صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية ثانياً : الوطنية ثقافة 
عمار جبار الكعبي

الوطنية ليست شعار يتفاخر به من يفتقد اليه عادةً، الوطنية شعور يجذبك بأتجاه غير الاتجاه الذي تجذبك اليه مصالحك، ليتحول هذا الشعور الى سلوك يفيض بالعطاء من دون مقابل، المقابل هو الشعور بالعطاء لوطن يستحق العطاء، بغض النظر عن منصبك او مسؤوليتك، أكنت مسؤولاً ام مواطناً بسيطاً، انت ملزم بأن تؤدي حق هذا الوطن عليك، سواء اكانت الحكومة مقصرة معك او أعطت حقوقك، لان التزامك ليس اتجاه الحكومة وانما اتجاه وطنك، وبالتالي ليس هنالك من عذر للتقصير بحق الوطن، فالوطن لا يحمل وزر الحكومات لانه ان كان هنالك ضحايا فهو اول هذه الضحايا ! 

المرجعية الدينية وكعادتها في الاصلاح الاجتماعي الذي تطلبه، توجه صوب اعتماد المواطنة الصالحة كرابط يربط الفرد بمجتمعه ووطنه، لتستكمل في خطبتها التي ألقتها يوم الجمعة الموافق ٢٠١٧/٩/٨ ، المقومات التي طرحتها في الخطب السابقة للمواطنة الصالحة، لتؤكد على الحس الوطني والشعور بالمسؤولية من قبل كل مواطن، سواء كان مسؤولاً ام مواطناً بسيطاً، ليكون منطلقاً مهماً لأداء الاعمال وكرقيب ذاتي ينبع من داخل كل فرد عراقي، يجبره على اداء عمله على اكمل وجه ان غاب الرقيب المادي، وانطلاقاً من المسلمة القائلة ان الشعوب هي من أوجدت الحكومات وليس العكس، فان الاصلاح يبدأ من الأصل، لانه اذا صلح فقد صلح به غيره، وان اداء كل فرد لعمله بأمانة وحرص سيعتبر اصلاحاً بحد ذاته 

شرعت القوانين لتنظيم المجتمع، ولمنع الاعتداءات والتجاوزات على المواطنين والأموال العامة، وان رعاية الانظمة والقوانين وان كان فيها مشقة، فإنها تصب في مصلحة الجميع وعدم الالتزام بها يضر الجميع، وكثرة التجاوز على القوانين لا يعتبر دليلاً على عدم الحاجة لها، ولن ينتقص من وجودها، وايضاً لن يجعل من التجاوز عليها أمراً مقبولاً مجتمعياً، الالتزام بالقوانين ثقافة يجب ترسيخها وتجذيرها، لانها ثقافة منتجة ودليل حضاري وأخلاقي وشرعي، ودرجة أهميتها وصلت الى حد إصدار المرجع الأعلى فتاوى بتحريم عدم الالتزام بالقوانين، لانها وضعت لتدلنا لا لتكبلنا، ولنرتقي بها لا ان نتباها بتخلفنا الذي دليله عدم التزامنا بها !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/09



كتابة تعليق لموضوع : المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية ثانياً : الوطنية ثقافة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net