كتب العديد من المؤرخين حول تاريخ اليهود في فلسطين إلى أن كيف إستطانوا فيها ومن ثم احتلوها .
يقول "موسى" النبي قبل موته هذه الكلمات الحزينة التي تكشف مقدار وضوح الرؤيا أمام هذا النبي العظيم ، وكيف أدرك المصير المحتوم الذي سيواجه شعب إسرائيل : "إنهم أمة عديمة الرأي ولا بصيرة لهم ، لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم" .
وقد تكرر تحذير الله عز وجل لهم في كافة المناسبات وعلى فم جميع الأنبياء ، وبسبب فساد حياتهم الداخلية وتعديهم على كافة النواميس الأدبية والأخلاقية التي أمرهم بها ، علاوة على عبادتهم الأصنام في فترة من الفترات ، ودرجة التسفل الخلقي والإنحلال الأدبي في الأسرة اليهودية التي بلغت حد مشاركة الأب لإبنه في اقتراف القبائح !
ويقول النبي عنهم أنهم تركوا الرب واتجهوا الى غرائزهم الدنيوية وتخلت مملكة إسرائيل عن دورها بنشر السلام والأمن للعالم ، وهنا فقدت مجدها ونهاية تاريخها ، فإسرائيل وشعبها بتاريخها كله وملوكها وأنبيائها لم تنل مجداً في أعين الناس وكرامة إلا عندما كانت تطع الله والنبي ، وفقدت الكرامة بعد أن خالفت أمر الله ونبيه وبدأوا بالقتل والحروب ونشر الرذيلة وتجاوز المعاصي .
ولكن الله في الأصل وفي الأساس لم يقم مملكة إسرائيل لتكافح من أجل شبر أرض في فلسطين ، والإستيلاء عليه ، بل لكي ينبعث من حياتها وروحها وأنبيائها "نور الأمم" إن التوراة التي سلمها النبي موسى لإسرائيل هو ناموس أدبي وأخلاقي وروحاني ، ولو تتبعنا مراحل النمو لهذا الدين من أن سلم الله موسى الوصايا العشر وحتى آخر ملك إنتهت إسرائيل على يديه ، نجد أنه لم تظهر ولم تكتمل دائرته الإنسانية وكان كمحاض الموت وما لحقه من مذلة كمذلة العبيد للشعب الإسرائيلي الذي خالف الدين "التوراة" وخالفوا نبيهم ، وأصبحوا تحت حكم الكفر والإغتصاب والقتل ، ونعلم أنهم لن يتنازلوا عن النقمة والقتل للشعب الفلسطيني على مدى تاريخهم وحروبهم مع الفلسطينيين لأكثر من 1000 عام قبل الميلاد .
أننا نخالف ديننا الإسلامي إن غيرنا المفهوم "الشرعي" لهذا الشعب "الإسرائيلي" من أنهم يهود يتربصون بديننا الشر والضغينة إلى المفهوم الجديد الشائع هذه الأيام أن "إسرائيل دولة .. سلام " ، مهما إختلفنا مع بعضنا البعض فلا يجب أن نصدر مصالحنا الخاصة ونمجد الكراسي على حساب دماء أطفالنا الذين سالت دمائهم على مدى قرون على أرض فلسطين ، فتظل القومية العربية والقضية الأولى وبلا شك هي "فلسطين" أرض الإسلام والعرب .
الشعوب تنظر لهذه القضية بخلاف نظرة الحكام والملوك لها ، فالكراسي تنظر بعين وقلوب الشعوب تنظر بعين أخرى ، فشتان بين الإثنين .
والله المستعان ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat