صفحة الكاتب : صالح ابراهيم الرفيعي

نصائح الرئيس نلسون مانديلا منهاج للثوار
صالح ابراهيم الرفيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ثائر من جنوب افريقيا غيبته السجون طويلا من اجل الحصول على استقلال بلده وحرية شعبه وبعد ان استقلت جمهورية جنوب افريقيا واختير مانديلا قائدا ورئيسا للبلاد بكفاءة ووطنية عالية تصرف الحكيم والقيادي البارع لاحتواء جميع أفراد شعبه سواء كانوا من منافقي العهد البائد او من الرجال المحيطين بالثورة الفتية فكان حكيما وسياسيا صبورا مدبرا مع إخوانه لقيادة دفة الحكم. ونتيجة للنجاح الباهر الذي تحقق من جراء قيادته البارعة الصبورة . اراد ان يعكس هذه التجربة وهذا النجاح لجميع ثوار العالم وبالأخص الثوار العرب لقيادة ثوراتهم ونجاحها الى النهاية دون تعثر وفشل .
فمن اقواله النموذجية انه كان يحلم ان يرى بلاده خالية من الظلم والقهر والاستبداد وقال كنت افكر كيف سنتعامل مع ارث الظلم لنقيم مكانه عدلا؟ فان إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم , فالهدم فعل سلبي والبناء فعل ايجابي.
ان تفاصيل الجدل السياسي بين اغلب الثوار العرب مهدر في السب والشتم والتناظر الإعلامي السلبي وخاصة ضد النظام المخلوع وكأن الثورة ونجاحها لايكتمل الا بالتفشي والإقصاء والتهميش . وان الاتجاه العام لدى الثوار العرب هو استثناء وتحييد من كانت له صلة قريبة او بعيده بالأنظمة السابقة . وإنني أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم لمرارة ظلمهم السابق عليكم . الا إنني أرى ان استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب لنجاح ثورتكم المتاعب الخطيرة . لان مؤيدي النظام السابق كانوا يسيطرون على المال العام وعلى مفاصل الاقتصاد والامن والدولة وعلاقات البلد مع الخارج . فاستهدافهم قد يدفعهم الى ان يكون إجهاض الثورة اهم هدف من أهدافهم الخبيثة في المرحلة الجديدة التي تتميز وبصراحة عادة بالهشاشة الأمنية وغياب التوازن . انتم ايها الثوار في غنى عن ذلك . أحبتي ان أنصار النظام السابق ممسكون بمعظم المؤسسات الاقتصادية التي قد يشكل استهدافها او تحييدها الى كارثة اقتصادية او عدم توازن انتم في غنى عنه. عليكم الان ان تتذكروا ان إتباع النظام السابق في النهاية هم مواطنون ينتمون لهذا البلد وهم تحت ظلكم اليوم فاحتوائهم ومسامحتهم هي اكبر هدية للاخوة في البلاد في هذه المرحلة الجديدة بالذات . ثم انه من غير الممكن جمعهم جميعا ورميهم في البحر او تحييدهم نهائيا . وانا اعلم ما يزعجكم هو رؤية نفس الوجوه المنافقة هي اليوم تمجد الثورة . لكن الأسلم ان لا تواجهوهم بالتبكيت بل شجعوهم على ذلك حتى تحيدوهم وثقوا ان المجتمع في النهاية لن ينتخب الا من ساهم في ميلاد حريته اذكر جيدا إنني عندما خرجت من السجن كان اكبر تحد واجهني هو ان قطاعا واسعا من السود كان يريدون ان يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق.
لكنني وقفت دون ذلك وبرهنت الأيام ان هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب أفريقيا أما الى الحرب الأهلية ا والى الديكتاتورية من جديد.
لذلك شكلت لجنة الحقيقة والمصالحة, التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الاخر .
انها سياسية مرة لكنها ناجعة . لذلك ارى إنكم بهذه الطريقة وانتم ادرى في النهاية سترسلون رسائل اطمئنان الى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات الاخرى الا خوف على مستقبلهم في ظل الديمقراطية والثورة الجديدة.
وهذا حتما قد يجعل الكثير يميلون الى التغيير ونبذ الأفكار الماضية . كما قد تحجمون خوف وهلع الديكتاتوريات من طبيعة وحجم ما ينتظرها .
تخيلوا إننا في جنوب أفريقيا ركزنا – كما تمنى الكثيرون – على السخرية من البيض وتبكيتهم واستثنائهم وتقليم أظافرهم؟
لكنه لو حصل ذلك لما كانت قصة جنوب افريقيا واحدة من اروع القصص في النجاح والتآخي الانساني اليوم . اتمنى ان تستحضروا قوله نبيكم الكريم (( اذهبوا فانتم الطلقاء))  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح ابراهيم الرفيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/30



كتابة تعليق لموضوع : نصائح الرئيس نلسون مانديلا منهاج للثوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net