صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

الإمام الحسين(عليه السلام) آمراً بالمعروف وناهياً عن المُنكَر
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
 
إنّ متغيرات الواقع الإسلامي آنذاك في وقت الحسين/ع/ تتطلبت منه التصدي
علنا لمُمارسة وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
 تلك الفريضة الواجبة
والشرعية التي غيبتها سلطات ذلك الوقت ودستها تحت التراب ظلما فظلت مؤودة
بلاذنب يُذكر سوى فسق يزيد وزمرته التي غيّرت أحكام ألله وعاثت في المسلمين    فسادا .
 
ولأجل معالجة التغيّر السريع الذي حلّ بالأمة رفع الحسين/ع/شعار جده رسول الله محمد/ص/ نصا  
 و قال/ع/ ::
 
(( من رأى منكم سلطاناً جائرا مُستحلاً لحرام ألله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول ألله  يعمل في عباد ألله بالإثم والعدوان فلم يُغيير عليه بفعل أو قول كان حقاً على ألله أن يُدخله مدخله ))
 
 / إنظر/ الكامل في التأريخ/ لإبن الأثير/ ج4/ ص48/.
 
 
 
 
. فهذا النص الشريف منح نهضة الحسين /ع/ قيمة عالية في حركتها ضد الظالمين 
إذ أنّ الإمام الحسين /ع/ ركز على وظيفة الإمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر بكثير من غيرها كالبيعة له أومخاطبات أهل الكوفة إليه/ع/.
فالفساد في أيام بني أمية قد عمّ البلاد وحلال الله صار حراما وحرامه صارحلالا
 
      فتبددت أموال المسلمين وصُرِفَت في غير رضا الله تعالى.
والإمام الحسين/ع/ في خطابه هذاصرّح بصورة واضحة:::
 
 بأنّ نهضته وحركته الشريفة تستهدف السلطان الجائر حتى ولولم تُطالبه سلطة بني أمية بمبايعة يزيد 
 
لأنّ الإمام الحسين/ع/ يعلم جيدا من أول الأمر عدم مشروعية شخص يزيد ونظامه    في إدارة أمور المسلمين.
 
 
فوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن تسمح للإمام الحسين/ع/ بالسكوت أو القبول بالظلم والفساد.
 
وإنها تمثل مبدأ مركزياً في صيانة النظام الأسلامي ومتبنياته شرعيا وأخلاقيا وإجتماعيا 
 
 
والقرآن الكريم أكد بشكل كبير على تفعيل وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورها المتعددة .
حيث قال تعالى:
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
 
 
وهذه الأمة أي الجماعة التي كلّفها الله تعالى بالدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أُختُزِلَت في شخصية الإمام الحسين/ع/ في يومها في وقت تقاعس المسلمون عن وظيفتهم الشرعية هذه.
فجاءت نهضة الحسين/ع/ مُلبيةً لنداء ربها سبحانه وتعالى في طلب التغيير والإصلاح والقضاء على الظلم والفساد البشري.
ومعلوم للجميع أنّّ الله تعالى لايُغير  ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم
 طبقا لقانون الله تعالى في قوله الشريف:
 
 
((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ))الرعد11
 
ومن هنا إنبرى الإمام الحسين/ع/ في إحداث التغيّر وبسرعة في أوساط المسلمين .
لكي يحافظ على ما تبقى من قيم الأسلام وشرعه  قبل أن يتم إستئصالها على يد نظام يزيد الطاغية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسين(عليه السلام) آمراً بالمعروف وناهياً عن المُنكَر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net