صفحة الكاتب : شاكر فريد حسن

ما المطلوب بعد انعقاد المركزي الفلسطيني..؟!
شاكر فريد حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما من شك أن الاحباط وخيبة الأمل يسيطران على الشارع الفلسطيني جراء ما وصلت اليه الحالة الفلسطينية الراهنة، في ظل الأوضاع السياسية العربية والدولية، والظروف الخطيرة والدقيقة التي تعصف بها قضية شعبنا الفلسطيني، عقب القرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والنية بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب اليها، ووقف المعونات والمساعدات لمنظمة"الانوروا"لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين مما سيحرم الآلاف منهم من المعونات الانسانية، ويأتي استهداف الاونروا بغية اخراج قضية اللاجئين الفلسطينيين من أي تسوية سياسية مستقبلية.

لقد انعقد المجلس المركزي الفلسطيني وخرج بقرارات لحظية شفهية، ولكن الأهم هو تطبيق هذه القرارت فعلًا، ووضع خطط وبرامج وآليات تنفيذية وتفعيلية بشأنها، وتعزيز الحضور السياسي الفلسطيني دوليًا ردًا على الهجمة الامريكية الامبريالية على شعبنا الفلسطيني، واستهداف قضيته الوطنية المقدسة وجوهرها حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتها حق العودة.

أما على صعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، فمنذ أن بدأ الانقسام قبل حوالي أحد عشر عامًا ونيف، والمجالس المركزية المتتالية تتحدث عن الوحدة الوطنية وأهميتها وضرورتها كسلاح بتار لانجاز الحق التاريخي الفلسطيني، وأنه يجب رأب الصدع والتخلص من التشرذم واشفاء الجرح في الجسد الفلسطيني، ودمغ الانقسام بابشع النعوت والأوصاف، لكن للاسف الحال يبقى على حاله ولا تغيير يذكر على أرض الواقع، بل عكس ذلك تمامًا، فكلما اقتربنا من تحقيق المصالحة فتتعثر ويبتعدون عنها، وكلما أوهمنا قادة حركتي فتح وحماس بخطوات الى الامام كلما عاد الحال الانقسامي المأساوي أكثر انقسامًا وبعدًا وايغالًا في الردح الاعلامي والتهجم الكلامي، وهذا ما لمسناه في خطاب الرئيس محمود عباس غداة افتتاح المركزي الفلسطيني، حيث شن هجومًا غير مبرر اطلاقًا على حركة حماس، ما دفع حماس الرد على ذلك بعبارات أشد وأكثر شراسة، وبذلك يعيدوننا الى المربع الأول، وكأننا لا رحنا ولا جينا.

باعتقادي المتواضع، ان المجلس المركزي الفلسطيني بقراراته عمق وعزز الانقسام الفلسطيني أكثر من ذي قبل، ولم يقدم ردًا حقيقيًا واضحًا وخطوات عملية كرد على قرار ترامب المشؤوم بشأن القدس، وعلى صفعة القرن التي رفضها كلاميًا الرئيس الفلسطيني أبو مازن.

المطلوب الآن بعد انفضاض المركزي الفلسطيني هو عدم التأتأة والغموض، والعمل حالًا لتطبيق كل قرارات المجالس المركزي الفلسطينية السابقة والحالية، وفي مقدمتها التنسيق الأمني واتفاق اوسلو الذي دفنته حكومة الاحتلال، ولم يعد قائمًا، فلا يكفي القول والقرار دون تطبيق، فهي مثل النار دون دخان، ويجب العمل السريع على تحقيق المصالحة الوطنية، واعادة أجواء الوحدة التي ينتظرها شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، ومعه كل أحرار العالم، واستعادة تدفق الدم في الشرايين بين غزة والضفة وهدم امارة غزة وسلطة رام الله، وخلق أفق جديد على أساس برنامج مشترك، ومن الواجب اعادة صياغة البرنامج والمشروع التحرري الفلسطيني بما يتناسب والمرحلة الجديد من مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني، واستعادة الوحدة الشاملة لكل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

المرحلة الحاضرة التي تتكالب فيها كل مشاريع التآمر الامبريالي والاستعماري والصهيوني والرجعي العربي على فلسطين وفي القلب منها زهرة المدائن، القدس، هذه المرحلة تتطلب تجاوز الانقسام الاسود، وتطبيق خطوات المصالحة الوطنية كما اتفق على خطوطها العريضة في القاهرة، وكذلك بناء استراتيجية وطنية، وخطة عمل مدروسة لتنفيذ قرارت المركزي الفلسطيني، وتجنيد جميع الفصائل لمواجهة الواقع السياسي الجديد وتحديات المرحلة الراهنة، بالموقف الوطني والثوري الموحد والعمل الجماعي المشترك وحكومة وحدة وطنية فضلًا عن المقاومة الشعبية المشروعة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر فريد حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/20



كتابة تعليق لموضوع : ما المطلوب بعد انعقاد المركزي الفلسطيني..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net