صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

تسليع الديمقراطية !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هنالك عدة عوالم يعيشها الانسان، عالم الأفكار وهو ذروة الرقي الفكري والوعي الإنساني، وبعده يأتي عالم الأشخاص، وهو العالم الذي يعتمد منهج تقديس الأشخاص، فيتبنى او يرفض الأفكار لارتباطها بهذا الشخص او ذاك وليس لما تمثله بحد ذاتها، اما العالم الثالث والأدنى وهو عالم الأشياء، وهو عالم من الضياع والضبابية لعدم وجود ما يتبناه الفرد، سواء كان على مستوى الأفكار او الأشخاص، وهو اقرب الى الانسان البدائي في سلوكه اذ لا يحركه الا أشيائه وما بين يديه، ليكون مملوكاً لا مالكاً لها .

التسليع او الشيئية هو منحدر يأتي بعد العالم الثالث ( عالم الأشياء ) من حيث الضياع واختلاف منظومة القيم التي يعتنقها الانسان، ليتجه صوب تسليع منظومته القيمية التي تمتاز بتحولها الى منظومة أشياء، فيحركه الحصول على هذه الأشياء وليس بما تعطيه من مزايا، لتكون مطلوبة بذاتها ومعيارا ً لتحقيق الذات، لنكون امام إنسان فارغ او مفرغ من المحتوى القيمي بشكل كامل، فلا يتحرك لإيمانه بمبدأ او قيمة عليا او مصلحة عامة، كسلوك سياسي سواء كان انتخابي او ابداء رأي في قضية عامة، وإنما يتحرك مدفوعاً برغبته في الحصول على الأشياء المادية، حتى وان قدمها من يعتقد بعدم صلاحه، وبالتالي نرى البعض يدافع عمن يعرف بفشله وعدم قدرته على تقديم شيء، ليس ايمانا ً به وإنما بما يترتب على هذا الدعم من استفادة مادية .

استمالة الناخب لتأطير خياراته الانتخابية في اخطر مفاصل العملية الديمقراطية، لاختيار قائمة او شخص عن طريق تقديم ( أشياء ) او أموال، لتكون أساس تحديد خياراته السياسية وفق نهج سياسي معين قد لا يخدم المصلحة الوطنية، ليكون الناخب ممن يحمل هذه الثقافة بمثابة من يعتبر نفسه سلعة قابلة لتوجيه الدعم والصوت الانتخابي بعيداً عن القناعات والاسس المنطقية والقيمية، وبالتالي يساهم بشكل كبير بتسليع الديمقراطية، ليعتبرها شيئاً اخر يضاف الى أشيائه، وليس وسيلة لضمان تمثيله بشكل حقيقي عن طريق وسائلها الرئيسيّة وأهمها الانتخابات .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/26



كتابة تعليق لموضوع : تسليع الديمقراطية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net