صفحة الكاتب : خالد حسن التميمي

حقيقة مسار الأمم
خالد حسن التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتقدم البلدان وفق وتيرة تتصاعد أوتتدنى أو تتذبذب على نحو ماتتوفر لها من تخصيصات الإهتمام اللازم ، فحين نضع مفردات البناء المتينة المدروسة نأتى بعناصرالقوة المتماسكة التي تتحدى الزمن ، أما حين نأتي بما يقع تحت أيدينا دون عناية أو وتقدير لانحصد سوى نتائج لا نرتجيها ، بل تسر العدى أيما سرور وتغيض الصديق غيضاً جللا.
هذه الرؤيا تتجسد واقعاً علمياً وعملياً لكل الشعوب وهومنهاج تتفق عليه كل نوافذ الإختلافات الفكرية والعقائدية وهو بمثابة سكة لابد أن يسير عليه قطارها رغم كل العاديات ليصل الى مبغاه ، ففي كل مفصل من مفاصل الحياة وفي كل ثانية من ثوانيها الغالية ، نبني للغد بذات القدر الذي نبني لليوم ،ومثلما تسعدنا رؤية منجز وإبداع وتفاني لجيل سبقنا أضنى وإجتهد لنعيش في رغد وبنى متينة ومثلما نعيش نتاج جيلنا واقعاً حقاً اليوم ستسعد الأجيال بصرح يوفرغداً متطلبات الحياة المتسارعة نمواً وتقدماً بل ستُسعد بروح المسؤولية التي تحلى بها الجيل الذي سبقها وهو نهج ستسلكه بكل تأكيد للمستقبل الذي يمنح الحاضر معنى وقيمة ويوفر الأمن والقدرة على الحضور والتأثير في مسار الأحداث وبما ينسجم والهيئة التي تتمناها وتحدد علاقتها وموقعها على خارطة التحديات المصيرية على مد البصر من مشارق الأرض الى مغاربها ،وهو شيء من الوفاء لمنظومة القيم والسلوك الوطنية والقومية لهذه الأمة أو تلك.
تتطلع اليوم جماهير واسعة من أبناء الوطن ممن عافت وتسامت فوق الطروحات والنظريات الحزبية والشعارات والبرامج الإنتخابية في جميع سباقات لعبة الديمقراطية والتي خذلتها في إتيان الإستحقاقات الوطنية والخدمية والإنسانية للمواطن البسيط وركنت إلى قيم المسؤولية الحقة حصرا وإلى الحس الوطني والأمكانيات التي يتمتع بها أبناؤها أياً كانت القومية والعرق والدين والمذهب والفكر الذي يحمله في أمل كبير أن تتغلب هذه القيم التي جبلنا عليها وتربينا وتنسمت ألسننا بترديد مفرداتها الأصيلة وكأنها إحساس وشعور فطري يضاهي شعور الإنتماء وفلسفة التنظيم والتكوين الإجتماعي ،على الأنانية والمصلحية والتخطيط لإنتهاز وإغتنام الفرص وإستثمارها.
تطلع فيه من التفاؤل الشيء الكثير وهو أمل لم يأتي من فراغ أوخوض في مجاهل علوم خيالية أو أحلام وردية بل هو فهم واقعي لمسارإستحقاقات الطبيعة البشرية عموماً والعراقية خصوصاً ، فكم وكم من الحقب العسيرة مرّت أصعب وأشد وطأة بل أكثر مرارة وظلما ، وهاهي طي النسيان وكأنها لم تمر..
ستمر هذه كتلك الخوالي وما على هذه النخبة الطيبة الأصيلة إلاّ الركون إلى الإيمان بالله والقدرات التي نمتلك وسنكون في أمن وأمان ، فليس في تأريخ أيٍّ من الشعوب خير دائم أوعسر سرمدي بل فيه العسر مثلما فيها اليسر وفيه نكبات ونكسات مثلما فيه إنتصارات ومكاسب وتقدم ورفاه ،هكذا هي الدنيا ،لكن السعي الحقيقي لسفر الإنسانية يشير إلى حقيقة إن الشعوب هي صاحبة القرار الأخير والكلمة الفصل ومطالبها على بساطتها في الكرامة والسيادة والحقوق والعدالة هي ما يكون ، مهما طالت مديات التمادي والعقوق لمتطلباتها وطموحاتها وحقوقها .
هي ليست إلاّّ دعوة خالصة للعاملين العالمين في تغليب كل المسميات مع كل الإحترام للجهود المخلصة التي يبذلها هذا الطرف أو ذاك في أي مسعى وطني خالص ، فالعراق ضيعتكم ومزرعتكم ومصنعكم كلكم أيها المخلصون والمواطن مسؤوليتكم ورفاهيته وعنايته ورعايته قدركم والبناء مثلما هو إنجاز وطني وخطوة للأمام فهو مجد للتأريخ الشخصي يفخر به أبناءكم في قوادم الأيام . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد حسن التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/09



كتابة تعليق لموضوع : حقيقة مسار الأمم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net