صفحة الكاتب : نزار حيدر

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الرَّابِعَةُ (١٣)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لو أَنَّ النَّماذج التَّالية كانت حاضرةً في كربلاءَ في يَوْمِ عاشُوراء لخذلتِ الحُسين السِّبط (ع)؛
   النُّموذج الأَوَّل؛ همُ الذين يردِّدُون دائماً عبارة [مَيفيد] أَي [لا ينفع] تارةً بذريعةِ إِتِّساع المشكلة أَو الخطأ أُو الظُّلم وأُخرى بذريعةِ قوَّةِ السُّلطة التي تحوَّلت إِلى أَمرٍ واقعٍ وثالثةً بذريعةِ قلَّةِ الأَنصار ورابعةً بذريعةِ لا أُباليَّة النّاسِ وإِستسلامهُم للحاكمِ الظَّالم وأَنَّ المُجتمعَ يستحقُّ أَكثر من هذا! فلِماذا التَّصدِّي للتَّغيير مثلاً أَو للاصلاحِ؟!.
   لقد أَحاطت كلَّ هذهِ الأَعذارِ بالحُسينِ السِّبط (ع) عندما قرَّر رفض البَيعة للطَّاغية يزيد والخروجُ عليهِ! وهو بذلكَ يكونُ قد رمى بنفسهِ في التَّهلُكة! حسب تفسير ورأي هذا النُّموذج من النَّاسِ!.
   فمِن جانبٍ إِتَّسع الانحرافُ والظُّلم ليشمل كلَّ مناحي الحياة، السِّياسيةِ منها والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة وغير ذلك لدرجةٍ أَنَّ طاغيةً أَرعن مثل يزيد يصفهُ الحُسين السِّبط (ع) بقولهِ {ويزيدُ فاسقٌ فاجرٌ شاربُ الخمر قاتل النَّفس المُحترمة مُعلِنُ بالفِسقِ والفُجور} يكونُ هو خليفة رسول الله (ص) على الأُمَّة!.
  فلكَ أَن تتخيَّل خليفةٌ يصفهُ [صاحب الأَغاني] قائِلاً [كان يزيدُ بن معاوية أَوَّل من سنَّ الملاهي في الإسلام من الخُلفاء وآوى المغنِّين وأَظهر الفتْك وشربِ الخَمر، وكانَ يُنادمُ عليها [سرجُون النَّصراني] مولاهُ [والأَخطل (الشَّاعر النَّصراني)]! وكان يأتيهِ مِن المغنِّينَ سائبٌ خاثرٌ فيقيمُ عندهُ فيخلعَ عليهِ]!.
   ويُضيفُ [كانَ يزيدُ بن مُعاوية أَوَّل مَن أَظهر شِرب الشَّراب والاستهتار بالغناءِ والصَّيد واتِّخاذ القِيان والغِلمان والتفكُّه بما يضحكُ مِنْهُ المُترَفون مِن القُرود والمُعافَرة بالكِلابِ والدِّيَكة]!.
   وكذلكَ ما ذكرهُ المسعودي في مروجهِ قائِلاً [وغلبَ على أَصحابِ يزيد وعُمَّالهِ ما كان يفعلهُ من الفُسوق، وفي أَيَّامهِ ظهرَ الغِناءُ بمكَّةَ والمَدينة، واستُعمِلتِ المَلاهي وأَظهرَ النَّاسُ شِربَ الشَّرابِ].
   ولشدَّة فضائحِهِ وتهتُّكهِ وردَ فِي تاريخِ اليعقوبي [لمَّا أَراد مُعاوية أَن يأخُذَ البيعة ليزيدٍ مِن النَّاس، طلبَ من زيادٍ (بن أَبيهِ) أَن يأخذَ بيعةَ المُسلمينَ في البصرةِ، وكانَ الوالي عليها آنئذٍ، فكانَ جوابَ زيادٍ لَهُ: ما يقولُ النَّاسَ إِذا دعَوناهُم إِلى بَيعةِ يَزيدٍ، وهوَ يلعبُ بالكلابِ والقُرودِ ويلبسُ المصبَّغاتِ ويُدمِنُ الشَّراب، ويمشى على الدُّفوف وبحضرتهِم الحُسين بن عليٍّ وعبد الله بن عبَّاس وعبد الله بن الزُّبير وعبد الله بن عُمر، ولكن تأمرهُ يتخلَّق بأَخلاقِ هؤلاء حولاً أَو حولَين فعسينا أَن نموِّهَ على النَّاسِ]!.
   أَمَّا على المستوى العام فكانَ الانحرافُ والفسادُ كما وصفهُ الحُسين السِّبط (ع) بقولهِ {إِنَّ هذه الدُّنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأَدبرَ معروفُها فلم يبقَ منها إِلَّا صَبابةٍ كصَبابةِ الإِناء وخسيسِ عَيشٍ كالمرعى الوَبيل! أَلا تَرَون إِلى الحقِّ لا يُعملَ بهِ وَإِلَى الباطلِ لا يُتناهى عنهُ}.
   فهل كان على الحُسينِ السِّبط (ع) أَن يتعذَّر كهؤلاءِ فيطرحَ المسؤوليَّة من على كاهلهِ بذريعةِ إِتِّساعِ الخرقِ على الرَّاقعِ؟! ولو أَرادَ ذلك لكانَ أَولى كلَّ النَّاسِ بها! إِذ يكفيهِ أَنَّهُ سِبْطُ رَسُولِ الله (ص) وأَنَّهُ سيِّدُ شبابِ أَهلِ الجنَّةِ وأَنّهُ إِمامٌ قامَ أَو قعدَ وأَنَّهُ مِن رَسُولِ الله (ص) ورسولُ اللهِ (ص) مِنْهُ وأَنَّهُ رَيحانتهُ من الدُّنيا! وأَنَّهُ من أَهلِ البَيت الذين أَذهبَ الله عنهمُ الرِّجسَ وطهَّرهُم تطهيراً! فما عساهُ أَن يُضيفَ على كلِّ ذلكَ إِذا تصدَّى للتَّغيير وتحمَّل مسؤوليَّة الاصلاح؟! ولكنَّهُ لم يكتفِ بكلِّ ذَلِكَ فآثرَ أَن يتصدَّى للواجبِ الشَّرعي والتَّاريخي والأَخلاقي عندما أَضافَ (ع في قولهِ الواردِ الذِّكر {لِيرغبَ المُؤمنُ في لِقاءِ اللهِ مُحِقّاً! فإِنِّي لا أَرى الموتُ إِلَّا سعادةً ولا الْحَيَاةُ مَعَ الظَّالِمينَ إِلَّا بَرَماً}.
   ٢ تشرين الاوّل ٢٠١٧
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/07



كتابة تعليق لموضوع : عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الرَّابِعَةُ (١٣)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net