صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

الرد على احمد القبانجي في محاضرته (نقد الاعجاز القرآني) - 6 و7/10
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوجه احمد القبانجي سهام الطعن والحقد على القرآن الكريم وبالتحديد على قوله تعالى في سورة الاحزاب: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أَجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)).
وملخص طعنه ان النبي يعرف ان ازواجه حلال عليه فكيف يخبر بذلك القرآن الكريم ، كما ان اي انسان بالاضافة الى النبي يعرف ان بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته هن حلال عليه ويجوز له الزواج منهن ، فكيف يذكر القرآن هذه الامور الواضحة ويزعم المسلمون ان القرآن بليغ وان لا احد يمكنه الاتيان بمثله ! هذا هو ملخص طعنه !!
ومن الواضح أنَّ احمد القبانجي يستخف بذهنية المتلقي لمحاضراته اذ انه يلقي شبهات في امور هي من الواضحات ، فهذه الآية المباركة تبين سبعة اصناف من النساء اللواتي يجوز للنبي صلى الله عليه وآله الزواج منهن ، قال السيد الطباطبائي في الميزان: (قوله تعالى : ( يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) إلى آخر الاية ، يذكر سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالاحلال سبعة أصناف من النساء).
وقوله تعالى: ((وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ)) ، والذي استخف به احمد القبانجي بقوله ان كل مسلم يعرف ان بنات عمه وعماته وخاله وخالاته حلال فلا فائدة من ذكرها ولا بلاغة فيها بحسب زعمه !! وهو اذ يذكر هذه الشبهة فانما استند فيها الى بتر النص حيث انه لم يذكر النص كاملاً وهو قوله تعالى: ((وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ)) حيث بيَّن الله سبحانه ان ذكر بنات العم والعمة والخال والخالة هو بقصرهم على شرط الهجرة اي ان يكن مهاجرات فيصبحن مؤهلات ليكن زوجات للنبي صلى الله عليه وآله ، اما غير المهاجرات من بنات عمه وعماته فلا يحق له الزواج بهن وان كان هذا الامر حلالاً لبقية المسلمين.
واستهزا احمد القبانجي بقوله تعالى: ((قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ)) نتيجة جهله بمعنى هذه الآية المباركة ومقاصدها وما تضمنته من بلاغة ، فيقول ان اي انسان يعلم ما يفرض فأين البلاغة ! فهو يجهل ان معنى الاية الكريمة هو ان الله سبحانه عندما احل الاصناف السبعة المذكورة للنبي صلى الله عليه وآله واباح له نكاح نسائه وقد بلغن تسعة نساء في رواية فإنَّ الله سبحانه يؤكد انه يعلم انه فرض خلاف هذا على بقية المسلمين اي حصر عدد زوجاتهم الدائميات على اربع فقط. وتعبير(قد علمنا) هو تعبير شائع في لغة العرب ويستعملونه في لغتهم ولكن احمد القبانجي اما انه لا يعلم ذلك او انه لا يريد ان يعلمه فهو انما يفسر القرآن برأيه فهلك واهلك من يتبعونه في افكاره الضالة.
قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان: (قوله بعده : ( قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم ) تقرير لحكم الاختصاص . وقوله : ( لكيلا يكون عليك حرج ) تعليل لقوله في صدر الاية : ( انا أحللنا لك ) أو لما في ذيلها من حكم الاختصاص والاول أظهر وقد ختمت الاية بالمغفرة والرحمة).
وقال ابن جرير الطبري في جامع البيان: (قوله : قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم يقول تعالى ذكره : قد علمنا ما فرضنا على المؤمنين في أزواجهم إذا أرادوا نكاحهن مما لم نفرضه عليك ، وما خصصناهم به من الحكم في ذلك دونك).
وقال النحاس في معاني القرآن: (وقوله جل وعز قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم أي قد علمنا ما في ذلك من الصلاح وهذه كلمة مستعملة يقال أنا أعلم مالك في ذا وروى زياد بن عبد الله عن أبي بن كعب في قوله تعالى قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال مثنى وثلاث ورباع).
وعمد احمد القبانجي الى ممارسة دور محامي الشيطان حينما انبرى فجأة ليدافع عن مسيلمة الكذاب ومن المعلوم ان المسلمين يروون ان مسيلمة جاء بكلام متهافت ليعارض به القرآن الكريم مثل قوله: (الفيل ما الفيل له ذنب طويل) الخ !! فانبرى احمد القبانجي ليدافع عن مسيلمة وينكر ان مسيلمة قال كلاماً متهافتاً وأن الكلام المنسوب اليه انما نسبه المسلمون له ولم يقله !! ولم يذكر احمد القبانجي اي دليل يسند كلامه انما هي رغبات شيطانية في تشويه تاريخ االقرآن الكريم والتاريخ الاسلامي عموماً والحقائق المتعلقة به.
 
وانتقل احمد القبانجي الى مهاجمة آية قرآنية كريمة اخرى هي قوله تعالى في سورة النور: ((لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تعْقِلُونَ)).
واهم اعتراضات احمد القبانجي عليها يتلخص في التكرار لذكر الاقارب (اخوانكم واخواتكم واعمامكم وعماتكم) الخ وقال لماذا لم يذكر كلمة اقربائكم بدلاً من هذا التعداد !! كما اعترض على ان ليس كل من يعطي مفتاحه لشخص آخر يرتضي ان ياكل من بيته !! واعترض على ان يقوم الله سبحانه بتحية الانسان فقال بلهجته العامية: (هسة آني دا اسلم عليكم ، جا الله شو دخله ، الله همات يشاركك بالسلام والتحية) ، وكما يرى القاريء فإنَّ عموم اعتراضات وانتقادات احمد القبانجي لآيات القرآن الكريم هي اعتراضات وانتقادات غير مؤدبة وغير علمية ، واستغرب ان البعض ينخدع بكلامه ممن يحسبون انفسهم مثقفين ، ينخدعون بهذا الاسلوب المتهافت والضحل.
افلا يعقل احمد القبانجي ان كلمة الاقارب اذا ذكرت مجردة قد تشمل جميع الارحام ولا يقتصر امرها على العم والخال والعمة والخالة بل يمتد الى اولاد العم واولادهم والى اولاد الخال واولادهم واولاد العمة واولادهم واولاد الخالة واولادهم وارحام آخرين وهم خارج مطلب الآية الكريمة ومقاصدها. كما ان السيد الطباطبائي يقول ان معنى كلمة مفاتحه اي مخازنه فيكون مقصد الاية الكريمة هو اعطاء مفتاح مخزن الطعام.
ومن اجل معرفة تفسير الاية الكريمة نورد ما جاء بصددها في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي رضوان الله عليه حيث قال: (قوله تعالى : " ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم - إلى قوله - أو صديقكم " ظاهر الآية أن فيها جعل حق للمؤمنين أن يأكلوا من بيوت قراباتهم أو التي ائتمنوا عليها أو بيوت أصدقائهم فهم مأذونون في أن يأكلوا منها بمقدار حاجتهم من غير إسراف وإفساد . فقوله : " ليس على الاعمى حرج - إلى قوله - ولا على أنفسكم " في عطف " على أنفسكم " على ما تقدمه دلالة على أن عد المذكورين ليس لاختصاص الحق بهم بل لكونهم أرباب عاهات يشكل عليهم أن يكتسبوا الرزق بعمل أنفسهم أحيانا وإلا فلا فرق بين الاعمى والاعرج والمريض وغيرهم في ذلك . وقوله : " من بيوتكم أو بيوت آبائكم " الخ ، في عد " بيوتكم " مع بيوت الاقرباء وغيرهم إشارة إلى نفي الفرق في هذا الدين المبني على كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض بين بيوتهم أنفسهم وبيوت أقربائهم وما ملكوا مفاتحه وبيوت أصدقائهم . على أن " بيوتكم " يشمل بيت الابن والزوج كما وردت به الرواية ، وقوله : " أو ما ملكتم مفاتحه " المفاتح جمع مفتح وهو المخزن ، والمعنى : أو البيت الذي ملكتم أي تسلطتم على مخازنه التي فيها الرزق كما يكون الرجل قيما على بيت أو وكيلا أو سلم إليه مفتاحه . وقوله : " أو صديقكم " معطوف على ما تقدمه بتقدير بيت على ما يعلم من سياقه ، والتقدير أو بيت صديقكم . قوله تعالى : " ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا " الاشتات جمع شت وهو مصدر بمعنى التفرق استعمل بمعنى المتفرق مبالغة ثم جمع أو صفة بمعنى المتفرق كالحق ، والمعنى : لا إثم عليكم إن تأكلوا مجتمعين وبعضكم مع بعض أو متفرقين ، والآية عامة وإن كان نزولها لسبب خاص كما روي . وللمفسرين في هذا الفصل من الآية وفي الفصل الذي قبلها اختلافات شديدة رأينا الصفح عن إيرادها والغور في البحث عنها أولى ، وما أوردناه من المعنى في الفصلين هو الذي يعطيه سياقهما . قوله تعالى : " فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة " الخ ، لما تقدم ذكر البيوت فرع عليه ذكر أدب الدخول فيها فقال : " فإذا دخلتم بيوتا " . فقوله : " فسلموا على أنفسكم " المراد فسلموا على من كان فيها من أهلها وقد بدل من قوله : " على أنفسكم " للدلالة على أن بعضهم من بعض فإن الجميع إنسان وقد خلقهم الله من ذكر وأنثى على أنهم مؤمنون والايمان يجمعهم ويوحدهم أقوى من الرحم وأي شئ آخر . وليس ببعيد أن يكون المراد بقوله : " فسلموا على أنفسكم " أن يسلم الداخل على أهل البيت ويرد السلام عليه . وقوله : " تحية من عند الله مباركة طيبة " أي حال كون السلام تحية من عند الله شرعها الله وأنزل حكمها ليحيي بها المسلمون وهو مبارك ذو خير كثير باق وطيب يلائم النفس فإن حقيقة هذه التحية بسط الامن والسلامة على المسلم عليه وهو أطيب أمر يشترك فيه المجتمعان . ثم ختم سبحانه الآية بقوله : " كذلك يبين الله لكم الآيات " وقد مر تفسيره " لعلكم تعقلون " أي تعلموا معالم دينكم فتعملوا بها كما قيل).
وكما يظهر من تفسير هذه الآية القرآنية فان احمد القبانجي نتيجة ضعف لغته وعلميته ببلاغة العرب حاول ان يفتري على الآية الكريمة وينسب لها معاني غير موجودة فيها.
 
ثم ينتقل احمد القبانجي للمزيد من شططه فيقول انه يثبت للقرآن معجزة ولكن ليست هذه المعجزات التي يقولها المسلمون كالمعجزة البلاغية والعلمية والتشريعية والاخبار بالمغيبات فهو ينكر ذلك ويقول ان للقرآن معجزة وجدانية ومعنى قوله بالمعجزة الوجدانية ان وجدان النبي صلى الله عليه وآله هو الذي ابتدع القرآن وانه لا علاقة للقرآن بالوحي ولا هو كلام الله سبحانه ، وان المعجزة في القرآن تكمن في كيفية ترقي وجدان النبي ليختلق مثل هذا الكلام المعجز ، فالمعجزة الوجدانية في حقيقتها طعن في النبوة واتهام للنبي صلى الله عليه وآله بانه افترى القرآن الكريم ونسبه لله سبحانه !! واحمد القبانجي يحاول تغليف هذا المعنى وتزويقه لكي لا يثير مشاعر الناس بحديثه المباشر ضد نبيهم بهذه الصراحة الشديدة ، ولذلك عمد الى اختلاق فكرة ان الوجدان هو اله صغير وانه مرتبط بالله سبحانه كما ترتبط اشعة الشمس بالشمس ورغم ما في هذا التعبير من تهافت وقياس باطل فهو يبرر وجود اله صغير متأنسن ـ على حد تعبيره ـ بانه ليس اله في عرض الله بل في طوله !!! ناسياً ان المشركين ايضاً كانوا يعبدون الاصنام لتكون الهةً في طول الله تعالى وليس في عرضه فقالوا كما وصفهم بذلك الله سبحانه في القرآن الكريم في سورة الزمر: ((أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)).
والوجدان الذي ينادي احمد القبانجي به ويعتبره الهاً في داخل كل انسان لم يبين معناه حيث لم يرد في لغة العرب مصطلح اسمه الوجدان والعرب لا يعرفون الوجدان الا كمصدر للفعل وجد ، واما استعماله الاصطلاحي لوصف شيءٍ ما داخل الانسان فلم يرد في لغة العرب وكلامهم ابداً والظاهر انه كلمة عامية وجدت طريقها الى ذهن احمد القبانجي ليستعملها ويخترع منها الهاً دون ان ينتبه الى عاميتها !!
وحينما طالبنا احمد القبانجي ان يثبت وجود الوجدان المزعوم الهه الذي يعبده وهو الذي يبشر بان القرآن هو كلام الوجدان وليس كلام الله سبحانه !!! هو نفسه لم يتمكن ان يثبته واكتفى بالقول: (من لا يوجد في قلبه وجدان فمن المحال ان نثبت له وجود الوجدان).  عجيب امره فهو يعجز ان يعرّفنا معنى الوجدان الذي يقصده ويعجز عن اثبات وجود الوجدان بالمعنى الذي يقصده ثم يطلب من الناس الايمان الاعمى بالوجدان ، يطلب الايمان بالمجهول !! يطلب من الناس الايمان بشيء لا يعرفونه ولسان حاله: من لا يؤمن بهذا المجهول فلا يمكن ان نثبته له !! اذن ما هو دور العقل في كل هذا ، كيف اصبح العقل جامداً فجأة عند احمد القبانجي وليس له دور في اثبات الوجدان الهه الصغير الذي يعبده !؟
وإضافة الى ضحالة فكرة "الوجدان - الاله" التي لا تصمد امام النقد نجد ان احمد القبانجي بدا متناقضاً في عرضه لها ، ففي بداية عرضه لفكرته هذه في ما اسماه الاعجاز الوجداني قال بأن نهج البلاغة وان كان ابلغ من القرآن الا ان من يقرأه يجد انه كلام الامام علي وليس كالقرآن الذي يتسم بان صفة الخطاب فيه هي صفة العلو لأنها نابعة من الاله الصغير في داخل الانسان والذي يسمى الوجدان !!؟ بينما نهج البلاغة هو كلام انسان !!
فلماذا لم ينطق وجدان الامام علي بنهج البلاغة كما نطق وجدان النبي بالقرآن رغم انه يزعم ان لكل انسان اله صغير في داخله هو الوجدان !! لماذ نطق وجدان النبي وحده بالقرآن من دون العالمين !!؟ ولماذا يعجز وجدان البشرية كلها متفرقة او مجتمعة على ان ينطقوا بمثل القرآن الذي نطق به وجدان النبي محمد صلى الله عليه وآله !!؟ اليس يكشف هذا كله عن ضحالة فكرة الوجدان وضحالة فكرة أنَّ القرآن هو من وحي الوجدان ؟!
ومن جهة اخرى فإنَّ كلام احمد القبانجي هذا صريح في انه ينكر ان يكون القرآن وحياً من الله سبحانه وانه ليس كلام الله سبحانه ! اذن حينما تقول آيات القرآن الكريم انه كلام الله فمعنى ذلك ان احمد القبانجي يكذب النبي وحاشاه من الكذب ، لأن الله سبحانه يقول في القرآن الكريم انه هو الذي يوحي للنبي صلى الله عليه وآله كما في قوله تعالى في سورة الشورى: ((كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ)). الله العزيز الحكيم هو الذي اوحى للنبي صلى الله عليه وآله القرآن الكريم فيما احمد القبانجي يرفض هذا ويقول ان القرآن هو كلام الوجدان المزعوم !!؟
وهكذا يتبين لنا ان الوجدان هو شيء مجهول لا يمكن تعريفه ولا يمكن اثبات وجوده لا بالدليل العقلي ولا بالدليل النقلي. الوجدان مجرد وهم وسراب يلهث وراءه من فقد طريق الحق والصواب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/06



كتابة تعليق لموضوع : الرد على احمد القبانجي في محاضرته (نقد الاعجاز القرآني) - 6 و7/10
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 6)


• (1) - كتب : محمود ، في 2011/10/07 .

لا اله الا الله
معقوله القرأن يتجاوز عليه هذا

• (2) - كتب : حسيني ، في 2011/10/07 .

استغفر الله ربي واتوب اليه
وانا لله وانا اليه راجعون
اشد على يدك اخي العزيز نبيل على الاستمرار بفضح هذا المدعي الافاك

• (3) - كتب : موالي ، في 2011/10/07 .

حاله حال جماعة المطبلين يجد ثلة فيقفزوا معه فيما يقول ويتبعونه اتباع البهائم

• (4) - كتب : ابو حيدر ، في 2011/10/07 .

تعودنا على امثال هؤلاء اصحاب الفتن والبدع

• (5) - كتب : اكرم ، في 2011/10/07 .

معقوله ان هناك ناس تصل لهذه العقليه الضحله

• (6) - كتب : عراقي ، في 2011/10/07 .

الله يهلك احمد القبنجي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net