صفحة الكاتب : رياض العبيدي

ولنا في الغدير وقفة .
رياض العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وكما في كل مناسبة اقف متاملا امام الاحداث وما يجري وكيف نتعامل جميعنا امامها ,وذكرى المناسبة العظيمة واقعة غدير خم عند اخر حجة للنبي محمد (عليه افضل الصلاة واتم التسليم )هي الاخرى اقف عندها خجلا وفي قرارة نفسي حيرة وتساؤلات جمة وانا اقرا معنى الولاية ومعنى اننا نتبادل التهاني بهذه المناسبة التي ليتها تكون نقطة بداية لانطلاقة جديدة لنا جميعا معشر الاسلام والمسلمين ,نعم جميعنا من دون ان اختزل المناسبة فينا نحن اصحاب المذهب الشيعي فالمناسبة هي بيعة وتجديد بيعة ارادها النبي من كل المسلمين ولم يختص حينها بمجموعة محددة في بعدها الحقيقي وفي وقت كان الاسلام واحد والامة واحدة على الرغم مما كانت تحمل النفوس من اختلافات في الاخلاقيات والقيم والثوابت والنظرة للاسلام والنبي واهل بيته (عليهم السلام ),اختلافات في حقيقة اسلام البعض ,اختلافات لانريد الخوض فيها هنا ونحن اليوم نناقش قضية امة ضاعت وضيعت كل مبادئها وقيمها لالشيء سوى لانها امة لازالت ثقافتها ثقافة الغزو والغزوات والسيف .
رحل النبي (ص)الى جوار ربه بعد ان اتم تبليغ رسالته بكل امانة قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 . ,رحل النبي (ص) وترك في الامة قيادات روحية تاخذها الى حيث طرق النجاة اذا ما اختلف ابنائها في امر, وعند مواضع التيه والفتن ,كما ترك فيهم قرآن فيه كلام الله ودستور وهادي ونذير وبشر على الرغم من ان البعض لم يقف عند رغبة النبي (ص) حينها وعند اخر ايام حياته المباركة ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟سؤال عجيب وغريب ,ولااعلم ماستقول هذه الامة عند لقائها بنبيها يوم لارجعة ولاحياة ولاامهلوني لعل اعمل صالحا ,نعم فقد تركنا ماخلفت فينا يانبي الرحمة ورسول الهداية ,تركناه بكل معنى الكلمة ,فالعبرة ليست بتقليب اوراقه وتصفحها ,انما احيائه من خلال احياء قيمة واستحضار اهدافه والعمل باحكامة والسير على ذات الطريق الذي سار فيه الانبياء والمرسلين ممن ذكرهم القران الكريم وتحدث عنهم ليجعلهم عبرة لنا وتذكرة ,هجرناه قرانا كما هجرنا ال بيت رسول الله (عليهم السلام) ونصبنا لهم العداوة من خلال قتلهم مرة ومن خلال التخلي عن كل اخلاقياتهم ورسالاتهم وثوابتهم ورغم انهم في غنى عن نصرتنا لهم ولكنهم كانوا اصحاب رسالات فمن اتبعها فله ومن خالفها فعليه وزر ذلك ..
اليوم ونحن نتبادل التهانيء بمناسبة ذكرى واقعة الطف والبيعة المباركة لوصي النبي المرسل محمد بن عبد الله (عليهما السلام ) لابد لنا ان نسال انفسنا لماذا التهاني ؟ومن يجب عليه ان يتبادل بها ؟وهذه المناسبة المباركة تطلّ علينا والتي شكَّلت محطّةً بارزة في تاريخ ومسيرة الإسلام والمسلمين، وموقفاً من مواقف الحقّ والحقيقة النّاصعة الّتي تركت بصماتها جليّةً واضحةً على المستوى العام، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بتنصيب قائدٍ للأمّة تجتمع فيه كلّ المؤهّلات العلميّة والقياديّة، وأهميّة كلّ ذلك في حياة الأمّة ورسم مسارها ومصيرها، وإبعادها عن كلّ الانحرافات في الفكر والسّلوك.
ولقد نصَّب الرَّسول الكريم(ص) أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب(ع)، قائداً للأمّة، ووليّاً لأمورها، في الثّامن عشر من شهر ذي الحجّة العام 10 للهجرة، حيث أكمل إمام البريّة المسيرة الرّساليّة، وبيَّن حقائقها، وثبَّت دعائمها، وعمل بكلِّ صدق وإخلاص على ترسيخ مبدأ الوحدة الإسلاميّة قولاً وعملاً، فلم يكن الإمام(ع) إماماً لمذهب أو طائفة، بل كان إماما للإسلام كلّه، وعاش حياته كلّها واستشهد من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، والّتي لا تكون بشكلها الحيّ والفاعل إلا بوحدة المسلمين وتفاهمهم، والمشاركة في بناء مصيرهم..
ان استذكار هذه الواقعة لايمكن ان يكون استذكارا بعواطف جاهلة وعواطف ببغاواتية تردد القول من دون فهم ودراية خاصة ونحن اليوم والمسلمون في كل بقاع الارض يعيشون حالة من الوهن والتمزق والجهل والظلالة والاحتراب والموت والابتعاد عن جادة الحق .
وختاما اقول لنستذكر علي (ع) من خلال معرفتنا بعلي معرفة الواعي الدارك لمفاهيمه وسلوكه ,لنستذكر علي (ع) ونحن نرتكب المعاصي تلو المعاصي من خلال تخلينا عن فكرر علي وشجاعته وعدله ,فلنستحضر علي (ع) ونحن نظلم ونقتل ونسب ونشتم بعضنا لبعض فاستذكاره واستحضار قيمه ربما لو كان باخلاص لتمنكنا من الخروج من مستنقع الخيانة لانفسنا اولا ولهذا الوطن الجريح ,لنستحضر شجاعة علي (ع) حتى نتمكن من احياء ارادتنا التي غيبناها بسبب طمعنا وتكاسلنا من نصرة الحق ,لنستحضر علي (ع) بعودتنا لله والا لاقيمة لتبادل التهاني واستعراض عواطفنا المزيفة واجمل استحضار واقدس ذكر هو ان نكون امة واحدة وشعب واحد في محاربة الفساد وبناء وطن خالي من النفاق والخيانة والفاسدين ..
وكل غدير ونحن اقل صمتا امام الباطل ,واكثر وعي ,واكثر صدق في ولائنا لصاحب بيعة الغدير


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/09



كتابة تعليق لموضوع : ولنا في الغدير وقفة .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net