صفحة الكاتب : خضير العواد

الفلسطينيون لن يحرروا فلسطين حتى يجدوا الطريق المؤدي الى ذلك
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القضية الفلسطينية تأكل نفسها نتيجة اعتمادها على الحكومات التي تريد القضاء عليها والتخلص منها ، فلم يبقى من القضية الفلسطينية إلا مادة إعلامية تطرحها وسائل الإعلام لكي تمتص بما يسمى غضب الشارع ، وحتى هذا الغضب لم يكن بمستوى قضية القدس بل كان هزيل في خروجه وضعيف في هتافاته ، وكأنه رفع راية الاستسلام ورضخ لمؤامرات الحكومات العربية وإعلامها المدمر للقضية الفلسطينية ، والشارع العربي لا يُلام على موقفه وهو يتابع أغلب التنظيمات الفلسطينية ومنها حماس لم تغير من استراتيجيتها في مقاومة العدو الصهيوني ، بل بقت هذه التنظيمات على علاقات وطيدة مع الدول العربية التي تمتلك علاقات سرية وعلنية مع الكيان الصهيوني ، وهذا البقاء قد يكون بدافع مادي أو يكون بدافع طائفي وكلا السببين لن يقدما شيء للقضية الفلسطينية بل اضعفاها وجعلاها قضية تتجه الى نقطة النهاية ، فمحمود عباس لا يتحرك أو يتخذ اي موقف الا بموافقة السعودية ومصر وكذلك حماس وهاتين الدولتين يصرحا ليل نهار بالمصالح المشتركة مع الكيان الصهيوني ويجب المحافظة عليها بل يجب مقاتلة كل من يهددها ، وحتى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير حبر على ورق إلا إذا أستغله الفلسطينيون في رفع القضايا في المحافل الدولية ضد الكيان الصهيوني ، وهذا لا يتم لان الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الفلسطينية لن يوافقا على أي تحرك ضد الكيان الصهيوني ، وبذلك فأن القضية الفلسطينية سوف تسلك طريق النهاية الذي رسمه الأمريكان لها إلا إذا غيرت التنظيمات الفلسطينية إستراتيجيتها وسحبت نفسها من التبعية المادية والطائفية ، وجعلت هدفها ومن يدعمها في تحقيقه أولا بدون النظر للمنافع الشخصية والحزبية أو الدوافع الطائفية ، أي ترك الطريق الذي عبَّدَه الأمريكان والكيان الصهيوني والدول العربية الذي يؤدي الى بناء دولة يهودية بكل للمعنى من كلمة مع قطع من الأراضي الصغيرة المتقطعة يسكنها الفلسطينيون تحت مظلة الحكم الذاتي ، واختيار الطريق الذي عبَّدَه خط المقاومة المتمثلة بحزب الله وسوريا وإيران بالإضافة الى بعض التنظيمات العراقية الذي يؤدي الى تحرير فلسطين كاملة ، فالطريق الأول وجد لإنهاء القضية الفلسطينية والقضاء عليها والطريق الثاني ولد لينهي الكيان الصهيوني ويرجع القدس الى قداستها ومكانتها المتميزة لدى جميع الأديان ، والفلسطينيون لن يحققوا أهدافهم حتى يختاروا الطريق الذي يؤدي الى تحقيق ذلك الهدف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/23



كتابة تعليق لموضوع : الفلسطينيون لن يحرروا فلسطين حتى يجدوا الطريق المؤدي الى ذلك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net