صفحة الكاتب : مصطفى محمد الاسدي

بيني وما بين الله لو لا السيد السيستاني لا عدتُ لأهلي ولا رأيت عائلتي
مصطفى محمد الاسدي

«نقيب عماد يرويها لنا»

كانت الأوضاع في الموصل مستقرة نوعًا ما لكنها لا تُطمأن ولا تبشر بخيرٍ ... بيني وما بين صديقي المقرب ملازم أول حيدر كلام نتبادله على الواتساب...

«أنا : حيدر عيني الأوضاع هنا مستقرة بس أكو أخبار مو حلوة مسلحين وما أعرف شنو، يمكم أكو شي؟

ملازم أول حيدر : عيني نقيب عماد الحمد لله الوضع يمنا بالتاجي مستقر ليش يا ستار شنو صاير؟»

أنهيت محادثتي مع حيدر وأوضحت له مدى الخطر الموبق بنا وخلدت إلى النوم قليلًا، فبعد كثرة الواجبات لم أتمكن من أخذ قسطًا من الراحة ...

وبعد ساعتين من نومي ،،،

«أحد الجنود : سيدي سيدي الحك علينا يكولون مسلحين سيطروا على الموصل وسقطت كل النقاط بيدهم واخذوا الأسلحة..»

هنا جاءتني أوامر بالانسحاب والحفاظ على الجنود والأسلحة، لم تدم الأخبار طويلًا حتى بدءنا بالانسحاب متوجهين إلى بغداد، وأثناء الطريق اتصلت بصديقي حيدر لأروي له ما حصل معنا...

«ألو عيني حيدر شونك سمعت بالأخبار لا ترى الموصل سقطت وأغلب القطاعات انتهت وحاليا اجتني أوامر وانسحبت ومتوجه لبغداد،،

حيدر : حبيبي عماد سمعنا خوية وأخبار ما تسر والله وحتى باقي المناطق المجاورة للموصل بدت تسقط عجّل خوية الطريق انا بانتظاركم،،»

أغلقت سماعة الهاتف مع صديقي حيدر واستمر موكبنا بالمسير عابرين كل الطرق التي بدت لي أني لا أراها بعد الآن فالاخبار التي كانت تصلني أن المدن بدأت تسقط وبسهولة كبيرة، حتى وصلنا محافظة صلاح الدين وللأسف كانت أغلب مناطقها بدأ المسلحين بالسيطرة عليها.

«أحد الجنود مجددًا عبر جهاز الاسلكي : سيدي سيدي بعد ما نكدر نتقدم أكثر أو نطلع من تكريت لأن وضعها خطر لازم نشوفلنا مكان بإحدى النقاط لباجر ونتوكل»

في هذا الوقت بدأت تكريت وباقي مناطق صلاح الدين بالانهيار أمام تنظيم داعش الإرهابي، وأخبار غير جيدة بدأت تنتشر بسرعة كبيرة في البلد...

بقينا محاصرين في تكريت لأكثر من ٣ أيام حتى أصبحنا في خطر كبير، فكرت أن أتصل بأهلي واخبرهم بالظروف الحالكة التي حالت بيننا وبين بغداد وبعد أن أنهيت الإتصال بهم عاودت الإتصال بصديقي حيدر، لأخبره بآخر التطورات...

«أنا : عيني حيدر ترى وضعنا ما يطمن وخاف يصيرلي شي ما أوصيك بعائلتي وبناتي،،

حيدر : حبيبي عماد أن شاء الله ماكو شي قوي روحك ولا تنطوها بسهولة حتى لو تقاومون، ويمي هم الأخبار ما تسر الدجيل وبعض مناطق صلاح الدين القريبة على التاجي صار بيها دواعش وبأي لحظة يوصلون التاجي،،»

هنا بالتحديد حيدر أصابني بصدمة كبيرة ويأس شديد أن هلاكنا لا محال له، حتى جاءتنا أخبار غريبة وسارة في اليوم الثاني وهو يومنا الرابع في تكريت...

رن هاتفي وإذا بحيدر يتصل...

«حيدر : حبيبي نقيب عماد الأوضاع يمنا الحمد لله والدواعش بدوا ينسحبون من أغلب المناطق وهواي أمور تغيرت واجتنا قوات ودعم كبير،،

أنا : ليش حبيبي حيدر شنو صاير؟ أنا سمعت الجيش أنهار منين هاي القوات،،

عيني عماد صارت شغلة محد متوقعها غيرت المعادلة كلها

سيدنا السيستاني الله يحفظه انطه فتوة جهاد والعالم كلها اتطوعت وصارت فزعة من الجنوب كلش قوية هسه الأمور تحسنت وما ظل شي واشوفك،،»

يا الله يا الله ، الله يبشرك بالخير والنعم من الجنوب والسيد، هسه رجعتلي الأمل والقوة والعزيمة وراح نقاوم لآخر طلقة وقطرة دم فداءً للعراق.

١٥/شعبان/١٤٣٦

قصة واقعية ينقلها الصديق نقيب عماد الشمري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى محمد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/01



كتابة تعليق لموضوع : بيني وما بين الله لو لا السيد السيستاني لا عدتُ لأهلي ولا رأيت عائلتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net