صفحة الكاتب : علي الزاغيني

(المرأة - الرجل ) الحب ما بعد الزواج  (7)
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحب يولد من لاشئ ولكنه يموت بأي شئ  هكذا هو الحب يولد من لا شئ لتكون الحياة اجمل بالحب ومصدر للتفاؤل والامل , وهذا الحب قد ينتصر على ارادة المجتمع وتقاليده او يأفل نجمه اذا ما اصطدم بواقع مرير تسيطر عليه ترسبات مجتمع لايفقه من الحياة سوى فرض الارادة بالقوة وهذا بكل تأكيد يضع الحب في زاوية ضيقة حتى يتلاشى وينتهي ويصبح ذكرى مع مرور الزمن .

السيد (م) استاذ جامعي انسان مثقف وله مكانته الاجتماعية  في المجتمع  والجامعة متزوج ويعيش مع عائلته باستقرار  , لكن الحب لا سلطان  عليه وهذا ماغير مجرى حياة (م) بعدما التقى  مصادفة بالانسة      ( و) زميلته استاذة جامعية راقية مثقفة لديها عقلية واعية (متوسطة الجمال)  ومع مرور الزمن توطدت هذه العلاقة من زمالة الى صداقة  و مع تقارب الافكار و القلوب جاء الحب ليكون هو المنعطف الكبير في علاقتهم , الى هنا والامور بخير , لكن  بسبب ظروف العمل والحياة  تم انتقاله الى جامعة اخرى خارج مدينته وخلال هذه الفترة حاول ان يتقدم لخطبتها والزواج والانتقال معا لمقرعمله الجديد ولكن على ما يبدو ان قيودا ما فرضت عليها جعلتها ترفض فكرة الزواج  من شخص متزوج فضلا عن السفر معه وهذا ماجعله في حيرة من امره  مع انه تعهد بتوفير جميع وسائل الراحة  والسعادة   وتكون وحدها معه  ولم يستصحب عائلته إلى مقر  اقامته الجديد. سافر (م) وترك حبيبته بعدما  رفضت فكرة الزواج هي وعائلتها  عائلتها بسبب ان المتقدم لخطبتها متزوج ولديه عائلة وبسبب هذا الرفض قررت ان تتزوج على الطريقة التقليدية وتوافق على اول من يتقدم طالبا يدها لتنسى  حبيبها و لتستمر الحياة رغم الالم .

 

كما قلنا ان الحب لاسلطان عليه رغم فراقهما القسري الا ان تواصلهم مع بعض لم ينقطع ولكن  ليس كما يظن البعض فعلاقتهم  لاتشوبها شائبة وانما علاقتهم كان يسودها التفاهم والاحترام والثقة المتبادلة قبل وبعد فراقهم  كونهم ذوي مكانة اجتماعية  ومربي اجيال , لذا كانت تتحدث بصراحة عن همومها ومشاكلها الزوجية  وبالعكس هو يحاول ان يجد لديها الحلول لما يعانيه من منغصات الحياة وهمومها ولكن بالنهاية هما كل في جانب من الحياة  فهي تعتبر وجوده بحياتها صديق يمكن ان يقدم لها الحلول وقت ما تشاء  وهو ربما يظن انها  لاتزال متعلقة به او ان حياتها الزوجية  ليست على مايرام  وعلى وشك الانهيار وانها فشلت في الاختيار وهذا سبب تواصله معه .

 

الزواج الثاني هو احد الحلول ولكن بالحقيقة  انه ليس الحل الامثل  لمن اراد ان يبتعد عن مشاكله وهمومه ليتزوج امرأة ثانية وهذا ما جعل السيد( م ) في موقف لايحسد عليه فهو لم يحسن التصرف لذا خسر حبيبته من جهة وتبعرث حياته واهمل عائلته من جهة اخرى  لذا نجده في حيرة من امره ويحاول  بشتى الوسائل ان يقدم المساعدة اليها وربما ينصحها بالانفصال ليتمكن من الاقتران بها, الخطا ليس  خطأه وحده وانما خطأ الاثنان معا , من ناحيتها يجب ان لا تتصل به لتعرض عليها مشكلتها او ما يدور داخل منزلها وهو من ناحيته يجب  ان ينهي الامور ويدعها تعيش حياتها بسلام كما هي بدون ان يترك أمل لها  بالعودة اليه .

القناعة كنز لا يفنى وهي سر النجاح لمن اراد تمضي الحياة معه بشكل طبيعي بدون منغصات. لو كانت (و)  على قناعة بانها علاقتها بالسيد (م) علاقة ارتباط روحي او ربما  كانت غير واثقة من حبها له او بالعكس وربما ارادت برفضها ان تحافظ على سعادة عائلة حبيبها (م) لتضحي بحلم حياتها من اجل  عدم انهيار عائلته ولا تبني سعادتها على  تعاسة وشقاء عائلة حبيبها , لذا من المفترض من السيدة (و) ان تكون اكثر جرأة وتقرر اما ان تستمر بحياتها الزوجية بشكل طبيعي وتحاول ان تكون موفقة ببناء جسور المحبة بينها وبين زوجها الذي اختارته رغم الفارق الثقافي والتحصيل العلمي وتكون له الحبيبة والزوجة  المخلصة وتتجاوز كل هفواته وسلبياته لعلهما يوماً ما يتوصلان الى تفاهم مشترك  لتمضي عجلة الحياة كما يخططان لها , او تكون قوية وجريئة اكثر وتقرر الانفصال حتى لا تبقى في صراع نفسي وعاطفي يجعل من حياتها جحيم والم  لا ينتهي , اما السيد (م) اعتقد ان عليه ان يكون صريحا وواضحاً معها وان  لايبقى مجرد شخص يحاول الاستفادة من اخطاء غيره وانما يكون الصديق المخلص ويقدم النصيحة الصادقة واذا تطلب الامر منه أن  يقطع كل الاتصالات معها حتى تستمر حياتها بعيداً عنه ربما السنين تكون كفيلة بالنسيان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/11



كتابة تعليق لموضوع : (المرأة - الرجل ) الحب ما بعد الزواج  (7)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net