صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

الحشد الشعبي ورمزية الوجود
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مَثَّل الحشد الشعبي نقلة نوعية في المسيرة السياسية والاجتماعية للعراق، فمجاميع المتطوعين التي هبت للدفاع عن العراق بعد أن داهمه الخطر، كانت منطلقة من وازع ديني وأخلاقي ووطني، وليس لحسابات مادية أو ثأرية أو انتقامية.

تصدى مقاتلو الحشد لعصابات داعش الاجرامية، واوقعوا في صفوف هذه العصابات الهزائم تلو الهزائم، إلى أن تم طردهم من معقلهم ومن عاصمتهم المزعومة الموصل، وقد واجه الحشد لوقفته هذه أشد أنواع الاتهامات والافتراءات من الدول والقنوات الإعلامية الداعمة والراعية للإرهاب.

كل حملات التسقيط لم تثني من عزيمة المجاهدين، بل زادتهم اصرارا وتمسكا بمبادئهم واخلاقياتهم التي تربوا عليها، واتبعوا بدقة توصيات المرجعية وتوجيهاتها بضرورة الحفاظ على أرواح الأبرياء، ودعم المدنيين وتخليصهم من تحت نيران المعارك، حتى قالت -المرجعية – “واعلموا إن الحفاظ على أرواح المدنيين أولى من مقاتلة العدو”.

تتعالى في الآونة الأخيرة صيحات لحل الحشد الشعبي، والحاقه بالجيش أو الأجهزة الأمنية الأخرى، وهذه الدعوات تنوعت مصادرها، فمنها ما صدر عن أطراف مغرضة، ومنها ما صدر من أطراف معادية، والأدهى منها ما يصدر عن الأخوة في الوطن والعقيدة.

هذه الصيحات يبدو أنها تناست أن قوات الحشد الشعبي الآن أصبحت مؤسسة حكومية رسمية، بعد تصويت البرلمان على قانون الحشد الشعبي، وهي جزء لا يتجزأ من القوات الأمنية، وهي قوات مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره.

إن الحفاظ على الحشد الشعبي هي مسؤولية وطنية وحاجة ملحة، لما تمتلكه هذه القوات وبهذا الاسم من رمزية ارتبطت بالانتصارات وبالعقيدة، وبكل القيم الاسلامية والأخلاقية، وهي كيان محترم حظي بتقدير واعجاب البعيد قبل القريب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/10



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي ورمزية الوجود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net