صفحة الكاتب : سلمان عبد الاعلى

لماذا لم نرد على الحذيفي؟!
سلمان عبد الاعلى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  أديت صلاتي الظهر والعصر يوم الجمعة الماضي في جامع الإمام الحسين (ع) في المبرز، واستمعت لخطبة الجمعة التي ألقاها السيد ناصر الياسين بدلاً من السيد محمد رضا السلمان (أبوعدنان) الذي لم يكن متواجداً آنذاك، وتناول السيد الياسين في كلمته خطبة الشيخ الحذيفي -إمام جمعة الحرم المدني الشريف- التي أساء فيها للشيعة بعد أحداث العوامية، واستغربت كثيراً من الطريقة التي تكلم بها السيد عندما تحدث مستنكراً على بعض الكُتاب (الذين ينقدون رجال الدين بكتاباتهم في حين أنهم لم يردوا على الحذيفي كما يقول)، إذ تساءل قائلاً ما مضمونه: "أين الكتاب؟! أين المواقع؟ أين عبدالقدوس.. عبد الأعلى؟!... أين الذين يكتبون؟!" في إشارة منه إلى أنه/أنهم لم يردوا على الحذيفي ولم يدافعوا عن مذهبهم وإمامهم، حيث أن الحذيفي قد استهزأ بعقيدتنا في الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
 
          وباعتباري المعني بهذا الكلام، أو لأقل أنني أحد المعنيين به، أحببت أن أرد على هذا السؤال: لماذا لم نرد على الحذيفي؟! مع التعليق على كلام السيد الياسين وفقه الله تعالى، وذلك في النقاط التالية:
 
أولاً: ماذا قال الحذيفي حتى نرد عليه؟! بمعنى ما هي الأفكار التي قالها الحذيفي في خطبته، والتي تحتاج إلى رد حتى نرد عليه بأفكار أخرى مقابلة لها؟! فأنا بصراحة لم أجد في المقطع الذي استمعت له من الخطبة إلا التهريج بالاتهام والتحريض تارة وبالاستهزاء والاستخفاف تارة أخرى، مما يجعلك في حيرة إذا ما أردت الرد عليه، خصوصاً إذا لم تكن تريد أن ترد عليه بالمثل.  
 
ثانياً: إن من عادتي في كتابة المقالات أن لا أتناول موضوعاً دون أن يكون لي إضافةً أو تأثيراً -ولو بسيطاً- فيه (لمسة خاصة بي)، وبما أن هذا الموضوع يخص الطائفة بأكملها فقد رد وعلق عليه الكثير من المشائخ والكتاب المنتسبين للطائفة، وإنني أجد أن ما قاله هؤلاء فيه الكفاية ويفي بالغرض، ولهذا رأيت أنني لن أضيف شيئاً على ما قالوه، إذ سيكون ما سأقوله عندها مجرد تكراراً لأفكارهم أو لبعضها دون أي إضافة فعلية.
 
ثالثاً: مع كوني أنقد رجال الدين في مقالاتي إلا أنني لم أرد على كلام وتهريجات السيد مجتبى الشيرازي والشيخ ياسر الحبيب، فلماذا لم يستنكر علي في حينها؟ ! أم أن الموضوع يختلف إذا كانت الإساءات موجهة للغير، والسبب في عدم ردي عليهما هو نفسه أيضاً، وهو أنني أرى بأن كلامهما لا يوجد به فكر يستحق المناقشة حتى نرد عليه بفكر مقابل.
 
رابعاً: إن السيد وفقه الله هو نفسه لم يستطع أن يرد على الحذيفي، وإنما كان كلامه عبارة عن تعليق عام واستنكار على ما قاله وتبيان لعاطفته ومشاعره، حيث أنه بين استعداده للدفاع عن المذهب والعقيدة مهما كلفه الأمر، أما الرد على ما قاله الحذيفي فإنه لم يكن رداً فعلياً، ولا ملامة عليه في ذلك، لأنه أساساً ماذا قال الحذيفي حتى يرد عليه كما قلنا في النقطة الأولى.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نقول: إن الرد على الحذيفي يفترض أن يكون من خلال وسائل إعلامية توصل هذا الرد للمعنيين به لا من خلال خطبة جمعة محصورة في جماعة معينة لا يتم تغطيتها إعلامياً بشكل واسع.
 
خامساً: كلام السيد يوحي بأنه غير راضٍ على المقالات التي تكتب في نقد رجال الدين، ومنها مقالاتي، ولهذا أتساءل: هل كان كلامي في مقالاتي السابقة (والتي تناولت فيها النقد لبعض رجال الدين) خاطئاً حتى أقابل بهذه الكيفية؟ فإذا كان كلامي خاطئاً فأنا أشجع السيد حفظه الله وغيره من العلماء والكتاب والمفكرين والمشائخ أن يردوا على ما قلته وما أقوله وما سأقوله، وعليهم أن ينشروا آرائهم حولها علناً في الوسائل الإعلامية المتاحة، وأنا على استعداد تام للتخلي عن أي فكر أو رأي يثبت خطئي أو اشتباهي فيه، بل أنا على استعداد أن أعلن بصراحة عن هذا الخطأ أو الاشتباه في حال ثبوته.
 
سادساً: لماذا لم يوجه السيد خطابه هذا لرجال الدين الذي يثيرون ويحرضون الناس ضد رجال الدين الآخرين بحجة محاربتهم للمنحرفين وللضالين المضلين؟! أليس هؤلاء يدعون محاربتهم للانحراف والضلال والدفاع عن المذهب والعقيدة؟ ألم يحاربوا بعض العلماء بحجة تشكيكهم لهذه الحادثة أو لتلك الواقعة؟ ألم يحاربوا أحد المشائخ في المنطقة لأنه ينكر هذا الحديث أو تلك الرواية كما يقولون؟! فلماذا إذاً لم يطالبهم السيد بالرد على الحذيفي مع أنه يعرفهم ويعرف مواقفهم هذه جيداً؟!!
 
سابعاً: لقد تحدث في عدة مقالات سابقة عن مواضيع ذات صلة بهذا الموضوع لعل السيد وفقه الله لم يلتفت إليها، نذكر منها على سبيل المثال المقالات التالية: (مصانع الطائفية، ليبراليون بلا ليبرالية، المشروع الإيراني في المنطقة!، عاشوراء وجامعة الملك سعود، حديث في الفتن المذهبية) فيمكن للسيد الرجوع إليها وقراءتها.
 
ثامناً: سوف أعتبر كلمة السيد الياسين دعوة لي للكتابة حول هذا الموضوع، وسألبي هذه الدعوة في مقال قادم في أقرب فرصة ممكنة، وكما استجبت لدعوته أتمنى منه شخصياً أن يستجيب لدعوتي له للتطرق لرجال الدين الذي يهاجمون بعض المراجع والعلماء والمشائخ ويتطاولون عليهم ويتهمونهم في دينهم ويشككون في صدق نواياهم وفي صحة معتقداتهم، وذلك فقط لكونهم لا يتفقون معهم في بعض آرائهم ومواقفهم، وبالخصوص بعض رجال الدين المتواجدين في المنطقة.. فأنا أدعو السيد أن يطرح هذا الموضوع على منبر الجمعة كما طرح غيره من المواضيع، وأنتظر منه أن يلبي هذه الدعوة في القريب العاجل.
 
وتقبلوا تحياتي 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلمان عبد الاعلى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/17



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم نرد على الحذيفي؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net