صفحة الكاتب : حيدر محمد الوائلي

تنتخب أو لا تنتخب
حيدر محمد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قربت الأنتخابات في العراق وبانت وجوه بدعاياتها البائسة المكررة والجديد منها كذبة جديدة ونفاق جديد وزور جديد.

وجوة لا تستحي من عارها السابق لتضيف له عاراً جديداً بعدم تأنيب الضمير والتألم لما حصل بسببهم.

يغشى بصرهم وبصيرتهم ضجيج الهاتفين لهم محولين جادة المحاسبة على رعب وظلامة السنين السابقة لمديحٍ بأنجازات وهمية تعد بأصابع اليد الواحدة لا الأثنين.

سموها انجازات وهي مجرد مهام وظيفية مناط بصاحب المنصب عملها وتغاضوا عن الكم الكبير من النكبات والويلات والكوارث وسوء إدارة البلاد لسنواتٍ وسنواتٍ وسنوات.

ها قد أتت على العراق ثالث الأنتخابات.

في البلد الذي مزقته الصراعات الداخلية والخارجية والسياسات.

 

يدّعي الشعب أن له إرادة بالتغيير ويجب أن تصل طموحاته بمحاسبة الفاسدين وتحرير الوطن من هيمنة أحزاب ما أتت إلا بخراب البلد وضياع ثرواته.

يدّعي الشعب أن له صوت سيُسمع وسيُعبّر عنه بكل قوة وحرية في صناديق الأقتراع.

أخشى أن يكون مجرد إدعاء وسيكرر الشعب غلطته الأولى والثانية فيعززها بثالثة ربما تكون القاضية.

 

للحرية أعداء ينبغي على الواعي مواجهتهم بالمشاركة في الأنتخابات.

للحرية أعداء قتلوا بأسمها الناس وقطعوا بها الأرزاق وبها تحاصصوا وغنموا ثروات البلاد.

للحرية اعداء قد فاز منهم من قبل في الأنتخابات السابقة الكثيرين جداً وفشلوا فشلاً ذريعاً في عملهم في البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات لمّا انتخبهم الشعب عن جهلٍ وميلٍ عصبي لتيار اولئك المرشحين الديني أو السياسي.

للحرية أعداء فحاربهم بالمشاركة في الأنتخابات بكل نبل وشرف بعدما حاربوا الشعب العراقي بكل خسة ونذالة.

 

تبعاً للوعي الشعبي للحرية والديمقراطية تأتي نتائجها، فمتى ما كان الخيار الشعبي واعي ونبيه كانت النتائج رائعة، وبالعكس لو كان الخيار الشعبي متسرع وجاهل ومتغابي وبلا تفكير فتكون النتائج بائسة وهذا ما حصل بشكل كبير جداً في الأنتخابات السابقة.

 

أوصلت الأنتخابات الكثير من الشخصيات التافهة لمناصب ومسوؤليات في الحكم والتشريع، ولكن من أوصلهم هو من إنتخبهم عن جهل أو عن كراهية بغيره فينتخبه لا لكفاءته ولا لفكره بل كراهة بغيره.

أو ممن إنتخب وفق مشتهاه الطائفي وتياره الديني وميله السياسي واضعاً خلفه مرشحين كفوئين.

من الناس من لم يشارك في الأنتخابات، وهذا حرية شخصية محترمة ولكن على أن يدركوا أنهم ساهموا بسكوتهم وعدم مشاركتهم بوصول من يتكلموا عنهم في بيوتهم وبين زملائهم من أن أكثر الفائزين في الأنتخابات فاسدين وجهلة فهؤلاء الناس لم يوصلوا من يحسبوهم كفوئين وأصحاب فكر بعدم إنتخابهم لهم.

ألا يوجد مرشح تظنون أنه يستحق أن تعطوه صوتكم، ممن تعرفون فكره الراقي وكفائته العالية.

قلت تعرف فكره الراقي وكفائته العالية وليس قصدي المعرفة الشخصية فهذا شيء إجتماعي خاص وأما مصير البلاد والناس فهو الأساس بلا شك.

 

إنتخب من تظن أنه الأصلح رغم قلتهم وبكل حرية واستقلالية ولكن فكّر قبل أن تنتخب فصوتك مسؤولية.

إنتخب لكي لا يعود الفاسد ولا الكاذب من جديد ممن إنتخبه الناس بنسبة مصوتين كبيرة (فقط) لأنه ينتمي لتيار ديني وسياسي يحلو للبعض إسمه فأنتخبوا مرشحاً (فقط) لأنه من هذا التيار الديني والسياسي (فقط) وهم ممن أهانوا الشعب وحطوا من كرامته لما فازوا وتقاعسوا وتخاذلوا في أداء واجباتهم، فبرهن أن لديك صوت حر تدلي به بكل حرية وعزم وإرادة وقم بتغييرهم جميعاً فكلهم أما فاسدين أو ساكتين عن الفساد.

إنتخب لتحقق أماني الشهداء والأبرياء الذين قضوا على مذبح الحرية وبتفجيرات الأرهابيين وصراعات السياسيين والتوافقات السياسية البائسة والصفقات الفاسدة في تمرير القوانين، فلتلك الدماء صوت يجب أن يُسمع ويتحقق بحياة أفضل وأكثر عدلاً وإنصافاً للشعب عن طريق التغيير وإنتخاب المرشحين المناسبين فقد حانت ساعة التغيير.

 

مرت علينا سنوات عجاف كافية لئلا تغيب عن الذكرى طرفة عينٍ أبداً، وحتى تخرج الروح من الجسد، وحتى يشيب الصغير وهو يتحدث عن ذكراها، ويهرم الكبير وهو يأن من ألمها ويلعن من ساسها وسوّاها، وحتى يأتي جيل جديد عله ينعم بغيابها وعدم تكرارها.

 

إنتخب من تعرفه، وتعرف سمعته جيداً، ومع من هو متحالف، أضمن قائمة تم تجربتها سابقاً وهاهو العراق يأن اليوم من سوء الخدمات وضياع الثروات بسبب سوء حكمهم السابق وفساد تحالفاتهم السابقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر محمد الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/16



كتابة تعليق لموضوع : تنتخب أو لا تنتخب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net