صفحة الكاتب : نعيم ياسين

محافظات البعث ام محافظات العراق ؟
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اثر الضربة القاصمة التي وجهتها الاجهزة الامنية لشبكة البعث او ما يسمى بحزب العودة تداعى الجسد البعثي الموبوء بالامراض في محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى الى التعاون والوقوف بوجه الحكومة والقانون والدستور , فاخذ مسؤولو الادارة في هذه المحافظات والمتضررون من اعتقال عناصر شبكة البعث بتهديد الحكومة في بغداد , وتمحورت التهديدات باعلان تلك المحافظات اقاليم , وان البعثيين ومن معهم في تلك المحافظات سيتخذون كل الاجراءات الكفيلة باطلاق سراح المعتقلين منهم او اعادتهم الى محافظاتهم التي اعتقلوا منها . ان منطق ( الشقاوات ) هو السائد في تصريحات مسؤولي تلك المحافظات لانها تصريحات تتوعد وتهدد ولا تريد العمل بالقانون . ان محافظة صلاح الدين التي هي في الحقيقة عند المسؤولين فيها محافظة صدام , بدت متشددة في حبها للبعث ومن اجل ايجاد ملاذ امن له اعلنت انها اقليم قبل ان تعترف بها المفوضية المستقلة للانتخابات او الجهات القضائية او مجلس النواب او مجلس الوزراء حتى كانها تسابق الزمن في حماية شبكة البعث الصدامي . 
      لانقاش ان اقلمة اية محافظة مكفول دستوريا لكن ما صدر من محافظة صلاح الدين جاء في سياق الانتصار للبعث وحماية شبكة اعضائه , وهذا يكشف مدى حب المحافظة لهذا الحزب وقادته الهالكين منهم والهاربين دون ادنى اعتبار وتقدير لمئات الالاف من ابناء العراق ضحايا البعث . اعلان محافظة صلاح الدين او الانبار او نينوى اقليما او اقاليم سيكون في تقدير اصحاب المشروع حاضنة وملاذا امنا للبعث لينطلق في تآمره على العملية السياسية في العراق , ولاشك انه تخطيط بعثي بادوات مشاركة في العملية السياسية . ان اقلمة اية محافظة لايعني انها مطلقة في مخالفة الدستور والقوانين الاتحادية ومنها حظر البعث الصدامي الذي نص عليه الدستور . 
      العملية التي نفذتها الاجهزة الامنية كان عدد المعتقلين فيها من بعثيي المحافظات الوسطى والجنوبية اكثر من رفاقهم بعثيي المحافظات البيضاء التي كان يحلوا لصدام تسميتها هكذا , ومع ذلك لم نسمع من محافظات الوسط والجنوب ما سمعناه من مسؤولي محافظتي صلاح الدين والانبار وابتزازهم الحكومة وتهديدهم بالحرب المفتوحة عليها . لماذ يختلف الموقف بين المحافظات ؟ يرجع الاختلاف في تقديرنا الى : 
1 – ان البعثيين ومن والاهم في المحافظات الصدامية البيضاء هم اصحاب القرار ومواقفهم الاخيرة فصل من مؤامرة اكبر واوسع . 
2 – ان المسؤولين في هذه المحافظات يحظون بدعم اقليمي , وهذا الدعم يعدهم بالعودة الى الانفراد مرة اخرى بحكم العراق .  
3- ان اقطاب وقادة القائمة العراقية وبعض كبار المسؤولين في الدولة هم من يشجع مسؤولي المحافظات الصدامية باتخاذ مواقف متطرفة ومنفعلة , ولعل تصريحات اسامة النجيفي حول التهميش والاقاليم واحدة من خطوات التشجيع .   
      لقد كشفت تصريحات ومواقف مجلسي محافظة صلاح الدين والانبار عن التناقض الصارخ والنفاق المفضوح , فاكثر ابناء هذه المحافظات قاطعوا الاستفتاء على الدستور لانه يتضمن الدعوة الى الفيدرالية وملاوا الدنيا انذاك بالتصريحات عن الدفاع عن وحدة العراق متهمين المحتل بانه هو صاحب المشروع الفيدرالي , لكنهم اليوم يتسابقون الى التقسيم الفيدرالي للعراق بدعوى التهميش مرة وبدعوى اقصاء البعثيين الصداميين من الجامعات وثالثة بدعوى اعتقال عناصر البعث . 
    ان مجريات الاحداث وطبيعتها على الارض ومنذ الاحتلال تؤكد بما لاشك فيه ان اهل الجنوب والوسط على مستوى القيادات الدينية والسياسية والجماهيرية هم الذين يدافعون حقا عن وحدة العراق ارضا وشعبا , حاضرا ومستقبلا , فهم وعلى الرغم من مقابرهم الجماعية وسجونهم وتسفيرهم وتهجيرهم وقتلهم بالمفخخات , وعلى الرغم مما حباهم الله تعالى به من ثروات في ارض محافظاتهم , لم يتسابقوا ولم يرفعوا شعارا تشم منه رائحة الانفراد بالسلطة او رائحة التقسيم .  
     لقد كشفت الاعتقالات الاخيرة لشبكة البعث الصدامي عن حقيقة ارتباط قيادات القائمة العراقية والمهمة التي يضطلعون بها , حيث اصطفافهم الى جانب البعث الصدامي , وتهديدهم للحكومة والسيد رئيس الوزراء وغيرها من المواقف كلها تجعلنا نشك في ان هذه القائمة يمكن ان تخدم العراق وتجربته الجديدة . الحقيقة التي ينبغي ان يدركها الجميع هي اذا كانت المحافظات الصدامية البيضاء مصرة على ايواء البعث ونصرته , وماضية في الدفاع عن المتورطين في مؤامرات العودة بالعراق الى حكم ذلك الحزب المجرم فان محافظات الوسط والجنوب بكل شرائحها لن تسمح بعودة البعث مرة اخرى متسلطا عليها فيقرر مصير ابنائها حياة وموتا ولو ادى ذلك الى تقسيم العراق الذي يتحمل مسؤوليته التاريخية ابناء صلاح الدين والانبار ونينوى لانهم اليوم وبغفلة او تغافل اكثر من غيرهم يسارعون الى مخططات التقسيم واضعاف الحكومة المركزية . ربما يؤاخذني البعض انني سميت هذه المحافظات بالمحافظات الصدامية او محافظات البعث لكنني لايد لي في الامر وانا اقرأ هذا الخبر : 
شركة اردنية تنجز “ قبرا ضخما “ للطاغية ”صدام” في ظل صمت الحكومة!   صلاح الدين / متابعة البينة / في عملية استخفاف واستهتار بمشاعر ذوي المقابر الجماعية وحلبجة والأنفال وبشير وتازة والأهوار وشهداء الحوزة العلمية (علماء وطلاب) وجميع شهداء العراق من زاخو الى الفاو .. انجزت شركة البسام الأردنية للمقاولات الانشائية وبموافقة الحكومة العراقية بناء (قبر كبير) للطاغية المقبور صدام . هذا ماصرح به ومن على فضائية صلاح الدين التي تبث من احد قصور الطاغية وسط تكريت مدير " القبر " المدعو امجد ياسين مجيد شقيق ارشد مرافق الطاغية المقبور. واضاف ان شركة البسام الأردنية انجزت بناء (القبر) خلال عام ونصف مشيرا الى ان الشركة وكادرها الهندسي والخدمي كان يعمل بموافقة رسمية من الحكومة العراقية في بغداد وان الرخام الذي استخدم بالبناء كانت تنقله من عمان مباشرة الناقلات الأردنية وتمر من خلال السيطرات الحكومية. ونوه الى ان الشركة كانت تعمل بحرية وبدون مضايقات من احد !؟ مؤكدا ان ( القبر ) يستقبل الاف الزوار من صلاح الدين وخارجها ووفود رسمية من الموصل والأنبار وغيرها ابرزها محافظ الموصل ونواب من الأردن !! وأضاف " ان عشرات المدارس تأتي كوفود لزيارة (القبر ) وطلبنا من مديرية تربية صلاح الدين ان تحدد جدولاً رسمياً لزيارات المدارس وفضلنا ان تكون في يوم واحد !!! وسأله المذيع عن صحة انباء زيارة رغد لقبر ابيها في عيد الأضحى الماضي قال احتفظ بالأجابة لنفسي .... ؟؟ لكنه لم ينف زيارة ارملة المقبور ساجدة لقبر زوجها عام 2008 في ذكرى أعدامه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/01



كتابة تعليق لموضوع : محافظات البعث ام محافظات العراق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net