صفحة الكاتب : د . سمر مطير البستنجي

يا شآآآم..ودادكِ أشواق تُتلى!!
د . سمر مطير البستنجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شوقها صَدّ رُقادي...وقدّ مهجتي إربا..وتهادى فيّ كنزوة العطر وقد عبثت به الريح غزلا ونثرت رذاذه موجا على وجه الكون المَصون.
هي كأس الروح وقت يغشاني السَمر ونديمها والراح...
عشقت مفاتنها بِكرا..وذبت في هواها لحنا رخيّا..وغدوت مسحورة قد أغلقت جفون الرؤى دونها.
عشتها خيالاً وحلماً...
فاستفقت أطارح عرائش الفلّ على أرضها...وأسابق أوراق الغار والصفصاف في رحلة العروج الى قلائد الشمس وخيمات النجوم وكواكب السحر.
ولكم طاب لخيالي رحلة الدوران حول هالة القمر.. وانصهاري عند اندماج روحي بذرات الماء  وقت الصعود إلى رحى الشمس.
منذ تنشقت سحر الشرق من ياسمين حاراتها..ومنذ لمحت خرائطها الربّانية المرسومة على جدران التاريخ وبطون السهول عشقتها..
عشقتها ..!
وتماديت فيها وصفاً وشعراً ونثرا...حتى أصبحتُ تلك الشاعرة التي  ملأت قوارير محابرها بعصيرها الطبيعيّ الأخضر..واتخذت أصباغها من خدود دحنونها الأحمر.. لترسم على جدران الشرق وعلى صفحات الوطن العربي لوحات إلهيّة التكوين..أبجدية الأصالة...ضاديّة المعنى..تتوهج  بلون الشروق وصبغة الغروب وتجسد ذاك الكبرياء الرابض دهشة على جبين الصباح.
أعشقها!
وأعشق حضور الحياة في عينيها..واعشق ترابها الذي يَشّقق كل حين عن فصول ربيعية الطابع والطالع.
اعشق بيوتها الريفية المنتصبة على سفوح الجبال ؛حيث الحنين للشمس القادمة..تستحمّ بريق الزهر في بواكير الصباح..وتسرّح بأنامل الشمس شعرها الممتد على كتوفها الأنثوية ..ومن شجر الغار المتعانق فوق جبالها قد اتخذت صابونا تغسل به في الصبح جبينها....ثم لا تلبث أن تنام بعد أن تَعِبت من غزل النهار وسط سياج الفل الذي يحاصرها وتحت سحابات الياسمين التي تظللها.
اعشق جوامعها وقت تصدح فجرا ب"حيَّ على الفلاح" فيندمج الصوت بالبحر والشجر والليل والقمر والموج والسحر ..ولطالما سبحتُ معه حول ملكوت الكون في رحلة إلهية سماويّة روحانيّة أشهد أطياف النور الرباني....وأبقى والكون نسكن غيمات الخشوع حتى يغرق الفجر في رقرقة من ابتهال..ويطفو على وجه النهار داعيا متبتلا.
أعشقها!
ففي كل الغيمات العاليات لها منزلا...وفي كل النجمات المتلألئات لها ضياء
وفي كل الرملات المتناثرات في صحرائها لها قصة بطولة وحكاية نصر
يا شاآآآآآم:
أنا ذلك العصفور القابع خلف أعشاش الظلام...
تحركني شهوات الشمس،وتوقضني رقصات الحرية،ويؤرقني الشوق للمجد الضائع..أجاري صخب الموج حين يزحزحه السكون
وقريبا!
ستخرج أفراخيَ من مخابئها ..قاصدة قرص الشمس،
سوداء بلون الظلام وقت حاصر أجنّتها..وصاخبة تصفع بحنق وجه الخيانة ،كصخب الموج الذي صفع خديها وقت انفجار السكون.
فسلام كطلّ تسلل من ثغر قرنفلة فاضت باللين وقت تدانت منها بعض رذاذات ووشوشات الغدير
سلام كارتعاشة الصِبا وقت أفول العمر وتراخي السنوات الهرمات في الوجه النظير
سلام كحرارة الشمس وقت تنادت بالسعير
فيا روايات الشرق الأصيلة!
اكتبي عني وعنها
فالشوق أضناني
وعشقي لها
ليس لي منه بدا
ولا لي فيه حيله
يا حكايات الغرب الجميلة!
سأسافر منها وفيها
فدعيني في جنوني
في ملذات فتوني
إنني قد عشتُ حُرّاً
وأنا ذا أعشق حرّة
فدعيني أحيا بقربها
في ظلّ الخميلة
يا شمس أيامي الظليلة!
إني إليكِ آتٍ
أملأ الذات عشقا
ولا هم لي!
إن تواريتُ
أو غدوت ِفدًا لعيونكِ تلك القتيلة.
عشيقتي!
مهما أرّقني الأجل..لا زلت المح خلف رماد العمر بعضاً من أمل..وخلف حنين الكون نجماً جديداً لم يزل..ولا زلت ألمح في عين الأفق شمس تقاوم رغم أن ضوئها شريد طريد غير أنها لم تزل تجمع من غبار الكون ورذاذه أسبابا للإشتعال..وحطبا للبقاء .
فلا يضرّني يا شام لو أنفقتُ في هواكِ عمري وسنواتيَ الجميلات..
فعمري كله فِدى عمركْ
ولا يضرني يا شآم إن لم يبقَ لي من السحر شيئا..فكفاني من السِحر سحركْ
ولا يضرني لو شوهوا ملامحي..فأطياف الرؤى لا زالت في شطوط العين تحفر ملامحكْ
ولا يهمني إن كسروا سلاسل شعري وهدموا قافيتي...فجلجلات الريح الغاضبات فيّ بعض قصائدكْ
ولا يَهمُني إن جفّت شراييني..فانهار الوداد في قلبي لا زالت تفيض بماء سنابلكْ
فودادكِ لي جنّات أحلى..وأبقى رغم السنين الهاربات أشتاقكِ كلما هبّ ربيع او تدلى قمر.
بقلم:سمر مطير البستنجي

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سمر مطير البستنجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/03



كتابة تعليق لموضوع : يا شآآآم..ودادكِ أشواق تُتلى!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : سمر مطير البستنجي ، في 2013/02/03 .

حمده سالم المجالي:
تبرّج النصّ بشرائط من نور،
وتحلّى بجوهر وقت عبرتِ قارئة حكيمة ثاقبة البصيرة ..
فشكرا تطاول السماء....

• (2) - كتب : حمده سالم المجالي ، في 2012/05/14 .

مقال حلو و جميل و معبر بشوق و اطلاله جميله مرسله شامله لجميع جوانيبها

• (3) - كتب : سمر مطير البستنجي ، في 2012/03/19 .

"روز حبيبتي":
تشبهين فراشة الجنّة يا جميلة العينين،،
حبي لكِ ينافس العلياء،،
دمتِ بهناء...

• (4) - كتب : rose ، في 2011/11/03 .

الله عليكي يا ماما والله بفتخر فيكي وبكتاباتك الله يديمك النا وتضلي فوق الكل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net