهود و آلنّصارى أولياءَ من دون الله؛ بأنّ آلدولة ألأسلامية ألمُعاصرة في إيران .. هي دولة منحرفة! 
 
و لكَ أن تقيس حالنا على هذا آلواقع ألمعرفيّ ألمُتردّي ألأليم!؟
 
إن هذا آلمصير ما كان ليكون لولا تعرّض ألتوحيد في وجودهم إلى آلأهتزار .. ثمّ ألتّبدل إلى ولاآتٍ مختلفة بقيادة النفس بإتجاه ألسّلاطين و آلملوك و أهل ألغدر و آلبدعة منذ وفاة ألرّسول(ص) حتّى باتوا لا يُفرّقون بين آلظالم و آلمظلوم بين آلقاتل و آلمقتول بين آلموحد و آلمشرك, بين آلمُستَغِلّ و آلمُستَغَلّ!
 
هكذا و بكل سهولة و يُسر مات آلأسلام في وجود ألمسلم و تغيّر دين الله إلى "دين ثالث" كما عبّر عنه الباحث ألسيد كاظم ألذّبحاوي؛ ليموت بسببها إنسانيّة ألأنسان حين تأمّل ألخير و آلحياة و آلسّعادة  من غير ألله تعالى .. بلْ من أعداء الله و آلأنسانيّة, بعد ما إنقطع عنه – عن آلله تعالى - بشكل عمليّ و إرتمى في أحضان ألجاهليات ألجديدة – ألقديمة – حتّى لم يبقى من تعبّده لله سوى بعض ألمظاهر و آلشكليات و لقلقة لسان و صلاة مُجرّدة من آلرّوح تصوّر بأدائها قد أدّى آلأمانة ألتي وضعها الله في عنقه في هذا آلوجود و هو يتغنى بـ :" لا يُكلّف الله نفساً إلّا وسعها " بيد أنّه لم يَدرك و لم يعي ألمعنى آلحقيقيّ حتىّ لهذا آلحديث, فهذا آلحديث يأتي بعد ما ينهي آلأنسان ألجّهاد ألأكبر  ليسعى بعدها بكلّ إخلاصٍ و جهدٍ لتفعيل ألمعرفة و آلعلم عبر برنامج عملٍ و منهجٍ مُتكامل في سبيل تحقيق ما يُمكن تحقيقه على أرض ألواقع, و يستحيل وصول هذا آلمستوى بدون آلعشق .. ألّذي إن خلي منه القلب؛ مات صاحبه, و تحوّل إلى بشرٍ من صلصال من حمأ مسنون, هدفه إشباع جسده و تأمين إحتياجاته ألماديّة فقط .. ممّا يعني موت ألأيثار ألذي يُسبّب ألمزيد من آلشّر و آلعداوات و آلمكر بين آلعباد, لتقاطع المصالح ألماديّة مع آلآخرين و تعقيداتها لتأمين تلك الأحتياجات!
 
إنّ فَقْدَ آلأنسان لبوصلة وجوده (القلب) ألذي هو منبع الخير بداخله يعني تحوّله إلى بهيمة, و ما معاناة البشرية اليوم من آلأزمات المصيرية و هبوطها نحو آلهاوية إلّا بسبب تسلط الظالمين عليها بعد ما فقدتْ طريق ألاستقامة و آلمعايير ألأنسانيّة ألصحيحة! و إنها و إنْ كانتْ تعيش حالة رفضٍ للواقع لأحساسها بآلظلم لكنها لا تعرف الأسباب و من ثم الحلول!؟
 
بيد إن الحل موجودٌ بداخله(باطنه) و طوع يديه لا أكثر و لا أقلّ, لكنه لا يتوجه إليه, لأنّ آلقلب ألّذي يعرف آلجواب لكلّ تلك آلمعضلات قد مات, فهو آلمُؤشّر ألصّحيح نحو آلحقّ و آلسلام و آلحريّة و آلسعادة, و لذلك سَهَلَ على شيطان الأنس من قيادتهم و إستعمارهم و توجيهم حيثما يشاؤون لإدامة تسلطهم و تحقيق مآربهم! 
 
لذلك فآلعرفاء وحدهم في هذا آلزّمن من يعرف آلسّر لأنهم عرفوا ربهم, فوضعوا أصبعهم على هذا آلجرح آلأنساني ألكبير ألذي سرى عدواه بين جميع البشرية .. و لهذا ما أكّدوا سوى على تفعيل المحبة و العشق في وجود الأنسان كأساس للنجاة و آلسعادة!
 
فما هو آلعشق(ألحبّ) ألذي بإمكانه قهر كلّ تلك ألمآسي و المعضلات؟
 
و كيف يتحقق وجوده في آلأنسان؟
 
بدايةً تجدر آلأشارة و آلتأكيد على أنّ آلأدباء و آلشعراء و آلعرفاء لم يُعظّموا فضيلةً في آلوجود و على طول التأريخ – كفضيلة ألعشق أو (ألحب ألشديد) بحسب تعبير ألقرآن(8), حتّى جعلوا كلّ ما في آلوجود مجازاً للحقيقة, لكون آلمجاز قنطرة ألحقيقة, لكن هذه المعادلة لا تتفعل في حياة الأنسان إذا لم يدرك أبعادها خصوصاً ألذين يلهثون وراء الشهوات و آلمال!؟
لأنّ مسير ألقلب سيختلف إذا سكنه حبّاً غير حبّ الله تعالى, و لعل آلأمام عليّ(ع) إختصر لنا معنى آلحياة ألحقيقيّة ألسّليمة كلّها في أبلغ عبارةٍ فلسفيّةٍ حينَ قال في معرض بيانهِ لكيفيّة ألتّعامل مع آلدّنيا بقوله: [إنّما آلدنيا مُنتهى بصر ألأعمى، فمنْ بَصَرَ بها أعمته ومن بصّر بها أبصرته](9)؛ يعني إذا كانت ألدّنيا مُنتهى طموح ألإنسان و غايته، فهذا آلإنسان قد عُميتْ بصيرته، و لكن إذا صارت ألدّنيا آلةً للآخرة، أعطته بصيرةً و وضوحاً .. سينال بها مآله لبلوغ درجة ألعشق ألألهي بتلك آلواسطة، و هو آلمراد بعينه من آلحديث ألشريف: [ألدّنيا متجر ألأولياء].
  
فآلعشق – عشق الدنيا من أجل ألوصول للمحبوب هو آلغذاء الكامل ألدّسم و الطرب ألحقيقي للرّوح ألأنسانيّة!
 
ألعشق؛ أغنية ألوجود, و طائر ألعاشقين فيه .. و ألذي به يُحقّق ألأنسان ألخلود!
 
كما خلّد بودا و آلمسيح و آلرّسول ألكريم (محمد) و وصيّه آلمظلوم (عليّ) و كلّ آلتابعين لهم من آلعلماء من أمثال محمد باقر الصدر(قدس) و آلأمام ألخميني(قدس) و آلشّعراء ألعرفاء, ألذين إمتلكوا قلوباً عاشقةً شعّتْ بآلخير و آلبركة و آلعطاء و آلجّمال للبشريّة!
 
ألعشق مبعثٌ لكشف حقيقة ألجّمال و أسرار ألوجود!
 
بآلعشق لا تحسّ ألسعادة لوحدك  .. بل تكون معهُ مصدراً للخير و العطاء و آلبركة للجميع.
 
فكُنْ عاشقاً .. لكن لا تَعشق شخصاً مُعيّناً فتُحدّد وجودك فيه .. إعشق فقط و دع آلعشق يكون دليلك و من طبيعتك و ذاتك .. لأنّه لو تحوّل إلى مُجرّد رابطةٍ خاصة و محدودة؛ فأنّ مدارهُ سيكون فرداً و ليس آلعالم كلّه!
 
فآلحقيقة آلتي ضاعت في آلوسط ألأنساني أليوم ليست شيئاً خارجياً يُراد نيله!
 
بل ألحقيقة .. ألكبرى هي بداخلنا .. نحن أنفسنا آلحقيقة ألضّالة لا غير .. و بمعرفة نفوسنا نتعرف عليها .. و آلباحث  عن تلك الضّالّة هو آلباحث عن آلباحث نفسهُ, و من عرف نفسهُ فقد عرف ربّه, بمعنى؛ عَرَفَ كلّ شيئ!
 
لكنّ أكثر آلناس للأسف لا يعلمون, و لهذا تراهم يبحثون هنا و هناك, و في آلمكان ألخطأ عن آلحقيقة!
 
أبداً .. لن تجد آلحقيقة لو قضيتَ آلدهر كلّه تبحث عنها خارج وجودك .. فآلطريق لنيلها هو آلكف عن آلبحث عنها في الخارج .. ألطريق ألوحيد لكشفها و معرفتها هو آلصّمت و آلتّأمل في أعماق وجودنا .. ألمسألة ليست أداء عمل مُعيّن, بل هو ترك كلّ عمل مع مُراقبة نفوسنا!
 
إنّه بمجرّد ألرّكون في آلصّمت و آلتّأمل بآلعمق و حصول ألأطمئنان في آلقلب .. فأنّ آلحقيقة ستتجلّى لك .. لأنها قابعةٌ في أعماقك, لكن المشكلة هي أنك لم تكن هناك في يوم من آلأيّام لتعرفها.
 
بحلول ألعشق في وجودك ستغدو ذات معنىً .. نغمات عديدة ستغني ألحان ألوجود, و سيطرب لها قلبك .. و عزيمة و إصرار أقوى سيتولّد بداخلك مع ذروة ألعشق .. و حين يتجلّى العشق ألألهي .. ستتحوّل إلى وردةٍ تنبعث منك رائحة العشق و آلشوق و آلشكر!
 
عندها لن يكون هناك موتٌ و ألم .. في آلزّمكاني(ألزمان و آلمكان), لتكون جزءاً أسياسياً من آلأبد ألأزل!
 
ألخوف سوف لن يكون له محلٌ في وجودك!
 
و كيف يكون للخوف مكانٌ فينا حين ينعدم الموت في آفاق حياتنا!؟
 
كما لا يكون للاضطراب و القلق مكاناً بداخلك!
 
فكيف يُمكن أن يكون لها وجوداً حين يتلاشى آلذهن و يُمحى أثرهُ!؟
 
ألذي يكون له وجوداً فينا, هو ألأطمئنان و آلسكينة و آلموفقية و آلنّجاح ألكامل!
 
و كلّ ذلك آلخير ليس مفاجأةً .. لأنّ آلنّور ألذي سَطَحَ في وجودكَ .. كان له بآلأساس وجوداً مُلازماً بداخلك, إلّا أنك لم تنتبه لهُ يوماً .. بل أهملته آلعمر كلّه من قبل, و لذلك كنتُ تعيش في الظلام و آلأضطراب و آلقلق و آلتيه.
 
إننا نحن آلذين نخلق آلظلام .. و لو قدرنا على آلتأمل بدواخلنا لرأينا كلّ شيئ نورانيّاً, و بآلعكس لو نظرنا للخارج لرأينا آلأشياء مظلمةً لكوننا أهملنا دواخلنا و إقتصرنا آلتركيز على آلخارج!
 
هكذا كان واقع ألأنسان و ما يزال .. منذ هبوط آدم(ع) على آلأرض حين قتل قابيل هابيلا, و إلى يومنا هذا, ظلام و قتل و دكتاتورية و بؤس, و لك أنْ تتصور كيف و لماذا قتل آلبشر أكثر من 120 ألف نبي و مرسل من قبل الله!؟
 
هذا ناهيك عن الأئمة و آلأوصياء و الشهداء و الخيّرين ألذين ساروا على نهجهم!
 
ألجواب بكل بساطة هو؛ إنّ آلأنسان .. أي إنسان؛ حين تنتشر ألعتمة في وجوده فأنّه لا يُحب النور .. بل يُحاول آلقضاء على منبع النور لكونه إنقطع عن أصل ألنّور فلا يحلو له إلّا آلعيش في آلظّلام, و آلنور بآلنسبة له عارضٌ غير طبيعي, من هنا نرى كيف إن ألأرهابيين ألمجرمون يقدمون بكلّ سهولة على ذبح إنسان لمجرد خلافه معهم في آلرأي أو في وجهة نظر معيّنة! 
 
ألوجوُد نورٌ .. و من آلنّور خلق آلوجود .. و لا وجود للوجود إلّا مع  النور .. و لا نور إلا مع العشق!
 
 و لذلك قلنا كما قالت ألكتب ألمقدسة بأنّ الله مُنوّر ألنّور.
 
نظريّة ألبيك بنك – كما وضّحناها في حلقات سابقة – بيّنتْ بأنّ آلكون وجد بفعل قوّة ألنّور(ألأنفجار ألعظيم) و آلأليكترون هو آلسبب في وجودهِ بحسب آلنظريات العلمية لأنّ آلنور عبارة عن فوتونات و هي مصطلح أكثر إنسجاماً و إنطباقاً و شاعريّةً مع هذه الحقائق.
 
كما إنّ آلألوان في آلكون سببه النور, فمن نور  الشمس ألبيضاء تولد ألوان الطيف الشمسي كما بيّناه سابقاً, و من تلك آلألوان توجد ثلاثة ألوان أساسية نستطيع أن نخرج منها ألواناً إلى ما لا نهاية, ممّا يعني عدم وجود حدّ لجمال الألوان!
 
و لو لم تعشق الوجود فأنّك لا ترى تلك الألوان ألزّاهية, و لا يمكن أن تكون مُبدعاً و لا مُنتجاً .. لأنّ آلعشق هو آلدافع ألمُحرّك لكلّ عملٍ  جميلٍ و بنّاء و مُفيد للبشريّة!
 
و ندائي ألوحيد للأنسانيّة هو أنّ العبودية لله من دون كلّ ألوثنيات .. و هو آلقاسم ألمشترك في جميع الرسالات السماوية, و هو ألطريق الوحيد ألذي من خلاله بآلأمكان ألأشتراك مع إرادة الله تعالى و مشيئته لنُحقّق من خلاله ألسّعادة و آلفرح و آلتحكم في هذا آلوجود!
 
طبيعة الوجود و إستمراريتها مرتبطة بآلعشق .. فآلطائر لا يفتح جناحيه في الفضاء ليطير .. و آلنخلة لا تنشر أغصانها نحو آلسماء للظل و آلثمر .. و آلبحر لا تهيج أمواجه للأحياء .. و آلأرض لا تمتد بأديمها  نحو آلسماء للكائنات .. و آلقلوب ألأنسانيّة لا تنشد أصلها و لا تَنْشدّ لمعشوقها .. بل كلّ الأشياء بطبيعتها لا تدوم؛ لو لا قوّة آلعشق ألمكنون فيها!
 
قليلون من ينتبهوا لتلك الحقائق .. و يبقى آلأنسان دون كلّ آلخلق وردة آلأوراد و آلنداء ألأسمى و آلأكرم من بين كلّ ألمخلوقات من خلال قلبه و هو يُخاطب البحر و البرّ و آلشجر مُتباهياً بشموخ و رياء و إفتخار بآلقول:
 
أنت أيها البحر ألهائج .. برغم أمواجك العاتية و إمتداداتك؛ أقلّ منّي شأناً, بل أنت لا شيئ أمامي؛ لأنّي أملك قلباً خفاقاً أعشق به الوجود!
 
و أنت أيّتها آلأرض كذلك رغم عطائك و سهولك و جبالك و ما تخفين بداخلك من آلكنوز؛ لا شيئ أمام آلكنز ألذي أملكه بداخل قلبي ألذي يعشق الله تعالى, فأنتِ آلجرم الصغير و أنا الكبير بعكس الظاهر و آلمعروف!
 
و أنت أيّتها آلنخلة آلشّمّاء ألباسقة رغم عطائك و جمالك و ثمرك و آلرّزق ألذي تحميلنه للخلق .. لكنك لا تملكين قلباً كقلبي!
 
و أنتَ أيّها آلحاسوب(ألكومبيوتر) ألذي تملك عقلاً جباراً تخترقين بها كلّ الفضاآت ألعلمية و آلزّمكانيّة؛ لكنك لا تملكين قلباً كقلبي, فأنا آلذي صنعتك بقوّة قلبي لتكوني بخدمتي!
 
 و أنا (ألأنسان) لم يكن بمقدوري أنْ أكون أفضل منكم جميعاً .. لولا هذا آلقلب ألّذي يخفق مع كلّ لحن و سرّ في هذا آلوجود .. و لذلك كرّمني الله تعالى حين قال: [ و لقد كرّمنا بني آدم و حملناهم في آلبر و البحر...](10).
 
فآلطاقة – كلّ آلطاقة - ألتي حوتْ آلوجود هي لحفظي و إدامة حياتي .. كي أؤدّي ألأمانة ألتي في عنقي, فعشق الله جارٍ في كياني أبداً! و فيضه شمل كلّ شيئ, إنّما هي قلوبنا آلتي تخفقُ و تشفقُ أحياناً لتُحجب عن نفسها تلك آلأنوار و آلأمواج ألسّيالة من كلّ حدبٍ و صوب.
 
أبداننا بآلغذاء و آلتّنفس ألطبيعي ألغريزي تبقى حيّة(11) .. و أرواحنا آلقدسيّة بآلعشق تحيا .. لكنْ أكثر آلناس لا يملكون آلأرواح!
 
لأنهم تغرّبوا عن حقيقة ألعشق و أسرارهُ, و إختاروا مسالك أخرى ما زادتهم إلّأ بُعداً عن آلمعشوق!
 
إنهم يتصوّرون أنّ بداخلهم روحاً .. إلّا أن وجودهم خالي منها, و بإمكانهم إحيائها و تفعيلها بإتجاه الخير إنْ أرادوا ذلك .. لتتألق تلك القوّة الخفيّة للظهور, لنيل السعادة بواسطة العشق!
 
إنّ تذوّق العشق لا يتحقق في وجودنا إنْ نحن بقينا ساكنين, و أرواحنا بين جوانحنا مطوية و كأنّها على أرضٍ صخرّية قاحلة!
 
ينتظر صاحبها فرصةً كآلقراصنة .. أو ضربةً يعتقد أنّها ستؤمن حياته و تُخلده!
 
كلا .. لنْ يُحقّق آلأنتهازيون شيئاً .. بآلكذب و آلتزوير و آلمكر و آلمزايدات و آلمحاصصات
 
لا بُد لمن يُريد العيش سعيداً؛ أنْ يزرع تلك آلبذرة ألطيبة و يسقيها بماء المكرمات و الأيثار, لتنمو و تُورّق و تُثمر .. فآلحياة بدون آلأوراق و آلأزهار و آلثمار لا معنىً لها!
 
و لنا في حياة و سياسة عليّ(ع) أبرز مثل في كلّ ألتأريخ .. حين رفض المساومة مع آلظالم في مقابل آلتسلط على البشريّة كلّ آلبشريّة بغير طريق ألعشق و آلمحبة .. ألذي نهجه آلآخرين من طلاب آلدنيا, حين أهدروا آلدماء و أضاعوا الحقوق و أهانوا أهل الله تعالى ليعيشوا بعد كلّ هذا صغاراً و يموتوا صغاراً و سيُبعثون صغاراً!
 
كل هذا المصير بسبب آلتزوير و آلظلم لأجل أنْ يبقوا في آلحكم فترة أطول.
 
و ما علموا بأنّه مهما حصل آلأنسان على آلمناصب و آلأموال و آلجاه بغير حقّ .. فأنّها لنْ ترتقي لمصاف ألأنسان ألسعيد ألذي يعيش ألحياة مع آلعشق – أيّ ألحب ألشديد – لمنبع ألخير و أهلِ ألخير!
 
بنيف موسيليني رغم كلّ سلطانه و مُمتلكاته .. كم كان يتمنى أن تكون له سلطة على قلوب الناس, لكن ليس فقط لم يتحقق أمله .. بل قُدّم أخيراً بعد إنتهاء الحرب العالمية إلى المحاكمة كخائن لشعبه و وطنه.
 
 أدولف هتلر هو آلآخر رغم تفرّده بزعامة ألعالم كان يُحاول ألتظاهر بأنّه محبوب لدى آلشعب ألألماني للقضاء على عقدة ألحقارة ألتي كان يُعاني منها؛ بثناء ألضباط و تعظيم القادة له, و طالما كان يتباهى أمام جيشه متأملاً ألتخلص من تلك آلعقدة ألّتي لازمته و لم يستطع ألتّغلب عليه حتّى أقْدَمَ على آلأنتحار كي يتلافى آلحقارة ألكبرى ألّتي كانتْ بإنتظاره كصاحبه!
 
 أمّا صدّام فقد كانَ أتعس مصيراً منهما, حين أخرجوه من حفرة ألمجاري ذليلاً يجرّ وراءه أذيال ألخيبة و آلخسران بعد ما ترك من وراءهُ آلمآسي و آلمحن و آلقبور ألجماعيّة و آلملايين من آلثكالى و آليتامى لينال جزاءه آلعادل بآلأعدام شنقاً حتّى آلموت أمام أنظار جميع ألبشريّة غير مأسوفاً عليه!
 
و كذلك آلدكتاتور الذليل حسني مبارك و زين العابدين بن علي و معمر القذافي .. ألذين عاثوا في آلأرض فساداً حتّى إنتفضت ضدهم ألجماهير الجوعى في بلادهم مطالبين بتحسين ألمعيشة .. لكن مِنْ مَنْ؟
 
ألمشكلة هي أن هذه ألجماهير لا تمتلك آيدلوجية العشق في مسيرتها بسبب ألتربية الخاطئة التي توارثوها من آلحكام و السلاطين أنفسهم, لهذا سرعان ما يتحرّرون من قيود دكتاتور ليقعوا بعدها في قبضة دكتاتور آخر و هكذا دواليك, و الله تعالى لا يُغيّر ما بقومٍ حتّى يُغيّروا بأنفسهم, و تغيير النفس لا يتحقق ما لم يتمّ التعرف عليه أولاً ثم تغذيته بآلعشق ثم التوحيد و السير في سبيل ألله حتّى الفناء من دون آلطواغيت و المستكبرين!
 
بآلعشق فقط يتحرّر آلأنسان و يتألق في عالم الصفاء و السلام و السعادة لتنساب محبّته في قلوب آلناس ألطيّبين لينشر أجنحة طائر العشق في كلّ آلسماء!
 
ألعشق طائرٌ .. و آلعاشق حرّيّة يحتاج إلى كلّ ألفضاء ليطير .. لذا تذكّر جيّداً بأنْ لا تَضَعَ آلعشق في آلقفص أبداً, فآلعشق عدوّ آلأسر .. لا يُحبّ آلتحديد و آلعناوين و آلبياناتْ و آلألقاب و آلنياشين.
 
أهواء آلنفس و آلشهوات ألضّيّقة هي آلتي تأسر ألعشق و تُحدّده في آلزّمكاني(ألزمان و آلمكان) .. دعه كرائحة آلورد ألعطرة غير مرئية تعجّ في آلأوساط .. و في كلّ الدّنيا!
 
عندها فقط يَتمكن ألعشق أن يأخذ بيدك إلى آلمالانهاية .. إلى آلخلود في هذا آلكون ألوسيع!
 
و ليس فقط لا حقيقة و لا حياة و لا ذكر طيّب لغير ألعاشقين في آلواقع؛ بل يكون آلذي خلا قلبه من آلعشق كمن لم يلد في آلحياة بعد!
 
و إعلم بأنّ آلانسان بدون العشق كدميّةٍ .. كإنسانٍ آليّ لا رُوحَ فيه تُحرّكهُ آلأنظمة بأمرٍ من آلطواغيت الذين يُسيطرون على آلأقتصاد و أسواق آلمال و يُريدون قتل آلعشق في الأنسانيّة .. لأنها لو حُيّيتْ لفقدوا منافعهم و مناصبهم!
 
و سنعرض عليكم حقائق كبرى في آلحلقات ألقادمة إن شاء الله .. سطّرها آلعاشقون بدموعهم و كلماتهم و دمهم .. بعد ما عبروا مرحلة ألأجتهاد و آلعرفان ألذي هو أعلى من آلأجتهاد ألعرفي في آلأحكام ألفقهيّة, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله ألعليّ ألعظيم.
 
عزيز  ألخزرجي  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا إستنبطت من آلتعليقات ألّتي وصلتني من بعض ألكُتّاب و آلمثقفين و آلحمد لله على كلّ حال, فما زال في آلأرض و آلوطن منْ يُحب معرفة آلحقّ(ألعشق) ألّذي ظلّله آلمظلون.
(2) لمعرفة أسباب الأتجاهات ألجديدة ألتي كانت نتائج للمنهج الديكارتي – إذا صحّ هذا التقرير – يُرجى مُراجعة كتابنا ألموسوم بـ "مستقبلنا بين الدين و آلديمقراطية", و لكي لا يتيه ذهن الباحث نختصر القول؛ بأنّ بعض الفلاسفة الغربيين ألمعاصرين أمثال فوكوياما قد جرّدوا الفكر الغربيّ من الأخلاق و الفلسفة تماماً, بحيث صار آلهم الأكبر هو تضخيم التراكم الكمي و التكنولوجي و المادي في كلّ إتجاه من دون الألتفات إلى آلأنعكسات و آلآثار ألخفية على روح و وجود الأنسان ككائن إجتماعيّ حيّ له أبعاد و آفاق ما عَرَفَ عنه كبار الفلاسفة و الأكاديميات في العالم إلا قليلاً, خصوصاً علماء الدّين و آيات الله ألذين درسوا الفقه بدون فلسفة آلفقه و القرآن بدون فلسفته و التأريخ بدون فلسفته .. و هكذا بقية الفروع و آلتخصصات, ممّا أفقدت مؤلفاتهم ألكثير من التأثير في أوساط الناس, لتُسبّب ألتسطيح العقائدي و الفكري و آلثقافي في المجتمع الأنساني, و قد تحققتُ من هذا الأمر مراراً بنفسي حتّى من كبار ألعلماء التقليديين ألذين حجّروا أنفسهم ضمن أبعاد "ألمسائل ألفقهية" ألتي لا يعرف غير توضحيها في أحسن الحالات .. فحين تسألهم سؤآلاً بسيطاً جدّاً أحياناً مفاده لماذا تصلي؟ أو لماذا تصوم؟ أو لماذا تقرأ القرآن؟ كانوا عاجزين عن الجواب ألألهي ألعلمي ألدقيق, و من هنا تحجمتْ حركة ألفكر الأسلامي – بإعتبار ألرسالة ألأسلامية خاتم الرسالات و الأديان - بسبب ذلك!؟
(3) (أنا آلحقّ) عبارة ذات مغزى عميق أوّل من قالها بعد أئمة الهدى(ع) ألعارف ألسّالك حسين بن منصور ألمعروف بآلحلّاج, حيث سبّبتْ تلك آلعبارة مقتله على أيدي آلجهلاء من آلخلفاء ألعباسيين, سنتحدث عنه في الحلقات القادمة إن شاء الله.
(4) طرحنا ألمفاصل ألأساسية في "آلمنهج ألأمّ" في أربعة حلقات بعنوان: (أسس و مبادئ ألمنتدى ألفكري), فيرجى مراجعة ذلك.
(5) ربما إختلف العرفاء في منازل السفر نحو آلحقّ, فآلعطار النيشابوري قد أورد تلك المحطات السبعة من خلال ديوانه المعروف, لكن آلخواجة عبد آلله آلأنصاري قد ذكر في كتابه "منازل السائرين" أكثر من أربعين منزلاً على السالك ولوغها قد يصل درجة الحقّ كلّه, يبدأها بمنزل بمنزل اليقظة ثم التوبة ثم التوحيد و هكذا مروراً بمنزل المراقبات حتى ينتهي بآلفناء في الله تعالى, علماً أننا تطرقنا سابقاً للموضوع.
(6) لا أقصد هنا آلأستعمار أو آلأحتلال الخارجي, لكونها إن حصلتْ فهي نتائج لواقع التفكير و آلأتجاه الروحي و الأخلاقي للأمة ككل, و ألذي يُمهّد بسببه تدخل آلأقوام ألأخرى بحجّة خلاصنا من آلأوضاع المأساوية التي يخلفها الحكام و آلأنظمة و معها فئات كثيرة من أبناء المجتمع, فنحن في العراق لا نُعاني من أزمات بسبب دخول قوات الحلفاء أبداً,  بل أزماتنا و محننا و آلظلم آلواقع علينا هو بسبب ألتربيّة الأخلاقية ألتي تربى عليها أبناء الشعب العراقي ليكون كل واحد منهم مُحتلاً و دكتاتوراً في آلفضاء الذي يتواجد أو يتحكم فيه؛ ألزوج على الزوجة أو العكس؛ ألمعلم على التلاميذ؛ ألمدير على الموظف؛ ألرئيس على المرؤوس؛ ألقوي على الضعيف؛ ألكبير على الصغير و هكذا!
(7) محنة آلقرآن و بعده أهل البيت(ع) قد بيّناهُ تفصيلاً في ألحلقة ألثّالثة من برنامج "ألمنتدى الفكريّ" و نُضيف عليه ما قاله أبرز علماء الشيعة من آلذين عاصرونا في نهاية القرن الماضي؛ و هو آلفقيه ألسيد أية الله ألخوئي(رحمه) حين سأله آية الله ألدكتور ألصادقي(مفسر ألقرآن و نهج ألبلاغة) عن سبَبْ توقفه عن إكمال تفسير القرآن بعد أن أنهى ألجزء ألأول فقط, قال آلسيد ألخوئي(رحمه): لا أُريد أنْ أكون أُضحيةً!
كما إن آية الله ألمطهري ينقل أنّ آلسيد ألخوئي(رحمه) حين سأله أثناء زيارته للعراق نهاية ألستينات عن حال صديق الدّراسة و رفيق العمر آية الله ألسيد محمد حسين ألطباطبائي(صاحب تفسير ألميزان)(رحمه) ألذي كان مُرشحاً لمنصب ألمرجعية ألعظمى بدلاً من ألسّيد الخؤئي(رحمه) أثناء تواجده في آلنجف, لكنه تركها حيث مدينة قُم؛ أجاب آلشيخ ألفيلسوف مُطهري(قدس): بأنّ آلسّيد ألفيلسوف ألطباطبائي قد إنصرف لتفسير ألقرآن ألكريم .. عندها قال آلسّيد ألخؤئي(رحمه) : ( أنّه ضحّى), و قد تأمّلتُ مغزى تلك آلعبارة عميقاً و إهتديتُ إلى أنّ ألمقصود هو؛ أنّ منْ يُفسّر ألقرآن يعني؛ عزوفهُ عن آلمكاسب و آلأطماع و آلمناصب ألدنيوية ألتقليدية ألتي عادةً ما يحصل عليها آلفقيه فيما لو إتّخذ منهج ألفقه و آلمرجعية طريقاً لهُ بدلاً من ذلك, و لك أنْ تتصوّر مدى آلظلم و آلحيف ألذي وقع على أعظم أمانة من قبل ألأنسان و هي (آلقرآن ألكريم) ألذي جعله الله تعالى مصدر آلهداية في آلبشريّة لما إحتواه من آلأسرار و آلهداية. 
(8) عبّر آلقرآن ألكريم عن آلعشق بـ (ألحب ألشديد), بينما كلمة (ألحبّ) وحدها تعني ألمحبة ألعاديّة بين إثنين, و إنّ حقيقة ألتكريم ألألهي لنا, هي من خلال إعطائنا ألقدرة على فهم هذا آلعشق و إعماله بعد إستقراره في قلوبنا, حيث أشار آلباري تعالى لذلك في ثلاث مواضع فقط في آلقرآن ألكريم إلى هذا آلمصطلح بقوله: [يُحبونهم كحبّ الله و آلذين آمنوا أشدّ حُباً لله](ألبقرة / 165). و كذلك في سورة يوسف(ع): [إمرأة العزيز تُراود فتاها عن نفسه قد شغفها حُبّاً](يوسف / 30). و كذلك: [و تُحبّون آلمال حُبّاً جمّاً](ألفجر / 20).
(9) ورد هذا آلحديث بصيغة أخرى لعلّها أقرب للمضمون ألمراد: [ من بصّر بها(أي الدنيا) أبصرته, و من بصّر إليها أعمته].
(10) سورة ألأسراء / 70.
(11) مهما إعتنى الأنسان بآلبدن فإنّه لا يُمكن أنْ يكونَ مبعثاً للسّعادة ألتي نعنيها لمحدودية أثره و فاعليّته .. لكنّ آلرّوح ألّتي تحيا بآلعشق ليس فقط تؤثّر على سلامة ألبدن و حيويته؛ بل تُؤثّر أيضاً في سعادة ألأنسان عبر أوسع ألمديات و آلآفاق. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/05



كتابة تعليق لموضوع : أسفارٌ في أسرارِ ألوجود ج4 – ح9
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net