صفحة الكاتب : باسم العجري

البرزاني حلمه سيقتله
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما بدأت الحكومة ترتب أوراقها، بعد تحرير الموصل، ومن ثم تلعفر، كانت سياسة العبادي الناعمة، تتعامل مع الاقليم تعامل دستوري بحت، ونجح بعقد اتفاق، والذي كان مهندسه عبد المهدي الوزير السابق للنفط، فأصبح ملزما بتسليم ما يصدره من النفط، سواء من الاقليم او من كركوك، فألاموال ترجع الى خزينة الحكومة المركزية، وبهذا السند القانوني، يعتبر مكسب الحكومة للمركزية، لان الاقليم كان يصدر النفط، دون أن يسدد للدولة أي مبلغ، ولا يوزع رواتب موظفي ألاقليم.
ورقة الرواتب لعب عليها البرزاني، وبدأ يتهم الحكومة، بأنها تحارب الموطن الكرودي في رزقه، وبدأ يسوق، بأن سياسة بغداد، تهمش الاخرين، ولا تحترم حفظ التوازانات وماشابه ذلك من حجج، علما ان مستحقاتهم وامتيازاتهم التي حصلوا عليها بعد (2003)، اكبر من حجمهم الحقيقي، وهذا بفضل قادة الشيعة، الذين كانوا ينظرون لهم، بأنهم شركائهم بالمظلومية، ومن باب التعويض المالي والمعنوي، تنازلوا عن بعض حقوقهم.
ضربت حكومة الاقليم الاتفاق، عرض الحائط، وبدأت تصدر النفط حتى الى تل أبيب، وهذا الامر منافي لتوجهات النظام السياسي في العراق، خاصة وأن هناك علاقة لرئيس الاقليم مع الكيان الصهيوني، وهذا ما جعل نيتينياهو يصرح علنا، بانه يدعم الاستفتاء، و مع أقامة دولة كوردية مستقلة، والامر لم يقف هنا، بل هناك دعم خليجي بهذا الاتجاه، لأضعاف العراق وتمزيقه، وخلق نوع من الفوضى، تجر البلاد الى حرب أهلية، على المناطق المتنازع عليها، بين المذاهب والطوائف والقوميات.
لكن ما يبعث الاطمئنان؛ هو السياسة الناعمة المتبعة، من رئيس الحكومة المركزية، جعله يكسب الدعم الدولي، والاقليمي، وحتى المحلي، فأن القيادات من باقي القوميات، والمذاهب، وقفت مع الموقف الحكومي، وأن كان يبدو ضعيفا، لكن الدوافع، جعلت من الحكومة تنظر للجميع، بما فيهم الكورد، بأنهم ابناء هذا الوطن ولايمكن التخلي من أي جزء منه، وهذا الموقف هو العقلانية بعينها، والتعامل بهذا النفس هو الذي يؤوسس لبناء دولة.
الكورد لاخيار لهم؛ الا التراجع عن قرار الاستفتاء، والا سيواجهون حرب لا هوادة فيها قد تخسرهم، حتي اراضي الاقليم، ويكونون لقمة سائغة للدول الاقليمة، والاجندات الدولية، تلعب دورا كبيرا بذلك، وتصبح كردستان ساحة للصراع، الدولي والاقليمي.
في الختام؛ البرزاني؛ حلمه سيقتله، سياسيا، وأجتماعيا، في حالة اصراره، على الاستفتاء، أو التخلي عنه، في كلا الحالتين سيخسر الشعب الكوردي، كثير من امتيازاته، ولم يحصل عليها مجددا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/20



كتابة تعليق لموضوع : البرزاني حلمه سيقتله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net