صفحة الكاتب : حسين النعمة

إقامة العزاءات رحمة أم لعنة للأموات؟
حسين النعمة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جرت العادات والأعراف في الأوساط العشائرية كمجرى الدم في العروق ومن هذه الأعراف إقامة سرادق العزاء في الشوارع والمناطق السكنية والأماكن العامة والتي عادة ما تكون قاطعة للطريق العام ومزعجة لعامة الناس فكم نحن مزعجون!؟
ما إن يموت لدينا عزيز ما حتى نهب الى الشوارع العامة نبني بين أرصفتها سرادقات العزاء لتتمدد لعشرات الأمتار، بالرغم من كثرة الحسينيات والمساجد في بعض المحافظات العراقية إلا إن لسرادق العزاء تكون الكلمة الفيصل دائما..وهناك موتى نقيم لهم خمسة سرادق أو أكثر ومنهم من له اثنان، وهذا يعود تبعا لشخصية الميت فأن كان رجلا معروفاً وكبير الشأن بين عشيرته وآلمهم فقده كانت سرادق العزاء ما يزيد على الثلاث مخيمات، هذا غير مكبرات الصوت التي تزاحم الآخرين وغيرها من بوادر متنوعة كقطع الطرق وإرباك حركة السير المستمر لثلاثة أيام \"طيلة فترة العزاء\" ناهيك عن عجلات المعزين الكثيرة التي تغلق ما تبقى من الطريق. 
وما يهوون علينا هذه الظاهرة التي تفاجئنا كل يوم بكثرتها وزحمتها مراعاة الآخرين لذوي الفقيد هذا غير إن كان الفقيد من شهداء الأنفجارات الكارثة المستمرة الحدث التي باتت نزيلة على حياتنا اليومية والتي ترصد الأحياء في هذا الزمن بالجملة، لكن والحديث ذي شجون ولا أريد أن أحطَ من أعرافنا وتقاليدنا التي غذتنا بالقيم والمبادئ الغراء، لكن هنالك تقاليد بنظرة اليوم وأحداث التطور وزخم الحداثة الهائل الذي يعصف فكر الإنسان ويطرأ على سلوكياته، لفَّ بعض تقاليدنا الصدأ الذي يشين جوهره السامي لذا هي دعوة لكبارنا أن يخضعون جملة من أعرافنا وتقاليدنا الى التقيد وعدم المبالغة لكي لا نسنحَ الفرصة للآخرين بالتعدي على تقليد أو عرف بات اليوم عجوزا.
ما قادني لمقالي هذا كثرة القطع الكونكريتية والقطوعات المروية المنتشرة في كل مدينة عراقية والتي أجبرتنا بدوافعها الأمنية أن نقدم الطاعة ونأتي على أنفسنا باتخاذ طرق أخرى عادة ما تكون مسافتها أبعد فنسلكها لنمر عبر الأخاديد ونتحمل مرة أخرى تعرجات الطرق المعبدة حديثا الناتجة عن حفريات إقامة مشروع جديد وهو بالتأكيد من مشاريع البنى التحتية، حتى نصل عند الازدحامات المرورية وننتظر عملية المسح الأمني وأجهزة (السونار) وصفير السيارات عند الحركة، وما إن نجتاز جميع ما تقدم ذكره وإذا بنا نتأخر أكثر أثر سرادق العزاء المقامة في وسط الشارع والتي اضطرتنا أن نتجه الى طريق ترابي زاد على المسافة مسافة أخرى لساعة أخرى كانت مملة وطويلة كون الميت لا يهنأ له البال إلا بقطع الطرق وإزعاج الناس

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين النعمة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/07



كتابة تعليق لموضوع : إقامة العزاءات رحمة أم لعنة للأموات؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : vgpmmaghd ، في 2012/09/25 .

#####






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net