صفحة الكاتب : صالح الطائي

مناسك الحج على هوى المتعصبين
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان آل سعود ولا زالوا يبغون ترتيب مناسك الحج على هواهم وطبقا لمعتقدهم المذهبي متجاوزين موضوع الاختلاف المذهبي، ولم يستخدموا في ذلك الإقناع والمجادلة الحسنة واللطف كما هي حال من يريد تسويق مشروعه وإنما استخدموا العنف المفرط متمثلا بتصرفات رجال ما يعرف بهيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهم مجموعة من الشباب النزقين يقودهم مجموعة من المشايخ المتخلفين المتحجرين. ولطالما تسبب هذا المنهج الغريب بحوادث أدى بعضها إلى سجن وتعذيب المخالفين وحرمانهم من أداء شعائر الحج وحجزهم وعدم إطلاق سراحهم إلا بعد انتهاء موسم الحج بزمن يطول ويقصر تبعا لموقف المخالف من هذه الإجراءات التعسفية الغبية.
وآخر ما قامت به الهيئة الدكتاتورية ورجال الشرطة الدينية حدث في موسم هذا العام يوم الأحد  30/10 متمثلا باعتقال الشيخ الكندي الجنسية من أصل عراقي من مدينة كربلاء المقدسة " أسامة العطار" لأنه تجاوز على تعليمات الهيئة ووقف ليقرأ دعاء في مقبرة البقيع التي تضم رفات أربعة من أئمة أهل البيت بعد أن لفقت له تهمة كسر ذراع أحد أفراد الشرطة الدينية، وهو ادعاء نفاه بشدة كل شهود العيان الذين كانوا يقفون قرب الشيخ من كل المذاهب الإسلامية، مؤكدين أن الشيخ  كان يقرأ بعض الزيارات والأدعية مع مجموعة صغيرة مكونة من حوالي عشرة حجاج فقام رجال الأمن وأعضاء الهيئة بالتهجم عليه وركله وضربه وإسالة الدماء من جسده ومن ثم اقتياده إلى مكان مجهول. وقد وصف "مايكل هوارد" وهو بريطاني كان بين حوالى 200 من شهود العيان، كيف اعتقلت الشرطة السعودية الشيخ أسامة العطار وكيف كان ينزف من اثر الضرب أثناء اعتقاله.
المؤسف انه لا القنوات الفضائية العراقية المتخصصة ولا المؤسسات الدينية العراقية أولت الموضوع أهميتها بل لم تذكره في وقفاتها الإخبارية، أما قنوات الجزيرة والعربية والشرقية والرأي وصفا ووصال وغيرها من القنوات التي أوجعت رؤوسنا بزعيقها ونهيقها حول الديمقراطية والحرية والعدالة الإسلامية واحترام الآخر ورأيه ومعتقده فإنها أصيبت بالصمم والبكم فلم تشر ولو مجرد إشارة عابرة للخبر، الغريب أن الحجيج في الأراضي المقدسة والجهات الأجنبية كانت لهم مواقفهم الشريفة على خلاف المسلمين المنادين بالوحدة والتوحد حيث كانت هيئة الإذاعة الكندية Jannatul) ) أول من أذاع خبر الاعتقال تلتها (CBC) التي نقلت أقوال شهود العيان وحديثهم عن الاستفزاز الذي مارسه رجال الأمن والهيئة ضد الشيخ وجماعته كما دانت رابطة العالم الإسلامي في  أمريكا  بشدة هذا العمل الشائن. وتلقت اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان  تصريحات شهود العيان المختلفة، كذلك وقف بعض الحجاج من بلدان مختلفة وقفة احتجاجية قرب المحطة المركزية لشرطة المدينة المنورة حيث يحتجز الشيخ فقامت الشرطة الدينية بتفريقهم بالقوة مستخدمة العصي والهراوات. أما في موطنه كندا فقد تظاهر بعض الأفراد في عدة مدن وصدرت بعض التعليمات التي تحث جميع الأفراد  للاتصال بممثليهم في الكونغرس لمطالبة النظام السعودي بالإفراج فورا عن الشيخ أسامة العطار، وطلبت منهم الاتصال على العنوان البريدي advocacy@umaamerica.net لطلب أي مساعدة في الاتصال أو الاجتماع مع أعضاء الكونغرس. وقالت الحكومة الكندية أن سفارتها في السعودية ستقدم الدعم الدبلوماسي للشيخ أسامة.
يذكر أن الشيخ أسامة العطار البالغ من العمر (32) عاما يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحياتية ويقيم ويعمل في كندا، وقد نشرت أبحاثه الأكاديمية على نطاق واسع فضلا عن ذلك له دراسات ومنشورات في مجالات السكري وأبحاث السرطان وهو حاليا زميل بعد الدكتوراه في جامعة ألبرتا، كندا. فضلا عن كونه شخصية محترمة ومعروفة وقد سبق له أن تحدث في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم وألقى محاضرات في المسائل الدينية بالإنكليزية في المساجد والحسينيات في كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما إنه  ناشط في حقل الحوار بين الأديان.
فإلى متى تبقى قوات الأمن السعودية وما يعرف بهيئة الأمر بالمعروف تستفز الحجاج من المذاهب الإسلامية المخالفة لها؟ وإلى متى يبقى السكوت على هذه الأعمال المشينة التي تخالف النهي الإلهي {ولا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}؟ وإلى متى يبقى العراقي رخيصا لا يجد بين السياسيين والبرلمانيين ورجال الحكومة من يدافع عنه؟ فإذا كان عذر هؤلاء أن الشيخ أسامة العطار مزدوج الجنسية فما خطب مزدوجي الجنسية منهم ولماذا يحضون بكل هذا الاهتمام!؟
فقط اذكر عسى أن تنفع الذكرى بأن في الصفحة الأولى من جواز السفر الأمريكي توجد عبارة: "حامل هذه الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق إي ارض وتحت إي سماء" وفي الصفحة الأولى من جواز السفر البريطاني توجد عبارة: "ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندي على أراضيها" وفي الصفحة الأولى من جواز السفر الكندي هناك عبارة: "نحرك أسطولنا من أجلك" فإلى متى سوف تبقى عبارة " عند فقدان الجواز تدفع غرامه مالية" تزين الصفحة الأولى من جواز السفر العراقي؟ أما آن لهذا المخلوق المسكين أن يصبح ذا قيمة عند حكامه ولو لمجرد ذر الرماد في العيون؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/02



كتابة تعليق لموضوع : مناسك الحج على هوى المتعصبين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ratndowsqx ، في 2012/04/13 .

*****






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net