صفحة الكاتب : واثق الجابري

قانون حماية الخرفان
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الخرف والخريف والخرافة والخروف، أسماء في جوهرها تدل على الضعف والحاجة للتبعية والإنقياد، وتطبيق أشياء تضر صاحبها لتنفع من يحركها، فالخرف نهاية وتصرف أحياناً بما يُخالف العقل، وأية قوة خارجية تستطيع أمضاء أمرها على المُخرف، والخريف تساقط الأوراق والثمار وذهاب الخضار، بفعل الشمس والرياح ولولا إصرار الأشجار على البقاء بمساعدة الماء، لما عادت للحياة. 

الخرافة تساقط قيم وفق رؤى غير مبنية على عقل سليم، وبفعل فاعل خارج من منطق الإنسان، ومنهم من يُصدقها الى درجة الإيمان بتلك الخرافة وأن كانت تدعو الى ذبح الإنسان، ويعمل على تعميق شذوذها وإبتداع وسائل أكثر تخريف. 

أما الخروف فهو ليس ذلك الحيوان الذي يذبح ويبذخ به على الموائد، سيما ما كانت للصفقات المشبهوهة، ويلقى نصف لحمه في حاوية النفايات، من أجل إرضاء طرف كتعبير عن كرم آني وحسن أخلاق مصطنع، وكم هي أعداد الخرفان التي تقدم في موائد المرشحين، وكأنهم في قمة الكرم وحسن الضيافة، لكن في أحيان كثيرة يطلق على الإنسان التابع كخروف، والشعب الذي ينقاد بالظلم والعصا بالخرفان، ويقوده راعٍ يعطيه طعام متى يشاء، وأن دب لحمه فقد جاء دور ذباحته، وأن لم يذبح يرى أقرانه يقدمون واحداً تلو الأخر للمنحر، وخرفان آخرى تنتظر دورها برعب. 

يتصور بعض الساسة بأن الشعوب خراف، ومتى ما نبت لحمها حل وقت ذباحتها، ومتى ما إحتاجها الراعي يسوقها حيث يشاء، ولا رأي لها سوى الإنقياد والقبول بمصيرها، وكم من الخراف ستذبح في ولائم الإنتخابات، وكم من المرشحين يعتقدون من أمامهم خراف وكأنه أسد في قطيعهم، ولكن كما يقال خير لك أن تكون أسد في قطيع الأسود، من أسد يقود قطيع خراف. 

لا يكتفي الذباح بذبح الخروف، بل يذهب لدباغة جلده، ويوزع لحمه بين أشخاص، ولا يعرف من فيه أكل منه أكثر، وقليل منهم يعطيه الماء قبل الذباحة. 

بما أن الخراف في موسم الإنتخابات تذبح بشكل ملفت للنظر وبلا جدوى سوى إغراء الناخب بكرم المرشح وحُسن خلقه، لذا وبإعتبار الخراف ثروة وطنية، مطلوب تشريع قانون لحماية الخرفان، كبقية القوانين التي شرعت ولم تنفذ، لعدم وجود الإمكانيات والآليات لتطبيقها، وأول من يخرقها أولئك الأشخاص الأقربون الى القانون ومن يعمل قريب من السلطة التنفيذية والتشريعية، ومن ساسة العراق من خرف وفي مرحلة الخريف السياسي، وإستخدم الخرافة لكسب الأصواتن ويبدو أن الولائم الكثيرة رفع من سعر الخراف في هذه الفترة، وبعض المرشحين يعتقد أن الطريق لوصول الى صوت الناخب من بطنه لا من عقله. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/02



كتابة تعليق لموضوع : قانون حماية الخرفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net