صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

فجر النهضة ..ح5 : أول الغيث قطرة
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اشتعلت نار الفتنة ، وغار نهر الفرات خجلا ، وصاح المنادي ها هو الحسين بالعراء مضرجاً..
دماء الحسين تسقي الفرات في كل يوم مسكاً ملكوتياَ ، فقطراته ثوارةٌ تصرخ بوجه كل ارهاب اعمى غافلاً عن واقع الانسانية قادته عقول بني أمية المظلمة ، فأزهقت أعظم النفوس ، وسَبَتْ أشرف النساء ..
لكن هيهات وهيهات ، فقد غُلت ايدي سابيهن فانتهوا غارقين بدماء رجال كربلاء ، حتى أُسقط ما بأيديهم ، وماتتْ حجتهم وانتهت بدعتهم ، مفضوحين مكشوفين لكل من شهد تلك الايام ، ولازالت فضَائِحُ ذلتهم تتبعهم كل زمان فيه أمية تذكر ، فحطام جهنم محال ان يكون لؤلؤ من لألئ الفردوس الاعلى ..
صعد الغاصب منبر الرسالة متحججاً بأكاذيب صيغت من خياله الغاشم ، ليصيح بين الناس مستبشراً متفائلاً بنصره المقتول : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته ..
كانت لحظة هطول اول الغيث ، وتحول القطرة الى ثورة ، لينهض الصمت فيملئُ العقول فكراً ، ويزلزل اركان النفاق الامي ، فحال بين ابن مرجانة وبين أكاذيبه التي لا طائل اليوم منها ، ولا نفع ولا ضر ، كأصنام آباءه يوم الفتح حين هدم كل أثرٍ لها وغارت ارضا ، فجاءت ابن زياد صفعة اسقطت ما بين يديه من تلميذٍ من تلامذة عليا ، ضج المجلس بسماعها : يا ابن زياد، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن ولاك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟!
هنا كانت الثانية الاولى من الانتصار لتعلن (لا) الحسين نصرها الازلي ، وتعلن كلمة الحق صدارتها بين كلمات الدنيا ، حيث ابن زياد الذي لا يعلم ما يفعل سوى الخراب والقتل والاعتداء والتهميش ، فهن مصادر الاستبداد الضعيف الذي ليس له قوة ..
إن موقف عفيف الازدي لهو من اعظم المواقف التي ترأسته الشيعة بعد مقتل ابي عبدالله الحسين ، فكلمة الازدي كانت درساً من دروس الضمائر الحية التي تنبض في جسد الثوار حقيقة ووعي تحيل بينهم وبين الاندثار والنسيان في كل الازمان والدهور .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/28



كتابة تعليق لموضوع : فجر النهضة ..ح5 : أول الغيث قطرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net