صفحة الكاتب : احمد الخالدي

قصة قصيرة … لن ابكي عليك يا صديقي
احمد الخالدي
عهدته يافعاً في سني دراستنا المتوسطة , شاب حديث عهد بالطموحات جديد على التفاؤل بالمستقبل ومذ عرفته حيث كنا معاً في صف ٍ واحد لم منه الاّ الخلق الكريم والشخصية المتميزة كان مميزاً بالفعل , صمته كلام ونظرته تحمل معان ٍ كثيرة , حين يشخص ببصره الى انسان ٍ او شيءٍ أقرأ ُ في نظرته عشرات الكلمات وأحسُّ من خلالها بقوة شخصيته التي لم تأخذ حيزاً مهماً في الحياة ( رُغم ما يمتلكهُ من تميّز ٍ وتفرد ٍ في الصفات ) عشقته واحببت ُ روحه التي كانت مرآتي أنظر فيها اعماق نفسي , كنا كالتوأم لا نفارق بعضنا نتشابه في كل شيء ونتفق في كل الميول والتوجهات الا في تخصصنا الاكاديمي ( فيما بعد) كان أحدنا صندوقاً مقفلاً لسر ِّ الاخر لا يفتحه الا صاحبه وأستمرت تلك الصحبة وأزدادت مكانته في نفسي وكبر حبه بين ثنايا روحي كلما ازدادت ايام صحبتنا ولم أعد أتصور فراقه ليوم واحد حتى صار جزءاً مني وبت أنظر اليه كأنه نفسي وصارت حياته جزءاً من حياتي وشاءت الظروف ان تفرقنا قليلاً لأختلاف فرعينا في الاعدادية ولم يزل هو يمضي متميزاً في تفوق متلاحق وأكملنا الدراسة ومضى كل منا للبحث عن طموحه الذي كان يحلم به ولكن الحقبة السوداء التي مرت بالعراق والتي لعشرات السنين غيبت العدل ولم يكن لأصحاب الشهادات فيها نصيب وبقينا انا وهو تقلبنا ايدي الليالي والايام كيف تشاء وكلٌّ يجتهد لتحصيل رزقه ومرت السنوات المتلاحقة على هذا الحال حتى وصلني نبأ حصوله على عمل يليق به وبشهادته , فرحت بالخير اكثر مما فرح به هو نفسه ..
 
وحين جاء موعد لقاءنا المعتاد ذهبت لكي أراه فأستقبلني أخوه بعيون جفت دموعها قائلاً لي وهو يستعد للخروج تعال معي لكي تراه فتحركت كرجل ٍ آلي ولم أسأل عن مكان وجوده لأحتفظ بثمالة الامل الباقية . ولا أعلم كيف كانت حالتي حين نظرت اليه وهو جثة بلا رأس على دكة المغتسل غير أني اذكر أنني رفعت يدي لأتأكد من وجود رأسي في مكانه وجلت ُ ببصري وأذا الناس يبكون علي ّ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/30



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة … لن ابكي عليك يا صديقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net