صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

لا تخجل من الفاسدين
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الكاتب الأمريكي مارك توين:" اَلإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يخجل, لأنه الوحيد الذي يفعل ما يُخجِل".

عندما يَفعلُ الإنسان فِعلاً مُشيناً, وكان ضميره صاحياً, فإنه يشعر بالخجل مما فعله, لكن بعض بَني البشر, لا يشعرون بذلك الشعرور, بل نرى من الطرف الآخر, هو الذي يشعر بالارتباك خجِلاً.

يُحكى ان رَجلاً كبيراً في السِن, تَقاعَدَ من عمله وذهب لاستلام راتبه, الذي يتقاضاه كل شهرين, وكما هي العادة فقد توجه للمصرف المختص؛ واستلم راتبه ليضعه في محفظته, التي أخرجها من جيب البنطلون الخلفي, ليصعد واسطة النقل كي يذهب لبيته, وعندما أراد دفع الأجرة, وجد أَنّ محفظته قد فقدت, فقد كان يتبعه أحد السُراق, الذي جَلَس بجانبه, وفي حالة ارتباك وخجل مِنَ الركاب, سأله السارق ما بِكَ يا عم؟ فأجاب الرَجل سُرِقت محفظة نقودي, قالها بخجل وبصوت خافت, لا يسمعه سوى من كَلَّمَه, وإذا بالسارق يدفَع اجرة الرجل المتقاعد, ليبادره العجوز بالشكر ويدعوا الخالق له بالستر.!

محطة الخجل المعكوسة تتكرر في العراق, تتكرر كل أربع سنوات, ففي كل دورة انتخابية, يًرشِح بعض الفاسدين, رغم شيوعِ فسادهم واستهتارهم بالمال العام؛ وبكل وقاحة يُخالفون القِيَمَ والقانون, بتوزيعهم الهِبات من مالِ سُحت, أبوا إلا أن يسرقوه من ثروات الشعب, ليتقبله بعض المواطنين لحاجةٍ, تَحتَ ظل الخجل من سمو المُرشح؛ كونَهُ من أبناء العشيرة, أو من الحِزب الذي يَحترمه ذلك المواطن.

إنَّ الفرق بين المتقاعد المسكين, الذي تمت سرقته دون أن يعلم, والمواطن الذي ينتخب الفاسدين, هو أن المتقاعد يشكر سارقه, دون أن يعرف أنه الفاعل, والمواطن يعلم عِلمَ اليقين, أّنَّ عطاء المُرشَحِ الفاسد, رشوة ملعون مَن اعطاها وأخذها, وماهي إلا تَمكينٌ للفاسد, الذي يُعطي المواطن كي يستمر بالفساد.

هل يعي المواطن ألمُنتخبُ للفاسدين, قُبحَ عمله ونتائجه التي تُعتبر اشتراكاً, ودَعماً لكل فاسد؟, وفي قولٍ لمارك توين آنِف الذِكرِ أيضا:" إفعل ما هو صحيح دائماً, فهذا سيرضي البعض, ويُذهل الآخرين".

هناك طريقة شيطانية للفاسدين يروجونها, عبر الإعلام المدفوع الثمن, وهي لا تَقل خطورة لإبقائهم, مفادها انَّ الكل فاسدون وهم مُرَشَحون, فهل هناك قباحة اكبر من هذه؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/14



كتابة تعليق لموضوع : لا تخجل من الفاسدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمدعباس ، في 2018/04/15 .

لكن المجرب سكت ولم يفضح الفاسد ؟؟؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net