صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

اللقاء والحوار دعامة السلم الإجتماعي
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حينما تتعقد الحلول،  وتختلف الرؤى ، وتتقاطع الآراء بين أبناء المجتمع الواحد كما هي طبيعة كل  مجتمع آخر، فإن التلاقي والتواصل بين هذه الفئات المختلفة والمتقاطعة فكرياً وسياسياً هو الحل الأمثل على طريق تعايشها ، وحفظ كيانها الأجتماعي والسياسي ..
وكلنا شاهد حرارة ذلك اللقاء الأخوي  الذي أفرح كل عراقي شريف بين سماحة السيد مقتدى الصدر والدكتور أياد علاوي في دمشق قبل أيام ، وكيف أن اللقاء كان بحسابات الماضي أمراً صعباً إن لم نقل مستحيلاً بسبب موقف الدكتورأياد علاوي من معالجة أزمة النجف 2004والتي كان التيار الصدري الطرف المقابل فيها ، وقبل ذلك بأيام أيضاً كان اللقاء الأخوي بين رئيس الوزراء نوري المالكي والدكتور أياد علاوي ، وبين السيد عمار الحكيم وبين  البرزاني وغيرها من اللقائات المهمة على الصعيد الوطني ومن أجل تأسيس موطيء قدم في أرضية التفاهمات المصيرية ..
فالتواصل يحقق ألفة النفوس ، ويربط وشائج العواطف ،ويصنع لغة العلاقة الأنسانية ،المنبثقة من حالة فطرية  تجذب  الأنسان إلى أخيه الأنسان ، وهذه الألفة والعلاقة  العاطفية  التي ينتجها التواصل تعطل أي مفعول سلبي لجهة الأختلاف  والتنوع وتبقيه ضمن حدود  الطبيعة المقبولة ..
أما إذا إنعدم  التواصل بين فئةٍ وأخرى ، وحتى بين شخص وآخر ، فإن  الجفاء النفسي ، والجفاق العاطفي يصبح أرضية خصبة لنمو بذور التنافر والكراهية ،لذلك أعتبر الحديث النبوي الشريف أن الألفة مع الآخرين مقياس  لخيرية الأنسان ،فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (خياركم أحسنكم أخلاقاً ، الذين يألِفون ويألَفون )..والتلاقي بين الأطراف المختلفة يوفر فرصة الأنفتاح الفكري بينهما ، حيث يتعرف كل طرف على حقيقة وواقع الطرف الآخر،فيتحاور معه حتى يكتشفان مساحات الأتفاق ، ويحددان مناطق الأختلاف ، مما يهيء الأجواء المناسبة للوصول إلى صيغة تفاهم وتعامل ، من أجل خدمة المصالح المشتركة وإقرار السلم الأجتماعي ، وعلى العكس من ذلك ، حينما تسود حالة القطيعة والتباعد بين الأطراف المختلفة تكون صورة كل طرف غير واضحة ودقيقة أمام الطرف الآخر ،حيث تشوهها الظنون السوء ، وخطأ المعلومات الواردة والمنقولات المغرضة ،ويجد أعداء المجتمع في ذلك فرصتهم لتعبئة كل جهة ضد الأخرى ، ولتأسيس مشاريع الفتنة والنزاع والأحتراب ..
أن مخططات الأعداء لتمزيق هذا الوطن وتفريقه لاتأتي من فراغ ، ولاتبدأ من الصفر ، وإنما تبحث عن الثغرات والمنافذ وتعمل على توسيع رقعتها ، وتفعيل آثارها لإشعال نار الفتنة والأنقسام ، ولكن تواصل قيادات المجتمع وفئاته وتلاقيها يجعل  مهمة الأعداء في التفرقة صعبة وعسيرة بينما تكون سهلة ميسرة في حال القطيعة والتباعد .
وإذا كان اللقاء والتواصل بين أطراف المجتمع هاماً وضرورياً في كل وقت، فإنه حين تشتد الأخطار، وتزداد التحديات ،يصبح أكثر ضرورة من أي وقت آخر ، ومن هنا تأتي أهمية المبادرات الرائعة التي قام بها قادة الكتل السياسيةبإنفسهم وذلك  لتكثيف الجهد الوطني الحقيقي من خلال الحوار المباشر مع جميع الأطراف دون إستثناء والتي يأمل أبناء العراق  من خلالها أن تتمخض عن نتائج طيبة  عسى أن تضع البلاد على طريق الأمن السلام إنشاء الله ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/17



كتابة تعليق لموضوع : اللقاء والحوار دعامة السلم الإجتماعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : myuvnjue ، في 2012/05/29 .

*****






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net