صفحة الكاتب : محمد تقي الذاكري

مسلسل قديم ..لكننا لم نقرأ ولم نتدبر
محمد تقي الذاكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وصلني من الدكتور عبد الله ناصر مقال جيد لم يذكر فيه المؤلف، ولعله هو، والمقال أعجبني كثيراً، إلا أنه لم ينصف النصوص حيث اعتبر قاتل المسلمين أمير المؤمنين و... وأراد ان يقول: القاتل والمقتول في النار، عندما صرح في نهايته (واللى “اتقتلوا” كانوا يريدون خلافة إسلامية)!!

لذلك ارتأيت تعديل المقال و بعض التقديم والتأخير لعله يستفيد القاريء منه أكثر....

مسلسل قديم ..لكننا لم نقرأ و لم نتدبر من التاريخ إلا ما أُريد لنا أن نقرأه ونتدبره ..فربطنا الدين باطماع السياسة والحكام واطلقنا عليها خلافات اسلامية والدين منها براء.

واليكم بعض التفاصيل:

قُتل الخليفة عثمان .. بأيدي مسلمين.

تم قُتل الامام علي .. بأيدي مسلمين.

ثم قتل الامام الحسين و ثلة من خيرة بني هاشم وذرية رسول الله (ص) وقطعت رؤوسهم، حتى الطفل الرضيع، وداسوا جسده الطاهر بحوافر الخيول .. بأيدي مسلمين.

وقتل الامام الحسن مسموماًً مغدوراً .. بأيدي مسلمين.

وقُتل اثنين من المبشرين بالجنة “طلحة والزبير” .. بأيدي مسلمين.

و في معركة كان طرفاها امام المعصوم و خليفة انتخبه الجمهور “علي بن ابي طالب” و “عائشة” زوجة رسول الله (ص) في (وقعة الجمل) .. قُتل خيرة المسلمين بيد مسلمين.

و في معركة كان طرفاها المنتخب من قبل الله والأمة الاسلامية “علي” و من استولى على الحكم الاسلامي “معاوية” (موقعة صفين) .. قُتل خيار المسلمين بيد مسلمين.

و في معركة كان طرفاها الامام المعصوم والمؤيد من قبل المسلمين“علي” و “أتباعه” وهم خيار المسلمين(موقعة نهروان) .. قُتل مسلمين بيد مسلمين.

و في معركة كان طرفاها سبط رسول الله الامام “الحسين” و “يزيد” .. ذُبح فيها 73 من خيار آل بيت رسول الله (ص) شر قتلة بيد مسلمين.

و في معركة إخماد ثورة “أهل المدينة” على حكم “الأمويين” غضباً لمقتل الامام الحسين .. قُتل 700 من المهاجرين والأنصار بيد 12 ألف من قوات الجيش الأموي المسلم.

و في (معركة الحرة) التي قاد جيش الأمويين فيها “مسلم بن عقبة” جاءه صديقه الصحابي معقل بن سنان الأشجعي (شهد فتح مكة وروى أحاديثاً وكان فاضلاً تقياً) فأسمعه كلاماً غليظاً في “يزيد بن معاوية” بعدما قتل الامام الحسين … فغضب منه … وقتله.

لم يتجرأ “أبو لهب” و “أبو جهل” على ضرب “الكعبة” بالمنجنيق وهدم أجزاء منها .. لكن فعلها “الحصين بن نمير” قائد جيش عبد الملك بن مروان أثناء حصارهم لمكة.

لم يتجرأ “اليهود” أو “الكفار” على الإساءة لمسجد رسول الله (ص) يوماً .. لكن فعلها قائد جيش يزيد بن معاوية عندما حول المسجد لثلاثة ليالي إلى أسطبل ، تبول فيه الخيول.

و في خلافة عبد الملك بن مروان : قُتل عبد الله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقيين) بيد مسلمين.

و في خلافة هشام بن عبد الملك : لم يُقتل العبد الصالح زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبي) فحسب .. بل صلبوه عارياً على باب دمشق .. لأربعة سنوات .. ثم أحرقوه.

معاوية بن يزيد (ثالث خلفاء بني أمية) لما حضرته الوفاة (وكان صالحاً على عكس أبيه) ، قالوا له : أعهد إلى من رأيت من أهل بيتك ؟؟ ، فقال : والله ماذقت حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وزرها !! اللهم إني بريء منها متخل عنها .

فلما سمعت أمه (زوجة يزيد بن معاوية) كلماته ، قالت : ليتني خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام.

تقول بعض النصوص أن عائلته هم من دسوا له السم ليموت لرفضه قتال المسلمين ، بعد أن تقلد الخلافة لثلاثة أشهر فقط وكان عمره 22 سنة.

ثم صَلّى عليه “الوليد بن عتبه بن ابي سفيان” وكانوا قد اختاروه خليفة له ، لكنه طُعن بعد التكبيرة الثانية .. وسقط ميتاً قبل اتمام صلاة الجنازة.

فقدموا “عثمان بن عتبة بن أبي سفيان” ليكون الخليفة ، فقالوا : نبايعك ؟؟ قال : على أن لا أحارب ولا أباشر قتالاً .. فرفضوا .. فسار إلى مكة وانضم لعبد الله بن الزبير .. وقتلوه.

نعم .. قتل الأمويون بعضهم البعض.

ثم قُتل “مروان بن الحكم” .. بيد مسلمين.

ثم قُتل “عمر بن عبد العزيز” .. بيد مسلمين.

ثم قُتل “الوليد بن يزيد” .. بيد مسلمين.

ثم قُتل “إبراهيم بن الوليد” .. بيد مسلمين.

ثم قُتل آخر الخلفاء الأمويين .. بيد “أبو مسلم الخرساني”.

قَتل “أبو العباس” الخليفة العباسي الأول كل من تبقى من نسل بني أمية من أولاد الخلفاء ، فلم يتبقى منهم إلا من كان رضيعاً أو هرب للأندلس.

أعطى أوامره لجنوده بنبش قبور بنى أمية في “دمشق” فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطاً ، ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجدوا فيه حطاماً كالرماد ، ونبش قبر عبدالملك فوجده صحيحاً لم يتلف منه إلا أرنبة أنفه ، فضربه بالسياط .. وصلبه .. وحرقه .. وذراه فى الريح.

لولا جهود وشعبية القائد (!) المسلم “أبو مسلم الخرساني” الذي دبر وخطط لإنهاء الحكم الأموي .. ماكانت للدولة العباسية أن تقوم.

قال فيه المأمون : “أجل ملوك الأرض ثلاثة ، وهم الذين نقلوا الدول وحولوها : الإسكندر وأردشير وأبو مسلم الخرساني”

لما مات “أبو العباس” .. وخلفه “أخوه أبو جعفر المنصور” .. خاف من شعبية صديقه “أبو مسلم الخرساني” أن تطمعه بالملك .. فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بقتله. فدبَّر لصديقه مكيدة .. وقتله .. وعمره 37 عاماً.

في معركة كان طرفاها “أنصار أبو مسلم” و “جيش العباسيين” .. قُتل آلاف المسلمين.

شجرة الدر قتلت عز الدين أيبك وزوجة أيبك قتلت شجرة الدر رمياً بالقباقيب.

بعد وفاة “أرطوغرول” نشب خلاف بين “أخيه” دوندار و “ابنه” عثمان ، انتهى بأن قتل عثمان “عمه” واستولى على الحكم ، وهكذا قامت الدولة العثمانية.

حفيده “مراد الأول” عندما أصبح سلطاناً .. قتل أيضاً “شقيقيه” إبراهيم وخليل خوفاً من مطامعهما.

ثم عندما كان على فراش الموت في معركة كوسوفو عام 1389 أصدر تعليماته بخنق “ابنه” يعقوب حتى لا ينافس “شقيقه” في خلافته.

السلطان محمد الثاني (الذي فتح إسطنبول) أصدر فتوى شرعية حلل فيها قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا.

السلطان مراد الثالث قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً خلفاً لأبوه.

ابنه محمد الثالث لم يكن أقل إجراماً فقتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه السلطة ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال.

يضيف الإعلامي التركي “رحمي تروان” في مقالاً بعنوان «ذكريات الملوك» ، يقول : ” لم يكتف محمد الثالث بذلك ، فقتل ولده الصغير محمود الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر 14 عاماً ، وهو السلطان أحمد ، الذي اشتهر فيما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول.

عندما أرادت “الدولة العثمانية” بسط نفوذها على القاهرة قتلوا خمسين ألف مصرياً مسلماً.

أرسل “السلطان سليم” طلباً إلى “طومان باي” بالتبعية للدولة العثمانية مقابل ابقائه حاكماً لمصر .. رفض العرض .. لم يستسلم .. نظم الصفوف .. حفر الخنادق .. شاركه الأهالي في المقاومة .. انكسرت المقاومة .. فهرب لاجئاً لـ ((صديقه)).

الشيخ حسن بن مرعي .. وشى به صديقه .. فقُتل .. وهكذا أصبحت مصر ولاية عثمانية.

ثم قتل السلطان سليم بعدها “شقيقيه” لرفضهما أسلوب العنف الذي انتهجه في حكمه.

والى يومنا هذا ...

في كل ماسبق :

اللي “قتلوا” كانوا ينادون بأنهم يريدون خلافه إسلامية، و كثير من اللى “اتقتلوا” كانوا يطلبون خلافة إسلامية ايضاً.

اللي “قتلوا” كانوا بيرددوا .. الله أكبر

واللي “اتقتلوا” كانوا بيرددوا .. الشهادتين والى الله المشتكى ٢٠١٨/٥/٢٠ واشنطن USA


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد تقي الذاكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/20



كتابة تعليق لموضوع : مسلسل قديم ..لكننا لم نقرأ ولم نتدبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net