مجلس حسيني  ليلة 20 رمضان  جرح الامام علي (ع)
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أهوى رباك وكيف لي بمنازل ***** حشدت علي ضغائنا وحقودا
لو شئت أن تعطي حشاي صبابة***فوق الذي بي ما وجدت مزيدا
بشر اقل صفاته أن عاينوا ********منهن ما ضنوا به المعبودا
وصفات فضل أشكلت معنى فلا ****** أطلاق يكشفها ولا تقييدا
سبقت مكارمك المكارم مثلما****** ختمت لفخار عمرك الترديدا
فليحسد الحساد فضلك انه ****** شرف يزيد على المدى ترديدا  
 
اختلف الناس في العشق , هل هو اختياري ان يختاره الشخص ويحب ويكره ..  أو اضطراري خارج عن مقدور الإنسان..؟   فقالت فرقة هو اضطراري وليس باختياري.. ووصفوه بأنه  بمنزلة محبة الظمآن للماء البارد , والجائع للطعام وهذا مما لا يملك الانسان نفسه بمقاومة الماء وقت العطش ورغبته في الطعام وقت الجوع ... يعني انه اضطراري .. ولذلك قال بعضهم.." والله لو كان لي من الأمر شيء ما عذبت عاشقا لأن ذنوب العشاق اضطرارية " يقول قيس بن الملوح يصف الشوق للحبيب ***  أرى حي ليلى بالسلاح مدجج ..... ولا ارى سلاحا كهجر العامرية ماضيا ///دمي اليوم مــــــسفوح لاهلها ***** فداء ليلى مهدرات دمائـــــــــــــيا ///قسمت الهوى نصفين بيني وبينها **** فنصف لها هذا وذا لـــــــــــــيا 
قال صاحب كتاب "امتزاج الأرواح " سئل بعض الأطباء عن العشق فقال إن وقوعه بأهله ليس باختيار منهم ولا بحرصهم عليه ولا لذة لأكثرهم فيه ولكن وقوعه بهم كوقوع العلل والأمراض المتلفة لا فرق بينه وبين ذلك ....قال المدائني لام رجل رجلا من أهل الهوى فقال لو صح لذي هوى اختيار لاختار أن لا يهوى .. 
 اذن الهوى :... هي ميل النفس الى ما يتلذذ به حسياً او نفسياً، وهو كل شيء ترتاح له النفس سواء كان حسياً مثل البنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث، أو نفسياً مثل السلطان والجاه والبغي والظلم والقهر وغيرها. اما الشهوة يجب ان تكون في محلها اي في كل شيء حلال ..إذا كانت الشهوة في غير محلها تسمى الهوى، كأن تشتهي امرأة لا تحل لك او تشتهي مالا ليس لك. لم ترد كلمة الهوى في القرآن الكريم إلا من باب الذم. وهناك فرق بين ما تشتهيه الأنفس (فقد يكون حلالاً او حراماً) وما تهواه الأنفس ( يكون حراماً) يقول تعالى :"فاحكم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" ويقول : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ " وقوله " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ   ولكن يستخدم الشعراء هذا المصطلح ليبين شدة التعلق والحب الجارف .... 
 
**** هناك  حب بشكل آخر بشكل  راقي جدا .. وهو تعلق القلب بما هو كريم ورائع بحيث يتباهى ويتشرف المحب بمحبوبه .... مثلا حب رسول الله(ص)  فهل محبة رسول الله واجبه او  اختيارية غير ملزمة ..؟ قال الله تعالى:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} قال النبي (ص)«لا يؤمن أحدكم حتى أكــون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»(أخرجه البخاري ومسلم وقال أيضاً: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إلـيـه من والده وولده»..  هنا يظهر  ان من شروط الأيمان  حب رسول الله(ص) ..
**** بودي أن أتطرق لموضوع حب الله في قلوب المؤمنين .. كيف نحب الله .. لإنّ محبّة الله تعالى لا تنال بالأمنيات والدعاوى، بل هناك أمور يجب على الساعياليها ان يسير بطرق محددة لغرض تحصيل حب الله ..!! وقد فسّر الإمام الصادق(ع) كيفية التعرف على انك تحب الله او لا تحبه , فقال : "بأن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك .. اذن حب الله هو ان يراني في اماكن هو امرني ان اتواجد بها , واماكن امرني ان ابتعد عنها ... يقول الامام زين العابدين في دعاءه :" اللهم لا تراني في مكان انت لا ترضى عني فيه "...  فما هي هذا الاماكن ..؟ 
سأذكر بعض الآيات الّتي تتناول أولئك الّذين يحبّهم الله تعالى: منها ﴿فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ . اذن التقوى هو السّلم الذي يرتقي به العبد لمحبة الله ..والتقوى لها مراتب تبدأ من الاستقامة في جادّة الشرع بأن يفعل العبد ما فُرض عليه ويترك ما نُهي عنه، وتنتهي بالتنزّه عمّا يشغل قلبه عن الملذات المحرمة .. يقول الإمام زين العابدين (ع) عن جده أمير المؤمنين (ع) في خطبته بالشام رغم يصف التقوى وخصال جده في التقوى فيقول:..
*** " أنا ابن صالح المؤمنين, ووارث النبيين, وقامع الملحدين, ويعسوب المسلمين, ونور المجاهدين, وزين العابدين, وتاج البكائين, وأصبر الصابرين, وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين, أنا ابن المؤيد بجبرئيل, المنصور بميكائيل, أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين, ( وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين, والمجاهد أعداءه الناصبين) , وأفخر من مشى من قريش أجمعين, وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين, وأول السابقين, وقاصم المعتدين, ومبيد المشركين, وسهم من مرامي الله على المنافقين, ولسان حكمة العابدين, وناصر دين الله, وولي أمر الله, وبستان حكمة الله, وعيبة علمه, سمح, سخي, بهي, بُهلول, زكي, أبطحي, رضي, مقدام, همام, صابر, صوام, مهذب, قوام,  قاطع الأصلاب, ومفرق الاحزاب,  أربطهم عناناً, وأثبتهم جناناً, وأمضاهم عزيمة, وأشدهم شكيمة,  أسد باسل, يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة, وقربت الأعنة, طحن الرحا, ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم, ليث الحجاز, وكبش العراق, الخ .. هذه صفات المتقين والسائرين الى محبة الله ...ولذا حصل على محبة الله يوم خيبر ... 
**** ما هي خيبر وما أهميتها في الحياة السياسية والعسكرية..؟. أسباب غزوة خيبر ........
كان يهود خيبر أحد الأجنحة الثلاثة التي هاجمت المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، وحاصرت المسلمين قبل أن يمنّ الله عليهم بالنصر.أهل مكة وقبائل العرب ويهود خيبر.. هذه البؤر العسكرية كانت  تهدد الإسلام والمسلمين , إضافة لهذا كانت خيبر قريبة من عاصمة المسلمين حيث إنها تبعد عن المدينة بحدود 120 كم تقريبا ..  هذا الموقع جعلها بؤرة لتجمع المطلوبين والهاربين من حكومة النبي (ص) بل أصبحت قاعدة تجمع المتآمرين على النبي (ص) والإسلام
وسبب اتخاذها مقرا متقدما  ضد الدولة الإسلامية إنها كانت ذات حصون عالية لا يمكن ان يقتحمها المسلمون ولا غيرهم من العرب ..
يضاف إلى ذلك تعتبر خيبر من أغنى المناطق في الحجاز, فهي تمتلك أموالا ضخمة واليهود كما هو معروف يمسكون اقتصاد شبه الجزيرة العربية .ويدافعون عن مصادر ربحهم ضد الإسلام لكون الإسلام يقف ضد التعامل الربوي .فأصبحت خيبر مركز التجارة العربي في الحجاز. ولذلك استفاد أعداء الإسلام من الجانب الاقتصادي كثيرا , وأخيرا  النية والغاية مبيته في قلوب اليهود لإزالة الإسلام كونه يعتبر الدين الخاتم , وهم يقولون عن انفسهم انهم شعب الله المختار وأفضل المخلوقين .. فكانت أفكارهم تستقطب جميع المناوئين للإسلام .., فأي جهة ترتبط بهم تدخل تحت قيادتهم , وهم يوجهونها لمحاربة الإسلام .. فأصبحت كل الحوادث في الجزيرة ضد الإسلام سببها يهود خيبر والعملاء المدفوع لهم ثمن حروبهم من خزائن اليهود ..
** لذلك كان من أسباب غزوة خيبر تجفيف هذه البؤرة التي أصبحت سكينة في خاصرة الدولة الاسلامية .. ولها نشاط عسكري تأمري وساندت شخصيات سياسية عدائية ضد الدولة الإسلامية في المدينة مثل تأليب يهود بني قريظة، الذين تربطهم معاهدة سلم اجتماعي بالمدينة .. وإغروهم بنقض الاتفاقيات التي بينهم وبين المسلمين، واستخدموا يهود بني قريضة كعيون وتجسس على دولة الإسلام .. وتم التواصل مع المنافقين في المدينة لإضعاف الجبهة الداخلية للمجتمع الإسلامي، وشاركوا مع قبائل نجد وغطفان وقريش في الهجوم العسكري ضد المدينة في غزوة الأحزاب .  فما سبب غزوة الأحزاب …؟. 
**** كانت هناك معاهدة بين المسلمين ويهود بني النضير، فتم التنسيق مع الجواسيس اليهود الذين تسندهم خيبر على اغتيال النبي (ص) واليهود معروفون بنقضهم للعهود ,فحاولوا قتل الرسول(ص) فما كان من الرسول والمسلمين إلا الردّ على ذلك النقض، فأرسل الرسول جيشه إليهم وحاصرهم إلى أن استلموا، فبعد تلك الهزيمة أراد اليهود الانتقام، فقاموا بتحريض القبائل العربية المختلفة على الرسول والمسلمين والدولة الإسلامية، فاستجاب العرب لهم، وانضموا إليهم يهود بني قريظة، وبدؤوا في التحضير للغزو. مجريات غزوة الأحزاب علم المسلمون بما كان الأحزاب ينوونه وأنّهم قد يهاجمونهم في أيّ وقت، فجمع الرسول الكريم كبار القادة من الأنصار والمهاجرين، للتشاور الأمر والإعداد للحرب، فكان من بين أولئك القادة، سلمان الفارسي الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، فقال سلمان: "يا رسول الله، إنا إذا كنا بأرض فارس وتخوّفنا الخيل، خندقنا علينا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟"، فأعجب المسلمين بإشارة سلمان وبدؤوا بالبحث عن المكان المناسب للخندق، فذهب الرسول الكريم وبعض من الصحابة لتحديد المكان، واختاروا أكثر مكان في حماية للمسلمين وجيش المسلمين، وكان ذلك السبب في تسميتها بغزوة الخندق. التي كان رائدها وصاحب النصر فيها الامام علي بن ابي طالب(ع) هنا في هذه المعركة .. انقسم الناس قسمين : قسم حب علي بن ابي طالب حبا جارفا لانهم سمعوا هاتفا يقول " لا سيف إلا ذو القفار ولا فتى الا علي " وقسم حقدوا عليه , لأنه كان سببا لضياع أموالهم وثروتهم , ولأنه قتل قائدهم عمر بن ود العامري..
فكان النبي (ص) يعلم والمسلمون كذلك ان سبب هذه المعركة هم يهود خيبر .!! لذًا جاءت أسباب غزوة خيبر في المقام الأول كأسباب دفاعية وتأمينية لجأت إليها القيادة المسلمة لوقف تنفيذ عمليات معادية ضد دولتهم من يهود خيبر، ووقف عمليات الاستنزاف التي يورطهم أهل خيبر فيها بتجييش القبائل وتأليب الأعراب.
*** قد يهمك ايضا :  أول غزوة للرسول ليست غزوة بدر كما تعتقد تعرف على اسم الغزوة وأحداثها , فمعركة بدر ليست غزوة بل هي موقف دفاع عن النفس  انما اول غزوة هي التي تهيأ النبي مع المسلمين لغزو مدينة هي خيبر ...  أحداث غزوة خيبر.... فقد جاءت البشارة بفتح خيبر في القرآن الكريم بعد صلح الحديبية في قوله تعالى ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا﴾ [الفتح: 20]؛قال المفسرون المغانم الكثيرة “خيبر”.ذكرت كتب السير:“أقام رسول الله(ص) بالمدينة حين رجع من الحديبية في ذا الحجة وبعض المحرم، ثم خرج في بقية المحرم إلى “خيبر”.بهذا يكون النبي قد سار إليهم في محرم من السنة  السابعة هـ ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، وشهدوا بيعة الرضوان ويلقبون بأصحاب بيعة الشجرة، وهم ألف وأربعمائة صحابي.. 
لاذكر لك بعض التفاصيل الدقيقة التي حدثت في ايام القتال . لان ايام القتال تكون مهمة ويلعب فيها الإعلام والإشاعات دورا محوريا .. فقد حدثت خيانة في جيش المسلمين .. كيف ..؟ الخيانة جاءت من قبل المنافقين ممن لهم ارتباط بتجار خيبر .. يقول المؤرخون  كانت الخيانة من أسباب غزوة خيبر ولم تتوقف الخيانة  حتى أثناء المعركة، فلم ينقطع الاتصال بين المنافقين في الداخل بقيادة عبدالله بن أُبَي وبين زعماء خيبر فأرسل إليهم عبد الله: إن محمدًا قصد حصنكم وتوجَّه إليكم، فخذوا حِذْركم، ولا تخافوا منه؛ فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون عزَّل، لا سلاح معهم إلا قليل...  فلما وصلت الرسالة إلى رؤوس اليهود المتحصنين في خيبر أرسلوا إلى حلفائهم من قبائل العرب مثل ’ غطفان‘ يطلبون نصرتهم في مقابل نصف ثمار  خيبر. فمدوهم برجال كثيرة واسلحة وشعراء لشحذ الهمم في القتال ... 
عسكر النبي (ص)  بجيشه قريبًا من حصون خيبر، فلما أصبح صلى الفجر، وسار جيش المسلمين في نفس الوقت الذي بدأ فيه اليهود الخروج من حصونهم للرعي والزراعة فلما رأوا الجيش قالوا: والله، محمد والخَمِيس، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي(ص) (الله أكبر، خَرِبت “خيبر”، الله أكبر، خربت “خيبر”، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذَرين)..قد يهمك ايضا :  أحداث غزوة أحد وكأنك تراها من صحيح السيرة النبوية حاصر النبي(ص) حصون خيبر الثمانية ووقع قتال في بعض الحصون، وفتحت أخرى بالاستسلام لجيش المسلمين، ثم حدث التفاوض على خروج اليهود بأموالهم وتسليم الحصون للمسلمين، ثم ياتي الكتاب ليغيروا تاريخ الرسالة بغضا لمن هدم حصونهم .. فيقولون :... بقي المزارعون وأصحاب الحرف من غير المقاتلين، وقد وافقهم الرسول (ص) طمعاً في إسلامهم فقال لعلي (ع) ” فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النّعم ” وتمّ إخراجهم منها في عهد عمر بن الخطاب  لان اليهود لن يكفوا عن التامر على الاسلام ...
ـــــــــ***  حقيقة المعركة :... لم يكن بين رسول الله(ص) وبين يهود خيبرٍ عهد، بخلاف بني قنيقاع والنضير وقريضة، ....  موقف اليهود في وقت المعركة .... اولا : " أشار عليهم زعيمهم " سلام بن مشكم " بجمع أموالهم وعيالهم في حصن " الكتيبة " وحشد المقاتلة في حصن " نطاة " الحصين ودخل معهم يحثهم ويحرضهم على القتال والصبر. فتقدم النبي والجيش لساحة الحرب .. امر النبي بقطع النخيل المحيط بحصن النطاة فقط ، لأن كثرته تحول دون تحركات القوات العسكرية، فخرج اليهود للقائهم واستماتوا في الدفاع عن حصونهم, لأن في هزيمتهم القضاء الأخير على بني إسرائيل في بلاد العرب. فارسل النبي عدة أشخاص لفتح الحصون وكان القتال يجري في المزارع المحيطة بالحصون ..  ولكنهم لم يستطيعوا وكان أولهم أبو بكر وبعده عمر بن الخطاب فلم يستطيعوا. وانتهى اليوم الأول ولم يظفر أحد الطرفين. واستؤنف القتال في الغداة، واستمر القتال ثلاثة أيام واليهود يحاربون أمام حصونهم في الميدان فإذا انهزموا عادوا إليها وأغلقوا الحصون  دونهم. وفي اليوم السادس،فبلغ عدد الشهداء تسعة  عشر شهيدا واكثر من خمسين جريحا .. فدب الياس في النفوس من تحقيق نصر على اليهود ...
 قال رسول الله: " لأعطين الراية غدا لرجل كرار غير فرار , يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه  ". وأخذ كل صحابي يتمنى أن تكون الراية من نصيبه، كان سعد يقول لم انم تلك الليلة الى الصبح .. لان هذا صك مصدق من رسول الله (ص) وشهادة بانه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ... وفي صباح الغد بعث إلى علي بن أبي طالب(ع) وكان مصابا بالرمد في عينيه فقام الرسول(ص) بوضع قليل من ريقه في عين علي (ع)  فبرئت 
من وقتها .. بعدها سلمه الراية.وقال امضي يا علي ... فقال علي ( ع ): يا رسول الله; علام أقاتلهم؟  فقال ( ص): على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجل.  فقال سلمه الراية : فخرج والله يهرول وأنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال ( ع): أنا علي بن أبي طالب.  فقال اليهودي: علوتم أو غلبتم. فخرج إليه أهل الحصن، وكان أول من خرج إليه منهم الحارث ـ أخو مرحب ـ وكان فارساً شجاعاً معروفا عند اليهود وغيرهم .. مشهوراً بالشجاعة، فانكشف المسلمون عنه  وثبت له علي ( ع ) فتضاربا، فقتله عليّ (ع ) وأنهزم اليهود إلى الحصن. فلما نظر مرحب أخاه قد قتل نزل مسرعاً، وقد لبس درعين، وتقلّد بسيفين، واعتمّ بعمامتين ولبس فوقهما مغفراً وحَجَراً قد أثقبه قدر البيضة لعينيه، ومعه رمح لسانه ثلاثة أشبار، وهو يرتجز ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرّب ... أطعن أحياناً وحيناً أضرب *** إذا اللـيوث أقـبلـت تلـتـهـب .. 
فردّ عليّ ( ع ) قائلا :.. أنا الذي سمّـتني أمي حيدرة *** ضرغام آجام وليث قسورة
كليث غابات كريه المنظر*****أضربكم ضربا يبين الفقره......
فاختلفا ضربتين فبدره الإمام عليّ ( ع) فضربه فقدّ الحَجَرَ والمغفر ورأسه حتى وصل السيف في فمه وتطايرت أضراسه، فخر ميتا , لما وقع على الارض كبّر عليّ ( ع ) وكبّر معه المسلمون. فانهزم اليهود إلى داخل الحصن واغلقوا باب الحصن عليهم.
وكان الحصن مخندقاً حوله.. وعليه الرجال ترمي بالسهام , فقال لاصحابه ترسولي بالدروع ,, فصار يزحف والدروع عليه تحميه من سيل السهام حتى وصل الى باب الحصن .. فوضع يده تحت الباب وقلعه من مكانه ورماه على الأرض .. تقول الرواية انهزم اليهود  فاخذ علي(ع) الباب بيده وازاحه نحو الخندق فعبر المسلمون يكبرون ويهللون بنصر الله ...
يا مـن ردت  له  ذكـاءُ  ولمْ  يفـزْ*****لنظـيرها من  قبـل  إلا  يـوشـعُ
يا هـازم  الأحزاب  لا  يثنيه عـن ***خوض   الحـمام  مـدجج ومـدرَّع
يا قـالع  الباب  الذي  عن  هـزّها ****عجـزت  أكـفٌّ  أربعون  وأربـع
ما  العـالم  العـلـويِّ  إلا  تربـةٌ******فيها  لجـثَّتك  الشـريفة  مضجـعُ
 انا في مديحك الكن لا اهتدي ******    وأنا الخطيب الهبزي المصقع 
أأقول فيك ســــميع كلا ولا    ********** حاشا لمثلك ان يقال سميع 
بل انت في يوم القيامة حاكم ********   في العالمين وشافع ومشفع
ثم كان النصر على يدي الامام علي عليه السلام وقد قال صل الله عليه واله في تلك الواقعه . وكان الحسم فيها على يد الامام امير المؤمنين , وعلق الله له وساما .. انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .. وهذه الصفة لم يحصل عليها من قبل نبي ولا وصي ..  وقد كتب الشعراء كثيرا عنه  وعن مواقفه التي يتشرف الناس بحبه .. لان الله يحبه ..  ياتي عبد الرزاق عبد الواحد يتقرب للانسانية من خلال الامام امير المؤمنين ,, فيخاطبه :..
يخاطب الإمام الحسين بأرقى وأعذب الأبيات .. قدمت وعفوك من مقدمي .... حسيرا كسيرا ضمي *** قدمت لاحرم في راحتيك*** فداء لارضك من محرم *** فمذ كنت طفلا عرفت الحسين** منارا الى ضوءه انتمي *** ومذكنت طفلا رايت الحسين ** ملاذا باسواره احتمي ****ومذ كنت طفلا عرفت الحسين *** رضاعا الى الان لم افطم .. 
ثم ينتقل الى ذكر الإمام علي من خلال مخاطبته للحسين (ع) ....  يا سيـدي يـا اعـز الرجـال ****  يـا مشرعـا قـط لـم يعـجـم ** و بن الـذي سيفـه مـا يـزال *** اذا قيـل يـا ذا الفقـار احسـم *** يحـس مـرؤة مليـون سيـف *** سـرت بيـن كفـك والمـحـزم ** علـيّ علـي الهـدى والجهـاد *** عظمـت لـدى الله مـن مسلـم *** انت افضل الناس بعد النبي *** واغنـى امـرئ مـن مـعـدم **  ملكت الحياتيـن دنيـا و اخـرى *** و ليـس ببيتـك مـن درهــم ** سأطلع ثغري على موطئيك *** سلاما لأرضك من ملثم ** بل نقول سلاما لقبرك من ملثم ...
 جاءه عبد الله ابن جعفر بن ابي طالب عليه السلام، قال للامام علي عليه السلام: يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة او نفقة فو الله مالي نفقة إلا ان ابيع دابتي؟ فقال الامام: «لا والله ما أجد  لك شيئا إلا أن تأمر عمك يسرق فيعطيك»
أخرج الشيخ المفيد حديثاً مطولاً جاء فيه: دخلت عليه أخته أم هانئ بنت ابي طالب فدفع اليها عشرين درهماً فسألت: مولاتها الأعجمية: كم دفع إليك أمير المؤمنين؟ فقالت: عشرين درهماً فرجعت وهي ساخطه وعاتبته . فقال لها علي: انصرفي - رحمك الله- ما وجدنا في كتاب الله فضلاً لإسماعيل على إسحاق..  حتى ورد في عدد صفاته النادرة في زيارته: «القاسم بالسوية والعادل بالرعية». ....عندما عارضه طلحة والزبير  في سياسته الاقتصادية القائمة على المساواة في العطاء قال عليه السلام:" فو الله ما انا و أجيري هذا إلا بمنزلة واحدة». 
فقد طبق عليه السلام، العدالة على نفسه وأسرته فقد ساوى بينه وبين افقر الناس في معيشته ومسكنه وكان يواسيهم،فعاش في بيت متواضع لايختلف عما يسكنه فقراء الأمـة،وكان ياكل الشعير الذي تطحنه زوجته او يطحنه بيده،وكان يجالس الفقراء وقد شابه في ملبسه افقر الناس فكان يلبس اخشن لباس وابسطه ومبدؤه في ذلك قوله: "... ألا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصية، ... فو الله ما كنزت من دنياكم تبرا ولا ادخرت من غنائمها وفرا ..
خرج يوما الى السوق ليبيع سيفه فقال: من الذي يشتري مني هذا، فو الذي نفس علي بيده لو كان عندي ثمن ازار ما بعته»  وعن الأصبغ بن نباتة قال: لما خرج من البصرة بعد معركة الجمل وقد امضى ثلاثة أشهر .. فتبعه بعض الناس لوداعه .. فالتفت اليهم وقال : «دخلت بلادكم باشمالي هذه ورحلتي وراحلتي ها هي، فان انا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فأنني من الخائنين»... وعن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال: «ولقد ولي أمير المؤمنين عليه السلام، خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا اقطع قطيعا ولا أورث بيضاءً ولا حمرا». ***** عن سويد بن غفلة قال: دخلت على أمير المؤمنين(ع) ، يوماً وليس في داره سوى حصير صغير  وهو جالس عليه، فقلت يا أمير المؤمنين.. بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج اليه البيت. انت ملك المسلمين والحاكم عليهم وعلى بيت المال وتأتيك الوفود، وليس في بيتك سوى هذا الحصير؟! فبكى ، وقال: «يا سويد ان اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، ولنا دار قد نقلنا أليها خير متاعنا، وإنا عن قليل اليها صائرون».....
**** لم يكن الامام فقيرا ,  بل كان للإمام علي عليه السلام، وارد شخصي مما زرعه في البيبغه يُقدر بحدود الف دينار من الذهب في العام، وكانت هذه إلاموال توزع بين المسلمين وفي سبيل الله، فما كان الإمام يستلم من بيت المال شيئا وفي هذا عبرة ودرس لمن يتبجحون بحيهم لامير المؤمنين , باعتباره اسوة لهم ان تكون رواتبهم ومميزاتهم بما يتناسب ووضع البلد،
كما لم يكن الإمام(ع) يوفر المال لنفسه أو لعماله وغيرهم، بل كان يقسمه بين جميع المسلمين. ذكر الحَكَم قال: شهدت عليا(ع) أتي له بزقاق من عسل،فدعاه في مكان ثم ارسل على بيوت  اليتامى وصار يقدمه بيده اليهم ويقول :ذوقوا والعقوا، حتى تمنيت اني يتيم، قسمه بين الناس وبقي منه زق فأمر ان  احمله الى اهل المسجد. ولم يرسل منه شيئا الى بيته.. 
يا قائد الفقراء نحو شواطيْ ****** خضراء فيها ما استلذ وطابا
ان كان غيرك في الشراب سميره ***** اثنين انت جعلتهم احبابا  
قرص الشعير وملحة يا سيدي ***** وبها غزوت مشاعرا ولبابا0
ــــــــــ    لیلة 20 رمضان - لیلة الوصایا والوداع  :الإمام على فراش الموت
بعد أن ُضرب أمیر المؤمنین(ع) قال: احملوني إلى موضع مصّلاي في منزلي، یقول محّمد بن الحنّفیة: فحملناه إلیه وھو مدنف والناس حوله وهو في حالة نِزاع، مَنْ هو مُشْرِف على الموت. وكان الناس في أمر عظيم باكین محزونین، قد أشرفوا على الھلاك من شّدة البكاء والنحیب، ثم التفت إليه الحسین(ع) وھو یبكي، فقال له: یا أبتاه من لنا بعدك؟ لا (یوم)كیومك إّلا یوم رسول الله (ص) أبه كأني من أجلك تعلَّمت البكاء، یعّز والله علي أن أراك ھكذا، فناداه علیه السلام فقال: یا حسین یا أبا عبد الله ادن منّي، فدنا منه وقد قُرحت أجفان عینیه من البكاء، فضمه الى صدره وصار يمسح الدموع من عینیه ووضع یده على قلبه، وقال له: "یا بنّي ربط الله قلبك بالصبر،
 وأجزل لك ولإخوتك عظیم الأجر، فسِّكن روعتك واھدأ من بكائك، فإ ّن الله قد آجرك على عظیم مصابك"، ثّم صار يشمه والحسين يقبله ويحتضنه ويبكي بقوله واحزاناه عليك يا امير المؤمنين .. واذا بالحسين يشعر بيد تبعده عن ابيه .. يبدو ان امراة تريد ان ياتيها الدور .. تقول له ابتعد ابو علي ودعني اودع ابي .نهض الحسين وجلست زینب على فراش امير المؤمنين ملتصقه بابيها وصارت تندبه تناديه : یا أبتاه من للصغیر حتى یكبر؟ ومن للكبیر بین الملا؟.. من للفقراء بعدك ,  یا أبتاه حزننا علیك طویل، وعبرتنا لا ترقأ،... فضّج الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحیب، وفاضت دموع أمیر المؤمنین علیه السلام عند ذلك، وجعل یقلِّب طرفه وینظر إلى أھل بیته وأولاده، ثم دعا الحسن والحسین علیھما السلام وجعل یحضنھما ویقبلھما، ث ّم أغمي علیھ ساعة طویلة وأفاق وقعدت زينب عند رأسه، وجلس الحسين عند رجلیه، ففتح عینیه فنظر إلیھما، فقال: الرفیق الأعلى خیٌر مستقراً وأحسن مقیلاً ..  .ثّم عرق جبينه  فقال: رأیت رسول الله صلّى الله علیھ وآلھ یأمرني بالَّرواح إلیھ عشا ء، ثلاث مرات  .. فسأله ولده محمد بن الحنفية  ابا أراك قد عرق جبينك .. قال بني سمعت رسول الله (ص) يقول : اذا دنت منية المؤمن عرق جبينه وسكن انينه .. فنادى أبناءه وأبتاه وإماماه ... 
فسمعوا اصواتا تهدر بالبكاء خارج المنزل :.. خرج الامام الحسن , فراى شيعتهم ومواليهم جالسين خارج الدار وهي يبكون وينادون واماماه واعلياه من لنا بعدك .. فقال لهم ان ابي مجروح ويغشى عليه ولا يمكنه ان يقابلكم .. اذهبوا الى بيوتكم جزاكم الله خيرا .. ثم دخل الدار واغلق الباب .. فجاءوا اليه بلبن فشرب منه قليلا , ثم رفعه من فمه .. وقال بني حسن هل اطعمتم اسيركم, خذوا هذا اللبن اليه .. بني اسقوه مما اشرب .  ثم غشي عليه وافاق ووجهه اصفر من شدة السم .. فبكى ابناءه عندها سمعوا اصواتا خارج الدار .. ففتح الامام الحسن(ع) الباب وقال الم اقل لكم اذهبوا الى بيوتكم ..؟ قالوا ان أقدامنا لا تحملنا ومولانا امير المؤمنين بهذه الصفة نريد ان نودعه .. فدخل على الإمام واخبره فقال له الامام ..
ليدخلوا ولكن ليكن سلامهم بالاشارة , فان امامهم لا يستطيع ان يمدهم يده .. فدخل الشيعة والمحبون يلقون النظرة على امامهم ويرونه باية حال معصوب الراس وجهه اصفر من شدة السم وقد تورم وجهه .. فألقى الاصبغ بن نباته بنفسه على قدم امير المؤمنين يقبلها :  
أصبغ بن نباتة كان من خاصَّة الامام علي (ع) ، ومن الوجوه البارزة بين أصحابه ، وأحد ثقاته ، وهو ... وهو الذي روى عهده إلى مالك الأشتر ، ذلك العهد العظيم الخالد ، كان من القلائل الذين أُذن لهم بالحضور عند الإمام بعد ضربته ، كما عُدَّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن أيضاً .حضر مع الامام علي أصحابه في صفين ، فصار يقبل قدمي الإمام ويبكي ويقول من لنا بعدك يا امير المؤمنين : ففتح الإمام عينيه , وقال من هذا ..؟ قال أنا الاصبغ .. فقال له يا اصبغ لا تبكي إنها الجنة .. فقال سيدي اعلم انها الجنة ولكن ابكي على أنفسنا من لنا بعدك ...
    وبقي أصحاب الإمام يفدون فرادى وجماعات .. وبنات رسول الله داخل الدار يسمعن البكاء ولا يتمكن رؤية الإمام , وزينب تجلس وراء الباب تسمع أباها بين لحظة وأخرى .. رفقا بي يا ملائكة ربي , فلمثلها فليعمل العاملون .. وكانت تتمنى رؤية اباها ... 
ففتح الباب ودخل الحسين (ع) داخل الدار فاستقبلته العقيلة زينب تساله عن ابيها .. 
يحسين انشدك عن ولينا ***** يخويه احجي لا تخبي علينا 
انا كلسا اسمع ونينه ***** بلجن حالته هليوم زينه  ***** عليك بضلع امنا الحزينة 
 
يكلها يزينب يا حزينة *** اخبرج خبر لا تظهرينه 
كلسا عرك ينضح جبينه *** والضربة مسمومة وثخينه 
احنا من ابونا ايسينه ....
 نادت لون الولي تمم اصيامه  ***** واجو هل ناس يهنونه السلامة 
واسمع على المنبر خطاباته وكلامه *** لنشر بيارغ بالبلد واعمل الزينة 

الموضوع السابق عتاب الى كل من لم يشارك في الانتخابات النيابية الأخيرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat