القيادة الفلسطينية " البديلة " ..!!
شاكر فريد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شاكر فريد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد رفض السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة السياسية وكل القوى الفصائلية الفلسطينية قرار ترامب الأحمق ، واعلان أبو مازن أن الفلسطينيين لن يقبلوا أي خطة سلام تقدمها الولايات المتحدة لأنها لم تعد " وسيطاً نزيهاً " ..!
بعد ذلك بدأت الضغوطات والتهديدات الامريكية على السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني لاخضاعهم لسياستها ، واعلنت عن اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، ووقف المساعدات المالية للسلطة وللشعب الفلسطيني بما فيها مساعدات وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين ( الانروا ) ، وتأخير العمل بالمشاريع الاقتصادية التي تدعمها المؤسسات الامريكية واعادة النظر بها من جديد ، وكذلك عدم توجيه الدعوات لأي من المسؤولين الفلسطينيين لزيارة واشنطن بصورة رسمية أو شخصية ، ومطالبة الدول العربية المانحة كالسعودية وقطر والامارات بوقف مساعداتها المالية للسلطة أيضاً .
والأخطر من كل هذا هو السعي لايجاد وتشكيل قيادة فلسطينية " بديلة " على غرار "روابط القرى " التي تشكلت في حينه من زلم الاحتلال وامريكا ، قيادة تغرد في سرب الولايات المتحدة وأبواقها وأذنابها من أنظمة العار والخيانة ، مثل السعودية التي تضغط باتجاه قبول " صفقة القرن " أمريكية الصنع التي انتهت صلاحيتها قبل الاعلان عنها ، وتقترح أن تكون " أبو ديس " عاصمة للفلسطينيين ، وقد استدعت محمود عباس على عجل لزيارتها لاقناعة بالدبلوماسية الناعمة " أن امريكا هي الوحيدة التي بايديها مفاتح الحل " وليس روسيا ودول اوروبا ، ولذلك يجب عدم التخلي عنها والارتهان لمشاريعها " .
أليس في هذه الأقوال عهراً سياسياً !!
القيادة الفلسطينية مطالبة في هذه المرحلة الحرجة العصيبة والخطيرة جداً اتخاذ قرارات حاسمة وخطوات عملية استراتيجية بالتخلي عن اوسلو ، ووقف التنسيق الأمني والعملية السياسية ، والعودة لنهج واسلوب المقاومة الشعبية المشروعة ، وتحقيق مصالحة كبرى على أساس المشروع الوطني الفلسطيني واعادة الهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني . فقد أثبتت الأيام أن سياسة مهندس اتفاق اوسلو محمود عباس المعتدلة ، لم تؤدي سوى الى المزيد من معاناة الشعب الفلسطيني اليومية ، وضياع المزيد من الارض الفلسطينية ، وانهيار حلم ووهم الدولة الفلسطينية ، عقب اعلان ترامب ووعده المشؤوم ، وبعد عقدين ونصف من المفاوضات العبثية غير المجدية ، لم يتحقق غير الاستيطان والمستوطنات والقهر الاحتلال ، ولن يخسر شعبنا سوى الاغلال من نفض الايدي من اتفاق اوسلو .
هذا فضلاً عن تشكيل قيادة جماعية فلسطينية على غرار القيادة الوطنية ، التي تشكلت ابان الانتفاضة الاولى ، انتفاضة الحجر والمقلاع ، التي حققت الكثير للقضية الفلسطينية وللكفاح البطولي الفلسطيني .
ومن نافل القول ، ان الضغوطات الامريكية هي محاولات لابتزاز الشعب الفلسطيني والضغط على قيادته واخضاعه وثني ارادته عن المضي قدماً في تحقيق أهدافه بالتحرر والاستقلال ، وبغية الركون الى واقع الاحتلال والقبول بسياسة الأمر الواقع ، وهذا ما يرفضه شعبنا بكل أطيافه وشرائحه وفصائله وقواه السياسية والوطنية والاسلامية ، والقبول بقيادة فلسطينية جديدة مذدنبة وتفريطية هو عار على التاريخ الوطني والتراث الكفاحي المقاوم الفلسطيني .
ولذلك على القيادة الفلسطينية الحذر من الوقوع في الفخ الامريكي والسم السعودي ، ولا طريق لتحقيق الاستقلال الوطني سوى المقاومة الشعبية المشروعة ، وكما قال جمال الناصري " ما أخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة " ..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat