صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

إتقوا الله في أبي عبد الله .
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بلد مثل العراق ليس محرم لوحده يكون مبعثا للحزن, وصانعا للمأساة الراتبة.

كلنا يبكي الحسين .لكن نوايانا مختلفة. فواحد يبكي لأنه إعتاد جلد الذات كل عام. وواحد يبكي لأنه يعتقد أن بكاءه سيكون سببا لنيل الثواب من الله .وواحد يأمل في أن يحظى بالقبول في جماعة الذين يمكن أن يشفع لهم الحسين في الدار الآخرة. هناك من يبكي كذبا ,ورياءاً .وهنالك أسباب شتى تدفع للبكاء.يبقى البكاء الذي يعبر عن مكنون الذات المتولهة بالفعل الصادق للحسين سيد الشهداء, وسليل النبوة,وهو بكاء يقول عنه نبي الرحمة:إن العين لتدمع ,والقلب ليخشع,ولكن لانقول مايسخط الرب.

سالني زميل صحفي :من يبكي على من ؟ الحسين يبكينا ، ؟أم نحن نبكيه ؟ قلت : هو يبكينا. وكان الحسين بما أوتي من حكمة يقرأ المستقبل ,ويعرف هذه الأسئلة. شاهده صحبه باكيا صبيحة العاشر من محرم ,وهو يقف في مواجهة أعتى, وأشرس الرجال الذين ينادون بهتاف (الله أكبر), وهم يرمونه بالنبال والحجارة والرماح ,لكنهم يتغافلون أن جده محمد علمهم تلك الحكمة .سأله الصحاب لماذا تبكي يا إبن رسول الله؟ قال: أبكي هؤلاء القوم ,إنهم سيدخلون النار بقتلي ! .

كانت روح النبوة في روح الحسين. كان هو الأب العطوف ، فكان يبكي قوما يجهلون ,وهو يبكينا أيضا حين نخطأ, وحين نرتكب الحماقات ,وحين نبكيه رياءا وكذبا وشهرة وطعما ورغبة.

زميلي الصحفي كان يسألني حزينا ، إن الناس يجهلون السبيل لموافقة الحسين في بطولته وإنسانيته العالية.كانت والدته تئن من الألم ,وهو كان يحاول الوصول بها الى المشفى, لكن الطريق كان مغلقا بسبب أعداد من المجتمعين ,ولم يستطع هو المرور بوالدته المريضة ,وكان يتمنى أن يأخذ الناس أماكنهم خارج الطريق العام, ولا يمنعوا المارة من المرضى والحوامل وأصحاب البضائع والمعايش, وأن لا يعطلوا حركة الحياة ,وأن يفهموا خروج الحسين إنه كان سعيا من أجل فتح الطرق الموصلة الى الله ,وهي طرق كانت مغلقة بالمظالم والمساؤى وأطماع الحكم والنفوذ والسلطة ووهو القائل :إنما خرجت لطلب الغصلاح في امة جدي محمد,لآمر بالمعلاوف وأنه عن المنكر,فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق,ومن ردني

في بلاد غير العراق كنت أتابع الشعائر التي يؤديها عامة الناس في مناسبة عاشوراء, وكانوا يؤدونها بإنتظام ,وفي أماكن لا تعيق حركة المرور, ولا تمنع الناس من أداء أشغالهم.لكن بعض السلوكيات والمظاهر يمكن ان تتحول الى مؤاخذات خاصة عندما تتصل بفعل الإيذاء للنفس أو لقريب.

 في مدينة مصرية ,بعد نجاح الثورة في ذلك البلد ,وإنهيار حكم الرئيس محمد حسني مبارك الذي كان يمنع بعض طرق العبادة, تحرر الناس من قيودهم, لكن بعضا منهم أساء التصرف, وإشتكى رجل من أنه أراد الوصول بزوجته الحامل الى المشفى لإجراء عملية جراحية, لكن المصلين الذين فرشوا الطريق بسجاد الصلاة منعوه !

ولأن الله لايطاع من حيث يعصى ,بل يطاع من حيث يطاع, فلا عذرلأحد حين يضيق على الناس في معاشهم وعلاجهم وسبل حياتهم, وعلى من يفعل ذلك أن يراجع نفسه.

 أجبت الذين شكوا من طريقة إدارة المواكب الحسينية ,وإعاقتها للمرور, وإقامتها في الشوارع دون الأماكن الطبيعية :أن المسؤول عن ذلك هم منظموا المواكب تلك. فهم الذين يوجهون العوام الذين لا يملكون المعرفة ,وتحركهم العواطف والنوايا الطيبة, بينما يكون المنظمون على قدر من العلم والمعرفة ليقودوا البسطاء ويمنعوهم من إرتكاب الأخطاء المنافية للدين ,و للذوق العام .

 وللذين ينادون بحب الحسين ,أقول : إتقوا الله في أبي عبدالله .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/07



كتابة تعليق لموضوع : إتقوا الله في أبي عبد الله .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صادق مهدي حسن ، في 2012/01/01 .

لا أملك إلا أن أقول .. أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت

أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت

أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت

أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت@أحسنت






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net