صفحة الكاتب : الشيخ حسن الكاشاني

السيد كمال يقر بأنه يخالف جميع المتكلمين والفلاسفة ، و يخالف ضرورة من ضروريات الدين بالقول : ان الله مركب
الشيخ حسن الكاشاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

♦️قال السید کمال الحیدری فی المقطع  اعلاه: انه یخالف قول جمیع الفلاسفة و المتکلمین و یقول ان الله تعالی مرکب من الوجود و الماهیة، و استشهد علی ذلک بذکر خبرین لیقول ان الاخبار توافق مع ما توصل الیه هو من النتیجة.

🔴الجواب:
ان کان المقصود من الماهیة هی التی یقال انها تترکب مع الوجود کما قال السبزواری (کل ممکن زوج ترکیبی من الماهیة و الوجود) ...
فهی:
🔘 لیست عند القائل باصالة الوجود الا امرا اعتباریا متساویة النسبة الی الوجود و العدم...
🔘و قد صرحوا بانها امر عدمی لاحظ لها من الوجود، ای من الثبات و الحقیقة بل هو انقطاع الوجود و حد للوجود.
🔘و لیت شعری کیف یوصف الباری تعالی بالماهیة بمعناها الفلسفی الموجود فی الممکن؟
🔘فهل یا تری ان وجوده تعالی یتناهی الی حد .. او ان للاعتبار مجال فی ذاته المقدسة .. او ان العدم یتخلل فیه تعالی؟
🔘مع ان الوجود کما قالوا مغایر للماهیة، فکیف یکون للعدد مجال فیه الواحد الاحد؟
🔘مع انهم کما قالوا ان الماهیة لاجل امکانها و تساویها للوجود و العدم تکون محتاجة للعلة،.. و من اجل ذلک صار الممکن ممکنا،.. فکیف یکون الواجب عنده عرضة للماهیة التی هی من لوازم الامکان؟
...

🔸بل انه تعالی منزه حتی عن وجود المخلوق الذی قالوا بانه امر اصیل و حقیقی .. اذ ان وجود المخلوق وجود بالغیر، و ان هذا القید ذاتی له و لیس من اعراضه التی یمکن سلبه عنه، ای اذا سلب عنه هذا القید (=ای قید کونه بالغیر) سوف ینعدم المخلوق بانعدام هذا القید .. فلاتقرر و لا ثبات و لا وجود و لاشیئیة له بذاته... فکیف یجری هذا الوجود فی الخالق؟
هل مع قید الفقر ام بدونه؟ فالاول کفر و الثانی فرض محال اذ الذات لایبقی بعد فقد الذاتی...

🔸و من هنا فاساس دعوة الانبیاء کانت قائمة علی التنزیه، فاسسوا دعوتهم علی الکلمة المقدسة (الله اکبر) ... ای انه اجل و اعلی من صفة المخلوق. فبات تنزیه الخالق عن صفات المخلوق ضروریا من دین الانبیاء (سبحانه و تعالی عما یصفون).
(ان الله خلو من خلقه و خلقه خلو منه و کل ما یمکن فی المخلوق یمتنع فی خالقه)
و قال علیه السلام: (کل ما میزتموه باوهامکم فی ادق معانیه فهو مخلوق مثلکم مردود الیکم)
و قال علیه السلام: (توحیده تمییزه عن خلقه و حکم التمییز بینونة صفة لا بینونة عزلة)

🔸و بعد کل تلکم المحکمات الصریحة فی تنزیهه تعالی عن صفة المخلوق و عن مشابهته .. یکون التمسک ببعض المتشابهات من طریق اهل الزیغ الذین یبتغون الفتنة بتاویلها علی خلاف المحکمات.

🔸مع ان ما ذکره من الروایتین لاظهور لهما فیما یدعی، و ذلک ناش عن الخلط بین المعانی اللغویة و الاصطلاحیة...
فان الماهیة فی اللغة لیست بمعناها الفلسفی المقابل للوجود... 
❌و بعید عن الصواب ان تحمل الروایات علی اصطلاح خاص.

🔸فاما قوله علیه السلام (یا من لایعلم ماهو الا هو) ای لا یعلم حقیقته الا هو، و هذا لبیان استحالة اکتناه المخلوق للخالق .. لا ان له ماهیة فی قبال الوجود.


🔸و اما قول الامام الصادق علیه السلام فی جواب الزنديق حين سأله : ما هو ؟ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ...
قال له السائل : فما هو ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : هو الرب وهو المعبود وهو الله وليس قولي: الله إثبات هذه الحروف : ألف ولام وهاء ، ولا راء ، ولا باء ولكن ارجع إلى معنى وشئ خالق الأشياء وصانعها ونعت هذه الحروف وهو المعنى سمي به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود عز وجل...
قال له السائل : فقد حددته إذ أثبت وجوده ، قال أبو عبد الله عليه السلام : لم أحده ولكني أثبته إذا لم يكن بين النفي والإثبات منزلة .
قال له السائل : فله إنية ومائية ؟ قال : نعم لا يثبت الشئ إلا بإنية ومائية .
قال له السائل : فله كيفية ؟ قال : لا لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه فقد أنكره ودفع ربوبيته وأبطله ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ولكن لابد من إثبات أن له ذات بلا كيفية  لا يستحقها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره . 
📚(توحید الصدوق 246)

🔘الناظر فی الخبر صدرا و ذیلا یکاد یقطع ان الامام بصدد اثبات الله تعالی منزها عن صفات المخلوق، و هذا الذی کان یصعب علی الزندیق، حیث کان بصدد الوقوف علی ماهیة الرب المتعال، ای حقیقته و کنهه. 
🔘من هنا بدأ بالسؤال عن الماهیة (عن الله ماهو)
🔘فجائه الجواب: (انه شیء بخلاف الاشیاء) ای اثبات منزه عما یکون فی الاشیاء من الوجود و الماهیة.

🔘ثم کرر سؤاله (ما هو) فاجابه علیه السلام بافعاله و آثاره (هو الرب و هو المعبود) و اکد علی انه لیس هو عین هذه الاسماء .. بل هی تعبیر عن الذات المنزه عن شبه المخلوق.

🔘ثم عاود فی المرة الثالثة لیقول ان الاثبات لاینفک عن وجود ماهیة و حد، فانه لایمکن اثبات الشیة الا بالماهیة و الحد... فبین علیه السلام انه لم یحدده و انما اثبته اثباتا بلاتشبیه و لا تعطیل.

🔘فرجع رابعا لیسأل: عن انه هل هو حقیقة و واقعیة ام لا بقوله (فهل له انیة و مائیة) .. و کان هذا السؤال منه لیمهد لسؤاله الآخر (فله کیفیة) .. لان المقرر فی عقلیة هذا الرندیق ان الحقیقة و الواقعة لا تکون الا مع الکیفیة التی هی حد الوجود.. فاراد ان یلزم الامام بالکیفیة حینما اخذ منه الاقرار بالانیة  و المائیة...

🔘فبالنسبة للسؤال الاول اجاب علیه السلام بالاثبات، فان الله حقیقة و شیء .. و هذا هو المراد بالانیة و المائیة ای ما به الشیء هو هو، و العطف عطف تفسیر فان من اسمائه المقدسة (هو) (قل هو الله احد)...

🔘لکن المفاجئة فی السؤال الثانی انه اجاب بالنفی، ای انه هویة بلا کیفیة .. ثم برهن علی نفی الکیفیة و استحالة تشبیهه بالمخلوق بابلغ بیان.

🔘و من المعلوم ان الماهیة التی قالوا انها اعتباریة و هی فی قبال الوجود لیست الا کیفیة الشیء ... لا اقصد خصوص الکیف الذی هو من الاعراض التسع ... بل الکیفیة بمعناه اللغوی لیس سوی حدود الشیء و ما یکون الشیء به حیوانا ا انسانا او حجرا او شجرا، و هذا هو عین الماهیة بمعناه الفلسفی ... ای حدود الوجود و ما یقع فی جواب ما هو... فان فرسیة الفرس هو نمط و کیفیة خاصة من الوجود له یقع فی جواب ماهو.. کما ان انسانیة الانسان کیفیة اخری من الوجود له یقع فی جواب ماهو ... و هکذا حجریة الحجر، و الی آخر الماهیات.

🔘فتری ان الامام علیه السلام فور ان اثبت له الحقیقة و الهویة .. تصدی لدفع هذا التوهم الذی قد یحصل من اجل الخلط بین المعانی اللغویة و الاصطلاحیة، فهو صریح فی نفی الماهیة بمعناه الفلسفی.

🖌تلخص ان:
♦️حمل الفاظ القرآن و الحدیث علی المعانی الاصطلاحیة
♦️بعد صریح الخبر فی نفی الکیفیة عنه تعالی الصریح فی نفی الماهیة الفلسفیة
♦️و بعد الاسئلة المتکررة من الزندیق للامام لاثبات ان اثباته لاینفک عن اثبات الکیفیة و الماهیة الفلسفیة .. و اصرار الامام علی المعرفة المنزهة المقدسة عن الکیفیة و المشابهة...
❌من ابرز مصادیق اتباع المتشابه دون المحکم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسن الكاشاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/17



كتابة تعليق لموضوع : السيد كمال يقر بأنه يخالف جميع المتكلمين والفلاسفة ، و يخالف ضرورة من ضروريات الدين بالقول : ان الله مركب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net