صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

كراسي باردة
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ونحن ننتظر اعتلاء وجوه جديدة مقاعد السلطة في العام المقبل ، يراود أغلبنا سؤال مشروع ولا ريب هو كيف نجعل القادمين أكثر نزاهة؟.. كيف يمكن ان نضمن القضاء على الإرهاب والفساد الإداري وكيف نعيد أموالنا المسروقة؟

يعتقد الناس العاديون أن الأمور في دول تعاني لن تنصلح إلا باصلاح الرؤوس في تلك الدول، وان على المواطن العادي ان يوقع على ميثاق الاستقامة ليحذو أصحاب المقام الرفيع في الدولة حذوه ويصبح الخداع لعبة مكشوفة لكلا الطرفين فلا يخدع المواطن حكومته ولا تخدع الحكومة مواطنيها... لكن اولئك الذين يهجرون الحياة الساخنة ويختارون الكراسي الباردة ويعانون ويقاتلون في سبيل الحصول على السلطة يعيشون عذاباً أكبر في محاولة الحفاظ عليها، فالتخلي عنها كارثة بالنسبة لهم، وقد يسلكون أي سبيل للبقاء في السلطة.. وفي تلك الرحلة التي يقطعها الإنسان منذ ولادته عارياً وحتى مماته عارياً، أيضاً، يعيش لحظات مدمجة بالعناء والشقاء ليبلغ القمة محاولاً التستر باشكال وألوان واحجام مختلفة من ورقة التوت يضع بعضها على عينيه وأخرى على فمه وثالثة على قلبه لكن عقله يظل متفتحاً ولا تدور في فلكه إلا فكرة واحدة هي الوصول إلى السلطة والبقاء فيها.. خلال تلك الرحلة يحمل الإنسان ألوية مختلفة ويطلق شعارات يطرق بها القلوب قبل الآذان ويتخذ اهدافاً يعد بتحقيقها وقد ينساها بمجرد اعتلائه الكرسي وقد يدعس الكثيرين بقدمه ليبلغ القمة..
وبعض اولئك الحالمين بالسلطة يعملون في سبيل هدف نزيه وفي النهاية يكتشفون ان هناك من يعمل في اتجاه معاكس محاولاً تدمير كل ما يفعلونه وقد يعيشون لحظة انهيار كل شيء نزيه أو ينفضون عنهم أفكارهم النظيفة ويضعون أيديهم في أيدي اعدائهم وفي أحسن الأحوال يموتون من أجل مبادئهم فيظهر غيرهم ثم يختفون ويبقى الكرسي سيداً والوصول إليه يستحق العناء ولكن، هل فكر كل اولئك بأنهم ولدوا ليموتوا وان عليهم ان ينتبهوا إلى معاناة الناس وهم في طريقهم إلى عريهم الأخير..!؟
المواطن الآن بحاجة إلى ضمير السلطة وليس السلطة وحدها فالضمير وحده ليس بديلا ان سرق أو غاب أو ضاع أو اصابه الصدأ ومن دون ضمير تصاب الفضائل بالامراض نتيجة لفقد جهاز المناعة والقيم ولا نصبح بشراً أو نرتقي لمرتبة الإنسانية وقد تتحول حياتنا إلى مقابر للكلمات النزيهة، ووقتها، ما عسى ان تجدي (الكلمات) ما دام (الكل.. مات)!!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/06



كتابة تعليق لموضوع : كراسي باردة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net