صفحة الكاتب : وسام ابو كلل

تركت بوذا 
وسام ابو كلل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الأيام القليلة التي قضيتها ماشيا على قدمي باتجاه كربلاء، جعلتني أفكر مليا في حياتي، كيف قضيتها، هل كنت صائبا في إختياري؟ هل كان لي حرية الإختيار؟ كنت إذا أردت الصلاة إنزويت في محراب صغير في بيتي مع تمثال بوذا، أوقد له الشموع، وأترك البخور يملىء المكان برائحته الطيبة، وأستجمع نفسي حتى أصلي، أغمض عيني حتى لا أرى شيئا، وأحاول أن أبعد كل الأحداث ومشاغل العمل، وهموم الحياة, لتصفية ذهني، وعندما تنتهي الصلاة، أوحي لنفسي بالراحة.  
الأيام القليلة التي مرت عليٌ، كنت أتابع رفيقي في الطريق وهو يصلي، لاشموع، لابخور, حركات سريعة، دقائق وتنتهي صلاته، يتمتم بعدها بكلمات، ثم يشير بيده تجاه كربلاء، ويتمتم بكلمات قليلة، وينهض، فيقول له من حوله، تقبل الله، سالت ماذا فعلت؟ اجابني كنت أصلي، هذا فقط؟ سالت مستغربا، فقال نعم هذا فقط، وماذا، أهناك شيء، لاتهتم لذلك قلت وطلبت الإستمرار بالمسير، كيف  يستحضروا أنفسهم أثناء الصلاة بوقت قليل، إنهم يشعرون بالطمانينة، أنا اشعر بذلك. 
الأيام القليلة التي مرت، شعرت بها بالطمانينة، على الرغم أني لم أقوم بأية صلاة منذ أيام ، وبوذا محشور في حقيبتي، مع منشفة وامتعة بسيطة، بضمنها قنينة عصير وقطع من الكيك، أشعر بالطمأنينة على الرغم من تعب السير، والضجيج والغبار والزحام، كنت أرى العديد من أعلام الدول، وأرى الكثير من الأزياء التي تدل على انهم ليسوا عراقيين، بل رأيت جماعة يحملون الصليب، يا إلهي من يكون الحسين؟ لماذا تحبه كل الأجناس والأعراق والأديان، ماذا فعل؟.
أيام قليلة مرت، تعلمت فيها الكثير، عرفت أن الحسين لم يجلس تحت شجرة التين، ويتأمل ليصلح نفسه كما فعل بوذا، ولم يَجب البراري لينشئ مدرسة فكرية، بل نهض بثورة إصلاحية، ضد الطغيان لينقذ البشرية من ظلام الكفر والجهل، لم يتهرب في السهول، بل قدم نفسه الطاهرة ثمنا لمعتقده، علمت أنه كان على علم بانه مقتول، فلم يُمَني من خرج معه بالملك والسلطان، فقط قال" أما بعد فإن من لحق بي استشهد ، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح". 
أيام قليلة، تعلمت الكثير، عرفت أن هناك حياة بعد الموت، ومن يتمسك بالحسين، فموعده جنة فيها ما لذ وطاب، فالحسين سفينة النجاة، علمت أن الإسلام الحسيني يحترم كل شيء، حتى جسد الإنسان بعد موته، فلا حرق وذر في البحر، بل دفن وإحترام فربما قيض لهذا الجسد أن يبعث يوما من جديد ليبني مع ولد الحسين المسمى بالمهدي الدولة الفاضلة، حيث لا بؤس ولا شقاء، المهدي الذي تنتظره الدنيا باسرها، لأجل كل هذا عدت لبلدي وتركت بوذا. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام ابو كلل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/09



كتابة تعليق لموضوع : تركت بوذا 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net