صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

مؤتمر المانحين .. آمال بحجم الاموال
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنتهى مؤتمر المانحين في دولة الكويت، وسط فرحة للحكومة العراقية بحجم الأموال التي حصلت عليها، وآمال كبيرة من الشعب العراقي، في أن تغير هذه الأموال من الواقع الذي يعيشه، وسط وضع سياسي واقتصادي يشوبه الكثير من الفساد المالي والإداري، قضى على أضعاف الأموال الممنوحة.

واقع الحال والأرقام تقول، إن هذا المؤتمر لم يكن لمنح الأموال للعراق لإعادة أعماره، حيث لم تتجاوز المبالغ الممنوحة 350 مليون دولار، في غالبها منح ومساعدات من منظمات إنسانية، تكاد تكون نقطة في بحر من حاجة العراق الفعلية، لإعادة بناء مدنه المدمرة على إثر الحرب مع داعش، والتبعات الإقتصادية والإجتماعية المترتبة من جراء هذه الحرب، وانعكاساتها على الواقع المعيشي للفرد العراقي.

بلغت القروض والتسهيلات المصرفية 29 مليار و600 مليون دولار، فأما القروض فهي تضاف الى مبالغ القروض العراقية المتراكمة، الذي وصل الى 118 مليار دولار، وصار يثقل كاهل الموازنة العراقية، وإنعكس سلبا على المواطن العراقي، الذي إزدادت عليه الضرائب وزادت من معاناته المتراكمة، ولا نعرف كيف ستسدد الحكومة العراقية هذه المبالغ، وإقتصاد العراق يعتمد على النفط فقط، الذي لا تغطي صادراته حاجة العراق الفعلية من الأموال.

أما التسهيلات المصرفية، فهي للشركات العالمية والحكومة العراقية، إذا ما نجحت في جذب إستثمارات حقيقية تنعش إقتصاد البلاد، وتفعل عجلته الاقتصادية المتوقفة، ولا نعرف كيف ستقوم الحكومة بخلق أجواء إستثمارية حقيقية، بعد أن عجزت الحكومات السابقة عن ذلك، وسط أجواء ما زالت مشحونة سياسيا وإجتماعيا، وإنتشار للسلاح السائب خارج إطار الدولة، وعشائر تصارع الحكومة على المنافذ الحدودية، والفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة، والتعامل السياسي والشخصي مع هذه الشركات ومحاولات ابتزازها.

تفاعل الشارع العراقي مع هذا المؤتمر، وفرح بالمبالغ المستحصلة فيه، ولكنه ظل يتساءل هل ستذهب هذه المبالغ للحكومة العراقية، وتتعامل معها كما تعاملت مع الأموال الكبيرة في الموازنات السابقة؟ فإن كان كذلك فلا يعدو الأمر من تكبيل العراق بمبالغ مالية إضافية، وزيادة أموال الفاسدين والانتهازيين، أم إن الشركات العالمية ستقوم بانجاز مشاريع عمرانية في العراق، مقابل هذه المبالغ الممنوحة؟ بل ذهب بعضهم الى طلب الوصاية الدولية على صرف هذه المبالغ، وان تكون تحت إشراف لجان مختصة من الأمم المتحدة أو الدول المانحة.

ستبقى آمال العراقيين معلقة وثقتهم معدومة، ما لم يروا تأثيرا حقيقيا لهذه الأموال على واقعهم الإجتماعي والعمراني، فقد مروا بتجارب مريرة تثبت صدق مخاوفهم، والأموال التي أهدرت كانت ستغنيهم عن المنح والحاجة الى القروض، وما لم تتغير سياسة الحكومة القادمة عن سابقاتها، فستصبح هذه الأموال مجرد أرقام على الورق، لن يرى العراقيون منها شيئا.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/16



كتابة تعليق لموضوع : مؤتمر المانحين .. آمال بحجم الاموال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net