صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أنيس منصور ضد الثورة المصرية !
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السكوت علامة الرضا.
 
 هذا ما خص العروس، حين يسألها الناس: هل تقبلين بفلان؟ ثم تنطق بخجل ، وتقول: نعم قبلت.وعلى أية حال فلايزعل محبو الكاتب والاديب المصري الكبير أنيس منصور مما قد أقول عنه في هذه الفسحة ,وربما كان ختام القول ثناءا عليه وليس قدحا فيه.
 
 والسكوت عن الثورة، وعن عشرات الضحايا وعن خراب مصر، أمر محيرفي حال كاتب كبير كأنيس منصور يتباهى في أعمدته: إنه عاصر السادات ,وعاش معه، وربما رافقه في رحلاته الى الصعيد، أو الى الشاطئ!
 
فاتني القليل من أعمدة منصور لم أقرأه، لكن قرأت في الغالب الكثير. كتب عن حبه، وعن وجع الرأس، والأرق الذي قض مضجعه وحرمه حتى الغفوة البريئة, وعن رحلاته البعيدة, وأمه الحانية، ودراسته، وعلاقته بالسياسة. ولم ألحظ أنه كتب عن ثورة يناير، وعن الجياع وسكان المقابر، والعاطلين عن العمل، والمعتصمين في ميدان التحرير.
 
لكن الكاتب الكبير يجد من يبرر له سكوته عن كل تلك الأحداث التي هزت مصر, وربما أراد أن يكون مثلاً لكل المصريين في الحياد والإنعزال، غير إنه يعزل نفسه بذلك، فهو واحد من ثمانين مليون مواطن مصري، وحتى لو إنه لم يعان مثلهم ,ويتألم ويحرم من الوظيفة ومتع الحياة، لكن ذلك لا يتيح له فرصة تجاهل المعاناة، وهو كاتب وتقع عليه مسؤولية تنويرية في ظرف قاهر تعيشه البلاد يتوجب عليه فيه أن يرشد الناس ويجود بشيء من فكره وحكمته عله لن يؤثر في الجموع التي تتحرك في إتجاهات عدة وقد لا تهتدي الى الطريق في زحمة المشاكل والأمنيات، وفي زحمة الطرق.
 
هو يستشهد بما قاله الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر.. إنني أجلس خاشعاً حافي الرأس أمام سيدتي. وأنتظر ما تجود به علي. وقد تفضلت معبودتي فقالت، والذي قالته ليس كثيراً ولكني أكن لها عظيم الإحترام والإمتنان!. أما معبودته ومعبودتي، والكلام لأنيس منصور، فهي "الحقيقة"!.
 
ما هي حدود الحقيقة في كل الذي جرى في مصر، منذ إعلان الرئيس السابق محمد حسني مبارك تنحيه عن السلطة، والى اليوم؟ الحقيقة التي على منصور وسواه من كتاب ومثقفين أن يظهروا منها القليل للمصريين الخائفين والمرعوبين من الغد المحمل بآلاف المفاجآت؟
 
ما الذي حققته الثورة لقطاعات الشعب بعد كل هذه الشهور، ، وبعد كل هذه التظاهرات المليونية، وبعد كل الذي أعقب رحيل مبارك عن حكم البلاد والعباد؟
 
هل يريد الكاتب الكبير بسكوته الطويل أن يعبر عن رفضه للثورة التي أطاحت بنظام حكم تقليدي عاشت في ظله مصر منذ ثورة يوليو  1952 والى يناير 2011؟ وعاش هو في ظله كاتباً يرحل في الأنحاء منفصلاً عن أراذل الناس، قريباً الى رجالات الحكم، وأكثرهم قرباً "السادات"؟
 
لماذا لم يدخل منصور، هادياً، حكيماً، في بيت العائلة، أو مجموعة الحكماء، أو المستشارين وحتى الكتاب الذي يعبرون عن آراءهم بمقالات وأعمدة، وربما ظهروا على التلفاز؟
 
يسهب كتاب مصريون وعرب في بيان آرائهم صراحة متحدثين عن نجاح وفشل، وعن مستقبل زاهر ينتظر البلاد، وحتى عن غد مظلم ومخيف، وبعضهم يحذر من ثورة مضادة، وآخرون كتبوا منددين بما نتج عن الثورة، ومطالباً بالسماح لرجالات الحكم السابق المشاركة في الإنتخابات القادمة. لكن منصور ما زال ساكتاً، المؤكد أن الكاتب الكبير لديه رأي ما، وربما هو ساكت لأنه حزين وهو يرى مصر تخربش وجهها الجميل.
 
hadeejalu@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/16



كتابة تعليق لموضوع : أنيس منصور ضد الثورة المصرية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net