الرد على احمد القبانجي في محاضرته (نقد الاعجاز القرآني) - 8/10
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يستمر احمد القبانجي في سلسلة طعنه في آيات القرآن الكريم بلا علم ، فينتقد قوله تعالى: ((ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ)) ، فيقول ان الآية الكريمة ليس فيها اعجاز علمي لأن النساء عندما يصبن بإسقاط الجنين يتبين شكل الجنين في المراحل المختلفة التي ذكرها القرآن وهي العلقة والمضغة والعظام ، وزعم ان قوله تعالى ((فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً)) ليس فيه اعجاز بل هو امر خاطيء لأن اللحم ينبت قبل العظام !!!
فأما قوله بأن النساء كن في الجاهلية يسمين السقط بأسماء متعددة تبعاً لحاله وشكله فيسمين العلقة والمضغة فهو كلام يفتقر للدليل حيث لم يرد الينا اي نص جاهلي يدل على ان النساء كن يعرفن هذه التسميات ، وهذه المصطلحات (العلقة والمضغة) التي اطلقها القرآن الكريم فيما يبدو ولم يكن لاهل الجاهلية معرفة بهذه المعلومات العلمية ومراحل تطور الجنين التي ذكرها في آياته الشريفة. بل وحتى في زماننا هذا والازمنة المتصلة قبله لم يعرف الموروث الثقافي والاجتماعي ان تطلق النساء اسماء العلقة والمضغة على الجنين السقط.
واما ما زعمه احمد القبانجي بان الايات الكريمة تبين خطا القرآن وانها ضد القول بانه معجزة علمية لأن اللحم يكون قبل العظام وليس بعده بخلاف ما مذكور في القرآن ، فهو يبين شدة جهله بعلم الاجنة وعدم اطلاعه على مراحل تكوين الجنين. وننصح احمد القبانجي بان يرجع للمصادر الطبية التي تجمع بان العظام تنبت قبل اللحم والعضلات ، وهذا موريس بوكاي الطبيب الفرنسي الذي اعلن اسلامه بعد تعمق ودراسة لهذا الدين العظيم يقر في كتابه (دراسة الكتب المقدسة) بإعجاز هذه الاية القرآنية الكريمة.
وقد أُلقِيَت هذه الآيات العظيمة في مؤتمر الإعجاز الطبي السابع للقرآن الكريم عام 1982 وكانت سبباً في اعلان العالم التايلاندي (تاجاس) المتخصص بعلم الأجنة اسلامه ، كما حضر المؤتمر البروفيسور الشهير ( كيث مور) و هو أستاذ كبير في الجامعات الأميركية و الكندية ومؤلف كتاب (أطوار خلق الإنسان The Developing Human) ، وقال في ذلك المؤتمر: (لقد اسعدني جدا ان اشارك في توضيح هذه الايات والاحاديث التي تتحدث عن الخلق في القرآن الكريم والحديث الشريف ، ويتضح لي ان هذه الادلة حتماً جاءت لمحمد بن عبد الله من عند الله لأن كل هذه المعلومات لم تكتشف الا حديثاً وبعد قرون عدة وهذا يثبت لي ان محمداً رسول الله).
فاحمد القبانجي الذي يستهزيء بهذه الايات العظيمة لجهله المفرط بحقائق تكوين الجنين اثبت جلياً قيمة الاختصاص في الحياة لأن الانسان المختص بمجال معين يدرك ويحيط عادة بمجال اختصاصه ولذلك يكون مفيداً للآخرين الذين يقصدونه للعون والمعرفة في مجال اختصاصه ، بينما نجد أن احمد القبانجي قد اخفق اخفاقاً فاحشاً في تقييم هذه الآيات الكريمة واستهزأ بها لأنها ليست من اخصاصه وايضاً هو لم يرجع لذوي الاختصاص ليسألهم ويستشيرهم ، بينما نجد انَّ ذوي الاختصاص انبهروا بها وآمنوا بها لأنهم يعلمون صدقها وصدق من جاء بها قبل اكثر من 1400 سنة في عصر جاهلي مليء بالجهل والتخلف والانغلاق.
ومن نفس المنطلق نقول إنَّ الفقه هو مجال علمي تخصصي لا يحسن اي انسان ان يخوض فيه وان من يخوض فيه بغير علم ودراسة وتخصص سوف يسيء اليه ويسيء فيه. وهكذا يتضح خطأ اولئك الذين يستهزؤون بقيمة رجل الدين ويحرضون الناس على عدم الرجوع للعلماء وعدم اخذ الفقه والاحكام الشرعية منهم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat