صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

لعنة الخوف
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أعوام مضت ، قالت لي : لماذا لايعلو الانسان هنا الا على حبل المشنقة ؟..قلت لها : هذا زمان التوجس والموت في الطرقات الحزينة ، والدم في الارصفة ...قالت لي : ولماذا لايعلو رأس الانسان الآن الا على منابر ادعاء الوطنية ..قلت لها : جهود الآخرين كأبنائهم ، تحمل ملامحهم لتفضح الادعياء منهم ...بعد سنوات :قالت لي : الحكم الديمقراطي لايلائم البشر لكماله ، ولو كان يوجد شعب مؤلف من الآلهة فقط ، لأختار هذا الحكم ...قلت لها : من الأفضل لنا ان نكون متناقضين على أن نكون متعصبين او منقادين ...بعدها ، بدا عليها الاسى وهي تقول : لابد أن تتذكر الشعوب جميعا انها تستطيع امتلاك الحرية لكنها لاتستطيع بعثها ..قلت لها : لقد وضع المجتمع في راس كل منا شرطيا وعلمنا ان نتجسس على أنفسنا ..وصار انتهاك القوانين وخرقها هو السبيل الى التحرر ومعرفة انفسنا ..قالت لي بحرقة : لم يعد هناك شيء غير قانوني نظرا الى انه لم يعد هناك أي قانون ..خشينا أن يقودنا حوارنا العبثي هذا الى الاختلاف وقد صممنا على السير سوية ، فاخترنا الصمت ...!

اتساءل ..هل تراها ثقافة الخوف المزروعة فينا هي التي تمنعنا من مواجهة الآخر بأخطائه ابتداءا من الأهل ثم الاقرباء والجيران والمدرسين في المدرسة ورؤساء العمل والزملاء فيه ؟الم نحتاج الى ان يعلمنا أهلنا كيف نحترم ذواتنا وندافع عنها بالمنطق والحق ثم بالقانون ..لقد اعتدنا ان نرى أهلنا في الغالب يقبلون بالظلم ويبحثون للظالم عن أعذار أو يبتعدون عنه في أحسن الأحوال متكئين على امثال وتقاليد تهدر لنا حقوقنا وتخفي ضعفهم من امثال ( ابعد عن الشر وغنيله) ..والأمر الآخر الذي أعتقد بوجوده هو جهلنا لحقوقنا التي يضمنها لنا القانون ...الهذا السبب نفضل الصمت على المواجهة ومحاولة اقناع المقابل ..ألا يمكن ان يفكر المقابل أيضا بنفس الامر وهكذا يمكننا ان نجد طريقا مشتركا لنسير فيه وخطابا وسطيا لنقتفي آثاره ...

يقول وليم شكسبير "ان الخوف من الكارثة غالبا مايكون أشد ايلاما من العلم بوقوعها " ونحن قد علمنا بما سيحدث ونما فينا خوف يتطاول مع الأمل ..هل يمكن تصور ذلك ..كان في داخل كل منا أمل بسقوط لعنة الظلم عنا ولم يقل عنه الخوف من دخول غريب الى أرضنا ...الى ذواتنا ..عشنا تلك المعادلة الغريبة وتصورنا اننا انتصرنا عليها حين قاومنا الخوف وتواصلنا مع الحياة ، لكن مايحدث وماسيحدث على الدوام اننا سنظل نواجه الخوف بأشكال متعددة ...فبعد الخوف من القتل والفقر وانتحار الاحلام ، صار علينا ان نخشى من فقدان الوطن لأعضائه ، عضوا ، عضوا ..صرنا نخشى ان يتحول الى أشلاء ..والمصيبة اننا سنعجز عن اقناع الاخرين بلملمة اشلائه ونفخ الحياة في روحه ..سنعجز ..وسنختار الصمت أيضا ...لالنسير سوية كما قررت وزميلتي سابقا ، بل لنتجنب تنفيذ حكم الاعدام لبعضنا البعض ..بأيدينا !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/04



كتابة تعليق لموضوع : لعنة الخوف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net