صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح377 سورة الحجرات الشريفة
حيدر الحد راوي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{11}

تضمنت الآية الكريمة خطابا مباشرا اخر ناهيا :

  1. (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ ) : ينهى الخطاب عن سخرية بعض المؤمنين في بعض , (  عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ) , لعل المسخور منه افضل من الساخر , (  وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ) , وكذلك الحال فيما يخص النساء .
  2. (  وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) : لا يعيب بعضكم بعضا .
  3. (  وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ) : ولا يدعو بعضكم بعضا بلقب سيء او مما يكرهه من الالقاب , قبحت وساءت القاب السوء بعد حلية الايمان .   

(  وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) , اما من لم يتب من السخرية واللمز والتنابز فيكون في جملة الظالمين وان كان مؤمنا .  

مما يروى في سبب نزول الآية الكريمة نورد رأيين :

  1. ما رواه السيوطي في تفسيره الجلالين ( الآية نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب ) .
  2. القمي في تفسيره ( نزلت في صفية بنت حي بن أخطب وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك إن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها يا بنت اليهودية فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها الا تجيبنيهما فقالت بماذا يا رسول الله قال قولي إن أبي هارون نبي الله وعمي موسى كليم الله وزوجي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فما تنكران مني فقالت لهما فقالتا هذا علمك رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا يسخر الاية ) .

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ{12}

تضمنت الآية الكريمة خطابا مباشرا اخر جاء فيه :

  1. (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) , الظنون كثيرة بعضها حسن وبعضها يكون اثما , ينبغي للمرء ان يحسن الظن فيمن حسنت سيرته , والعكس بالعكس , الا ويجب ان يتحرى الظن قبل ان يرتب عليه اثرا , جاء في تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني " عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك منه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا" , وكذلك ورد في كتاب نهج البلاغة ما يفي بالخصوص " إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه خزيه فقد ظلم وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن الرجل الظن برجل فقد غرر" .
  2. (  وَلَا تَجَسَّسُوا ) , ينهى النص المبارك عن متابعة او البحث عن عورات المسلمين , جاء في تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني " عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإنه من يتبع عثرات أخيه يتبع الله عثرته ومن يتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته" .
  3. (  وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً ) : ولا يذكر المؤمن اخيه المؤمن بما يكرهه وان كان فيه , (  أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ) , النص المبارك يشبه عملية الغيبة كأكل لحم الاخ الميت , وهو ابلغ واشد انكارا وتمثيلا للغيبة , (  فَكَرِهْتُمُوهُ ) , كما تكرهون أكل لحم الاخ الميت فأكرهوا الغيبة واشمئزوا وانفروا منها كما تشمئزون وتنفرون من اكل لحمه .

( عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن الغيبة فقال هو أن تقول لاخيك في دينه ما لم يفعل وتبث عليه أمرا قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حد وفي رواية وأما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا .
وعن الكاظم عليه السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته .
وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من عامل الناس فلم يظلمهم ومن حدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته وظهرت عدالته ووجبت اخوته وحرمت غيبته ) . " تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني " .

(  وَاتَّقُوا اللَّهَ ) , في كل ذلك , وخافوا عذابه فيه , (  إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ ) , كثير التوبة على التائبين , مبالغ في قبولها منهم ان كانت صادقة , (  رَّحِيمٌ ) , بالجميع , المتعرضين لكل ما ذكر ورحيم بالتوابين .         

 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{13}

تضمنت الآية الكريمة خطابا مباشرا اخر (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى ) , من آدم وحواء , (  وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ ) , يختلف المفسرون في الشعوب والقبائل , فمنهم من يرى :  

  1. الشعب يتكون من مجموعة من القبائل , والقبائل " هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها مثاله خزيمة شعب كنانة قبيلة قريش عِمارة بكسر العين قصي بطن هاشم فخذ العباس فصيلة" – تفسير الجلالين للسيوطي - .
  2. الشعوب العجم والقبائل العرب . "تفسير القمي" .

(  لِتَعَارَفُوا ) , ليعرف بعضكم بعضا , لا للتفاخر بالأنساب , (  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) , ان التقوى هي معيار التفاضل , فيما ورد عن الرسول الكريم محمد "ص واله" انه قال "يوم فتح مكة" : يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها أن العربية ليست باب والد وإنما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي الا انكم من آدم وآدم من التراب وإن أكرمكم عند الله أتقاكم , (  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ ) , بكم , (  خَبِيرٌ ) , ببواطنكم وبواطن الامور .     

 

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{14}

تروي الآية الكريمة على لسان الاعراب قولهم (  قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ) , هؤلاء هم نفر من بني اسد قدموا المدينة واظهروا الشهادتين , فقالوا لرسول الله "ص واله" – أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان يريدون الصدقة والمن بذلك - , (  قُل ) , لهم يا محمد "ص واله" , (  لَّمْ تُؤْمِنُوا ) , لم يحصل لديكم التصديق القلبي بالإيمان , (  وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا ) , فأن الاسلام هو الانقياد واظهار الشهادتين والدخول في السلم وترك قتال المسلمين ... الخ , (  وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) , اما الايمان فلم يدخل في قلوبكم بعد , بل ذلك متوقعا محتملا فيكم , او متوقعا من اجيالكم , (  وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً ) , يقرر النص المبارك انكم ان اطعتم الله ورسوله بالإيمان والاخلاص وترك النفاق ... الخ لا ينقص من اجور وثواب اعمالكم شيئا , (  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ) , كثير المغفرة للمستغفرين , (  رَّحِيمٌ ) , بهم او بالتفضل عليهم .   

 

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{15}

تقرر الآية الكريمة  (  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) , الصادقون في ايمانهم بالله ورسوله , (  ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) , لم يشكوا او ينسل الريب الى قلوبهم , (  وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) , بذلهم النفس والمال في سبيل الله هو اكبر علامة على صدق الايمان , (  أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) , حيث ترجموا صدقهم في الايمان الى افعال على ارض الواقع ولم يكتفوا بقولهم ( آمنا ) فقط .     

 

قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{16}

تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" (  قُل ) , لهم يا محمد "ص واله" , (  أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ ) , سؤالا انكاريا "أتخبرونه بقولكم – آمنا – " , (  وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) , حيث لا تخفى عليه خافية , وفيه توبيخا وتجهيلا لهم , مما يروى في سبب نزولها أنه لما نزلت الآية المتقدمة جاؤوا وحلفوا أنهم مؤمنون معتقدون فنزلت هذه – تفسير القمي - .  

 

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{17}

تستمر الآية الكريمة  (  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ) , يعدون اسلامهم منة عليك , حيث انهم اسلموا من غير قتال على خلاف البعض الاخر ممن اسلم بعد قتال , (  قُل ) , لهم يا محمد "ص واله" , (  لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ) , لا تمنّوا عليّ اسلامكم , فأن ذلك مما يعود عليكم بالنفع والكرامة , (  بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ ) , المنة لله تعالى , وحده جل وعلا المنان , (  أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) , الهداية لا تستلزم الاهتداء , فأن الهداية بحد ذاتها هي منة من مننه جل وعلا , (  إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , في زعمكم "قولكم" – آمنا - .       

 

إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{18}

تقرر الآية الكريمة تقريرين :

  1. (  إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) : ما غاب فيهما عن الحواس وادراك العقول والافكار .

(  وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) : لا يخفى عليه شيء مما تعملونه في سركم وعلانيتكم .   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/24



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح377 سورة الحجرات الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net